تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الدكتور عبد الجبار عبد الله -2

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, أبريل 30, 2011, 04:07:17 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

هنا نسرد قصة ذكرها المهندس الاستشاري صباح عبد الستار الجنابي في مقاله تحت عنوان:

الدكتور عبد الجبار عبد الله, رئيس جامعة بغداد, من شخصيات عهد الزعيم عبد الكريم قاسم (7)
حدثني استاذي في الرياضيات في الجامعة الاستاذ الفاضل طالب محمود علي ( خريج جامعة لندن بمرتبة الشرف في الرياضيات ), و كان الاستاذ طالب احد الذين اعتقلوا اثناء انقلاب 8 شباط 1963 الدموي , و قد حشر في احدي الزنزانات الصغيرة التي ملائت بالمعتقلين من شتى المستويات .
يقول الاستاذ طالب " كنت اشاهده يغوص في تفكير عميع ثم تنهمر الدموع من عينيه , في احد الايام استغليت فترة اخراجنا لدورة المياه و جلست بجانبة . القيت علية التحية و عرفتة بنفسي و انا اخجل من كل كلمة اتحدث بها اليه . بعد ان توصدت الصداقة , بيننا سالته يوما عن سبب انهمار الدموع من عينيه قال " كان في قسم الفيزياء الذي ادرس به طالبا فاشلا, حاولت عدة مرات مساعدته لكي يعدل من مستواه و لم يتعدل و مع ذلك عاونته. في يوم 14 رمضان 1963, جاءت مجموعة من الحرس القومي لاعتقالي من بيتي, ميزت منهم طالبي الفاشل بسهولة, و طلبت منهم إمهالي عدة دقائق لكي أبدل ملابسي و اذهب معهم و إنا اعرف انه ليس لدي ما أحاسب عليه. بدلت ملابسي و خرجت لهم , و فجاه ضربني تلميذي راشدي قوي افقدني توازني, و كدت اسقط على الارض مع عبارة " اطلع دمغ سز " و لم يكتفي تلميذي و هو الان الحارس القومي بهذا و انما مد يده بجيب سترتي و اخذ مني قلم الحبر الذي اعتز به و لم يفارقني ابدا. هذا القلم الحبر هو من الياقوت الاحمر هدية من العلامة المشهور البرت انشتاين , استخدمه لتوقيع شهادات الدكتوراة فقط . و هذا هو سبب حزني و انهمار دموعي كلما اتذكر هذا الحادث.

إن أفكار الدكتور عبدالجبار عبد الله اقرب في ميلها إلى الليبرالية من خلال إيمانه بالحرية والديمقراطية،وقد أجمعت الدلائل في مسيرة حياته كلها على إيمانه بالإنسان والتطور العلمي والاستقلالية التي هي مرفوضة جملة وتفصيلا مالم تكن واضحة عليها النفحات العلمية للرفيق بيلخانوف أو متأثرة بتنظيرات ساطع ألحصري، ونتيجة للمضايقات واتهامه من قبل السلطة الحاكمة بانتمائه لحزب محظور آنذاك, لذلك هاجر عام 1964 إلى أمريكا، ووجد هناك من يحتفي به ويقدر مكانته العلمية من قبل مختلف الجهات الجامعية والجمعيات العلمية التي تعرف قيمة هذا العالم حين بخسه وطنه. , ورغم صدور قرار عودة الكفاءات العلمية, والذي شمل الدكتور عبد الجبار بموجبه, لكن مرضاً عضالاً كان قد الم به خلال السنوات الأخيرة من غربته في أمريكا منعه من الرجوع إلى العراق. وبين أمل العودة والشفاء, قطعت إذاعة بغداد بث برامجها ضحى اليوم العاشر من تموز 1969 لتذيع الخبر المؤسف, وهو انتقال العالم العراقي الكبير الأستاذ الدكتور عبد الجبار عبد الله إلى جوار ربه, توفي يوم التاسع من تموز عام1969 في الولايات المتحدة الأمريكية, " وكان يشغل آنذاك منصب أستاذ في قسم "علوم الجو" في جامعة نيويورك في الباني الى ان توفى سنة 1969 يقول عنه زملاءه في مطبوع رجال العلم "إن المجتمع الدولي خسر بوفاته عالما وانسانا ذو صفات انسانية رفيعة "(8),
تم نقل جثمانه إلى العراق بطائرة خاصة, وفي يوم 13 تموز جرى تشييع مهيب له شارك فيه وزير الصحة آنذاك ورئيس جامعة بغداد وعمداء الكليات, وجمهور من المواطنين, وبعدها تم نقل الجثمان إلى مثواه الأخير في مقبرة عائلته في أبي غريب بناءاً على وصيته. نعاه صديقه وقريبة الشاعر المعروف عبد الرزاق عبد الواحد بقصيدة نقتطف منها الأبيات الآتية:
قالوا وأنت تموتُ .. كـانت مقلتاك تُرفـرفانِ
كحمامتين غريقتينِ عن العمـارة تبحثــانِ !
وبقيتَ حتى أخرِ الأنفاسِ تلهج في حـــنانِ
لو نسمةٌ هبت بقلعـةِ صالـحٍ لك بالأمــانِ !
لو نهرُها ناداك أخرَ مرةِ .. والشّــــاطئانِ
لو طوقاكَ فنمت في حُضنيهما والفجـرُ دانٍ
فترى إلى شمسِ العراقِ ومقلتاك تحــدرانِ
مشوبة هي في المياهِ وأنتَ مشوبُ المحـاني(9)

ملخص انتاجه العلمي
لقد استطاع الدكتور خلال سبعة عشر عاما بعد حصوله على الدكتوراه حتى عام 1963 من نشر (26) بحثا و نظرية باللغة الانجليزية نشرت في مختلف المجلات العلمية المتخصصة،وكانت حصيلته العلمية من الدراسات عدا أطروحته قد بلغت (33) بحثا بالعربية والانجليزية إضافة إلى مقالاته التي نشرت في مختلف المجلات العراقية والمصرية,وبسبب انجازاته العلمية الواسعة ادخل اسمه في الموسوعة الانجليزية بالعلماء(who is who science    )،كما انتخب عضوا في العديد من الجمعيات العلمية  العالمية مثل الجمعية الملكية البريطانية للأنواء،والجمعية الأكاديمية للعلوم في نيويورك ،وجمعية الفيزياء الأمريكية، كان العالم عبد الجبار عبد الله يجيد إضافة إلى اللغتين العربية والآرامية اللغات الانكليزية والفرنسية والألمانية. قلده الرئيس الأمريكي (هاري ترومان) وسام (مفتاح العلم) لجهوده العلمية المتميزة, وهذا الوسام كان يمنح إلى كبار العلماء المتميزين في عطاءاتهم العلمية.

شخصيته وفلسفته 
ان العالم عبد الجبار عبدالله كان على المستوى الشخصي شجرة طيبة الثمر ، كثيرة العطاء ، قدم للوطن والعالم عصارة فكره وعلمه وخبرته وبحوثه العلمية ، رجل ديموقراطي بمعنى الكلمة ، قليل الكلام ، يسمع اكثر مما يتكلم .. وان تكلم اوفى واوجز بما هو احق وأصوب، ثاقب الرؤى ، رزن ، متزن ، هادئ الطبع ، قوي الحجة واثق منها ، لطيف التعامل مع الغير ، صديق كل الناس ، متأني بتصرفاته وممارساته الشخصيه ، انسان سوي بسيط متواضع ، ميال لعمل الخير ، وذو قلب لا يعرف الكره والبغضاء ، همه سعادة الانسان عن طريق العلم والمعرفة ، يتمتع بحس عراقي وطني خالص واصيل لا ينازعه به احد ... يحب عائلته وعائلته تبادله الحب ، ويحضى باحترام وتقدير زوجته السيده الفاضلة . قسمه عنيسي الفياض واولاده ، وباقي افراد الاسره المندائية الكبيرة ، ويحبه كل من عرفه او تعرف عليه من بني البشر ..!
تقوم فلسفة عبد الجبار عبد الله، على الايمان بدور العلم في تطوير الحياة البشرية. ايماناً مطلقاً، إذ يرى ان خير مقياس لتقدير تقدم المجتمع، هو مقدار ما ينتجه ذلك المتمتع من البحوث العلمية. ويؤكد هذه الحقيقة في حديثه عن العلاقة بين العلم والمجتمع بقوله: البلد المتأخر هو ثقافة متأخرة، والثقافة هي، جميع الطرق للعمل أو التفكير التي تعلمها الناس في تاريخهم الحافل بالتطور. ولأن المجتمع (أي مجتمع) لا يمكن ان يعيش بمعزل عما يجري من حوله من تطورات علمية في مختلف صنوف الحياة. فلابد له من مواكبة التطورات التي تجري من حوله. ويرى ان الجامعة باعتبارها المؤسسة العلمية الأولى يمكن لها ان تأخذ بيد المجتمع في التقدم بعد ان عرفت واجباتها نحو المجتمع.
ويقترح عبد الله مشروعاً تنموياً لتحقيق هذا الغرض. لكي تقوم بهذا الواجب الاجتماعي الكبير. فلابد لها من ان تنشئ لها كياناً وتقاليد خاصة بها تميزها عن سواها بثوابت لا يمكن الحياد عنها يأتي في مقدمتها: خلق العرف الجامعي، تفعيل دور الجامعة، الايمان بقدرات الاجيال الجديدة، الحرية الأكاديمية الفكرية، وأخيرا استقلالية الجامعة.
وأكد الشرطين الاخيرين في أكثر من مناسبة. بالقول: ان الحرية الأكاديمية لا تأتي بالرغبة المجردة، ولا تتحقق بالنية وحدها، بل لابد من ممارستها امداً. ولابد من التوصل إليها بالتجربة المضنية الطويلة. اما استقلالية الجامعة، فكانت متأصلة في فكره، ظل يعمل من اجلها، بتحديد مضامينها وأساليب تطبيقها، لكي تكون جزءاً من طباعنا، مستقراً في دواخلنا. ادراكاً منه بالترابط الوثيق بين الاستقلال الوطني واستقلال الجامعة. والاقرار بحتميتهما.
ومن اللافت للنظر, كثرة استعاراته اقوال الفلاسفة وكبار رجال الفكر، في احاديثه ونقاشاته. إذ يستعين بحكمة الفيلسوف الصيني (كونفوشيوس)، وطروحات (غاليلو) وكتابات الفيلسوف (بيكون)، أو العودة للأساطير القديمة، والموروث الثقافي العربي والاسلامي، وتاريخ العراق القديم والحديث. ومحاولته استخدام قصص الخيال العلمي. وجميعها تشير إلى سعة اطلاعه وثقافته العامة، وعمق تفكيره. فضلاً عن تمتعه برؤية ثاقبة للإدارة التربوية الناجمة(5).
هكذا عرفت الراحل العالم الدكتور عبد الجبار عبد الله انسانا وابا وصديقا مخلصا امينا عراقيا مندائيا مسالما

تكريمه
نقلا من بغداد الملف برس في  عددها الصادر في 29/07/2009
أمر رئيس الوزراء العراقي الموقر الأستاذ " نوري المالكي " وذلك بتكريم عالمنا الكبيرالعراقي الصابئي المندائي المرحوم الدكتور" عبد الجبار عبد الله"( 1911ـ ت 1969م ) بإطلاق أسمه على أحد شوارع عاصمتنا الحبيبة بغداد و تسمية إحدى قاعات جامعة بغداد باسمه, وإعادة أملاكه إلى أصحابها الشرعيين, والذي جاء كما ورد في التصريح " اكراما لدوره العلمي الكبير على المستويين العالمي والعراقي , وتثمين لدور العلم والعلماء "

الذكرى الطيبه والخلود كل الخلود للعالم الدكتور المرحوم عبد الجبار عبد الله السام
يعيش العراق وشعبه الابي بكل اطيافه الجميله منبعا للعلم والعلماء الخالدين

)
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

د.عبد الاحد متي دنحا

تنويه حول موضوع الدكتور عبدالجبار عبدالله-1,-2

لقد ذكرت في المقال حول وجود علاقة ما بين االعالم عبدالجبار والعالم اينشتاين بالاعتماد الى بعض المصادر.
وحديثا قرات في جريدة طريق الشعب العدد 175 السنة 76 في 4/5/2011 تصريحات الدكتور سنان (ابن العالم عبدالجبار) بان الرجلان لم يلتقيا, كما ان مجال عملهما مختلف.

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير