تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

خمرٌ وعسلٌ وحور عينْ / سعاد سعيود

بدء بواسطة matoka, يناير 01, 2013, 09:12:53 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

خمرٌ وعسلٌ وحور عينْ




     

سعاد سعيود




تنقضي سنة أخرى من عمرنا ونحن نحن...لا نحتفل كما يفعل الآخرون،  فالدم في الشوارع يمنعنا إلاّ من حزن يلتهم آخر دمعة في المقل حين نودّع الثانية الأخيرة في منتصف ليل هذا اليوم من سنة 2012 ...

لم يتغير فينا قيد أنملة من عار نلبسه لقرون منذ سقوط غرناطة.

فالصناعة لم تزدهر إلا في صناعات الوهم،  والزراعة تكاد تموت إلا من زراعة القنابل في الأجساد.  والتربية لم تُمنح إلا لشارع يحتضن الطفل بكل ما يحمله من خبث وشذوذ. والسياسة جواد لا سرج له ولا فارس.

نحن نحن...
حتى هذا الضمير" نحن "  لم يعد يحمل معناه الحقيقي الذي يدلّ على الأنا الجمعي، فقد تغيرت المفردة بعد ما تغيرت أخواتها حين صار الأعجميّ  يقرّر ما تعنيه  لغتنا أكثر مما نفعل...وصار يعلّمنا معنى " القاعدة" ويجترها أكثر مما نفعل...و يعلمنا معنى  "الإرهابي" ومعنى "المستعمر"  ويرغمنا على اقتلاع بعض المفردات من قاموس لغتنا كمفردة " الجهاد " ليصبح الجهاد مجرد قنبلة تغرس في جسم يفجّر من أجل نيل نهر عسل أو خمر أو حورية في السماءْ..

حتّى " الربيع " لم يعد ذاك الذي نعرف بفراشاته ونحله وخضرته وأزهاره ودفئه... صار مقترنا بمهرجان وبائي لأصولية لا أصل لها.

ولا أحدثكم عن مفردة " الثورة" ولا عن مفردة " الإسلام"

فقد تحوّل ديننا الإسلامي، الذي هو في حقيقة الأمر دين التسامح،  إلى دين الحقد وكره الآخر..

تحول ديننا الذي هو دين العمل إلى دين الجري وراء الخلافة والكرسي الضائع والكسل

تحول ديننا من دين يحرّم وأد الصغيرات... إلى دين دفن الكبيرات.

تحول ديننا الذي هو دين العلم إلى دين الفتاوى والمظاهرات لنصرة نبيّ مات وبقيت رسالته على رصيف الذل تمدّ يدها لغير المسلمين أن انقذوني ممن اتبعني من المنافقينْ...ولا أحدّ مدّ يده من الذين هلّلوا في الشوارع لنصرة نبيينا العربيّ  الأميّ تظاهرا بالمحبّة لا غير... فالحبّ أعظم من مسيرة في الشوارع.

إنّه العطاء الفعلي بعمل شاق لا يقدر عليه الا مسلم استلم الأمانة واستسلم للفضيلة...الفضيلة التي تعني العمل الجاد النافع الذي يوصلنا "للحرية"  لا " الحورية ".

الغريب أن الوطن العربي من المحيط للخليج صار معلما ماهرا في فن حمل السلاح، والأغرب أنّ الحلم هو حلم " الحريّة " ابتداء من حرية التعبير حتى حرية التنقل بين الدول المتقدمة إلى أصغر حلم في الحرية التي  تسعى إليها المرأة في مكان ما من هذه الدنيا أن تقود السيارة...

وحين تسأل حامل السلاح سيقول: إني أريد الشهادة.

وحين تسأله أكثر سيقول: لأدخل الجنّة

وما الجنة سوى رمز لجائزة تأتي بعد عمل شاق... عمل لا يمكن أن يفسّره عاقل برمي نفس من أعلى جسر ليسقط في هاوية الموتْ بعد أن قتل معه ألف حريّه وحريّة.

فكيف نصل إلى حورية في السماء وقد دفنا الحريّات حية في أعماق الأرض؟



http://aljadidah.com/2012/12/
December 31, 2012

Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

abu farah

الاخ العزيز متوكا

وانا اقول ايضا

شكرا على حسن الأختيار .. تحياتي

matoka

الاستاذ ماهر سعيد ...
شكرا على مرورك الكريم ... وعلى كلماتك الرقيقة
مع التحية
Matty AL Mache

matoka

الاخ الغالي منيف  ...

واقول لكم ايضا
شكرا على مرورك الكريم ... وعلى كلماتك الرقيقة
مع اجمل وارق التحايا
Matty AL Mache