رســالة الرئيـــس بارزانـــــي وحــدة الصــف دفاعـــا عــن اســتقرار البيــت الك

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 28, 2015, 10:14:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
رســالة الرئيـــس بارزانـــــي
وحــدة الصــف دفاعـــا عــن اســتقرار البيــت الكوردســتاني


برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
   .............................
في واحدة من أدق المراحل التاريخية التي يجتازها الاقليم واخطرها، وهو يواجه سلسلة من التحديات الشرسة المباشرة من جهة، وغير المباشرة من جهة اخرى، ممثلة بافرازات الاوضاع الوطنية والاقليمية الملتهبة، جاءت رسالة السيد مسعود بارزاني الى رئاستي برلمان ومجلس وزراء حكومة اقليم كوردستان والى الاحزاب والاتجاهات السياسية والجماهير الكوردستانية، لتضع النقاط على الحروف، ولتجعل الجميع من خلال رسمها الدقيق لحدود وتضاريس خارطة التحديات الفعلية الراهنة، يقف وجها لوجه امام الاخطار المحدقة التي تحاول العبث بوحدة البيت الكوردستاني واستقراره والعمل على تفتيته وفقا لاجندات رغم اختلاف ستراتيجياتها ورؤاها واتجاهاتها وارتباطاتها، الا انها تلتقي جميعا في هدف عدائي معلن تارة ومتخفٍ وراء شعارات ومبررات مختلفة تارة اخرى يتمثل في استهداف استقرار الاقليم ووحدة نسيجه الاجتماعي والعودة به الى تلك الحقب المظلمة التي اصبحت جزءا من الماضي الصعب والمرير، حقب التناحر السياسي والتخلف وتوجيه البنادق الكوردستانية الى صدور الكوردستانيين بدل توجيهها لصدور الاعداء والارهابيين وهدم كل القمم والرموز والنجاحات الحضارية والتنموية التي حققها الاقليم خلال السنوات الماضية وخصوصا نجاحه في انتزاع موقع وحضور حيويين على خارطة السياسة والمصالح والاهتمامات الدولية.
لذلك وبمنتهى الدقة والموضوعية حدد السيد رئيس الاقليم طبيعة هذه التحديات التي تستهدف افشال التجربة الكوردستانية واجهاضها بــ (ظهور طرق دنيئة للوقوف بوجه شعب كوردستان، تتخذ اشكالا مختلفة كالتصريحات الصحفية والمقالات والدعوة لحرب داخلية واثارة الفتن واحياء التفرقة وتقسيم الاقليم الى ادارتين)، مؤكدا ان (هذه ليست حرية للتعبير بل ان جميع هذه المحاولات ماهي الا خيانة للشعب والوطن وتنفيذ للاجندات والسياسات التي ينتهجها اعداء كوردستان(.
لذلك، اذ جاءت رسالة رئيس الاقليم في هذه المرحلة المصيرية لتقرع جرس الانذار بشدة وهي تؤكد بأن هذه التيارات والاتجاهات غير الوطنية تشكل (مخاوف كبيرة على الامن القومي والوطني لكوردستان وتضع جميع المكتسبات التي حصلنا عليها بالدماء والدموع تحت التهديد)، فانها في الوقت نفسه لم تكتف بتحميل المسؤولية المباشرة وغير المباشرة لكل الاطراف السياسية والرسمية والبرلمانية والجماهيرية ازاء جملة الاخطار والتحديات وحسب، وانما، وهو الاهم، رسمت طريق المواجهة وحددت سبل التصدي لها عبر التأكيد على اهمية دور الجهات المعنية من خلال : 1 ـــ مطالبة برلمان كوردستان وحكومة الاقليم والمدعي العام بتنفيذ واجباتهم في هذا الشأن واتخاذ اجراءاتهم اللازمة ضد هذا التيار اللاوطني والخطير
2 ـــ ضرورة ان تنتهج الجهات المعنية طرقا قانونية ورسمية للحد من نشر هذه الآراء التي تستهدف وحدة الوطن واستقراره وتدعوا الى حرب اهلية داخلية واعادة سياسة الادارتين.
3 ـــ مطالبة جميع الاحزاب والتوجهات السياسية في الاقليم، بذل كل جهدهم للحد من ظهور هذه الاصوات والتوجهات اللاوطنية
4 ـــ مطالبة جماهير كوردستان بعدم السماح مرة اخرى لأمثال هؤلاء في الاستمرار بنشر الفكر العدائي والداعي الى الحرب الاهلية والفتن
5 ـــ توحيد الجهود كافة في سبيل حماية كوردستان ووحدة شعبها.
ان تلمسا مباشرا وموضوعيا للواقع الكوردستاني لابد ان يقف ازاء حقيقتين مذهلتين ترتبطان ببعضهما طرديا على الرغم من تناقضهما، وهما تنامي الواقع التنموي والحضاري والاقتصادي فضلا عن الامن والاستقرار والانفتاح والاستقطاب الدوليين للاقليم، يقابل ذلك تنامي وتصاعد وتنوع التحديات والمشكلات والمواقف العدائية ضده، وكأن نجاحات الاقليم واستقراره وتكثيف حضوره الدولي باتوا جميعا يشكلون حافزا لكل الخائبين والفاشلين وتجار الشعارات وفرسان الفساد لتوحيد صفوفهم وحياكة المزيد من مخططات الاستهدافات المباشرة وغير المباشرة لافشاله واجهاض تجربته خصوصا بعد ان امسى ملاذا آمنا لجميع المضطهدين  والنازحين والمهجرين والهاربين من جحيم العنف والدم والارهاب والاسستهدافات متعددة الاشكال، مما يتطلب فعليا الآن واكثر من اي وقت مضى توحيد الجهد والصف والكلمة والموقف والالتفاف حول رئاسة الاقليم لعبور حزمة التحديات المختلفة هذه واجهاض كل المخططات السود الظاهرة منها والمخفية، الداخلية منها والاقليمية وفي مقدمتها استهدافات تنظيم داعش الارهابي الذي يمثل الاخطر والاصعب على الرغم من الاندحارات الكبيرة والكثيرة التي تلقاها على ايدي السور الامني الكوردستاني الحصين، ممثلا بالبيشمركه الابطال في جميع سوح المواجهة وخطوط التماس، حيث حاول ويحاول الارهابيون القتلة بشتى الصيغ والاساليب القذرة التعويض عن اندحاراتهم المريرة والثأر لفشلهم المريع بمحاولة اختراق السور الامني الكوردستاني بشتى الطرق المنحطة والاساليب الدنيئة، وما استهداف مدينة عينكاوا الجمعة الماضية باحدى مفخخاتهم الا الدليل القاطع على خيبتهم وفشلهم المخزي ومحاولة للتعويض عن جزء من اندحاراتهم في سوح المواجهة مما يتطلب بالمقابل موقفا كوردستانيا موحدا حيويا فاعلا يسمو على كل الخلافات او اختلاف وجهات النظر او الآراء او الاجتهادات.
لقد ضربت مختلف الدول والشعوب الحية افضل الامثلة عبر التاريخ وهي تجمد كل خلافاتها وتعبر فوق كل اختلافاتها عندما تتعرض البلاد لاخطار خارجية، وتوحد صفوفها بارادة واحدة وفعل واحد وباصرار وطني حقيقي على هزيمة الاعداء والمخططات والمشاريع والاستهدافات الخارجية وبعد ان تنتزع الانتصارات وتؤمن حدودها وتحقق أمنها واستقرارها تتفرغ لحلحلة مشكلاتها الداخلية وخلافاتها السياسية، فما احرى شعب كوردستان بأحزابه وسياسيه وكتله البرلمانية وقنواته الاعلامية ومنظماته الجماهيرية بان يحتكم لمصالحه الوطنية العليا وان يجمد كل خلافاته حول جميع القضايا الداخلية ويوحد صفوفه حول قيادته لهزيمة الاعداء المارقين وفي مقدمتهم تنظيم داعش الارهابي وانتزاع النصر المبين ومن ثم التفرغ لحلحلة جميع المشكلات والتحديات والخلافات الوطنية وفقا للمصالح الكوردستانية الستراتيجية العليا وعبر مختلف القنوات القانونية والديمقراطية التي تحفظ للاقليم وحدته ومصالحه وحقوق وحريات شعبه.
ان اعداء الاقليم وعملاءهم سواء في الداخل أم الخارج يمارسون اقذر الاساليب ويحيكون اخطر المخططات من اجل زرع الفتنة هنا والشقاق هنالك والخلافات هنا والاتهامات والتشكيك هناك بغية تفتيت وحدة البيت الكوردستاني وبما يسهل عليهم التسلل تحت شتى الذرائع لاجهاض التجربة الكوردستانية التي استطاعت وبجدارة ان تطبع خطواتها الواثقة الواضحة وحضورها على مسار السياسة الدولية، والرد المباشر والحازم والحاسم والفاعل لا يمكن ان يكون الا بوحدة البيت الكوردستاني، هذه الوحدة التي بامكانها ان تشكل صخرة الصمود الكوردستاني والارادة الكوردستانية والفعل الكوردستاني الواحد الموحد لهزيمة كل هذه المخططات العدوانية الارهابية الشريرة .
اخيرا، إن قوة الاقليم وضمانة انتصاراته تكمنان في وحدته والتفافه حول قيادته التي سبق ان اختبرها وتلاحم معها وائتمنها على مصيره في اصعب الظروف واقساها والكوردستانيون جميعا جديرون بهذه الوحدة.