تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

ساستنا يغنون: أمجاد يا عرب أمجاد

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, فبراير 19, 2012, 08:19:59 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

ساستنا يغنون: أمجاد يا عرب أمجاد

جريدة المدى

علي حسين
أخيراً قرر ساستنا تغيير بثّهم الفضائي باتجاه القمة العربية، بعد اكتشفوا أن هناك تشويشاً على المؤتمر الوطني. هذا ما بدأ ينصحنا به البعض من الذين يعتقدون أن مجرد هبوط طائرات القادة العرب على مدرجات مطار بغداد سينهي كل مشاكل العراقيين، ويعيشون أزهى عصور الاستقرار والتنمية والرخاء.

بالأمس وأنا اقلب صحيفة الصباح لفت نظري هذا التنبيه، وللمفارقة كان العنوان يتصدر الصفحة الأولى: "تأجيل الاجتماع الوطني إلى ما بعد قمة بغداد"، طبعا لم ينس الأصدقاء في الصباح أن يؤكدوا أن ما سيعقد بين الفرقاء السياسيين هو اجتماع وليس مؤتمرا، وهكذا فالأمر برمته لا يستحق كل هذا العناء والمطالبات بضرورة عقد الاجتماع بين الفرقاء، فلا يهم أن يتأخر بثّ حلقات الدراما السياسية المثيرة التي يمثلها ويشرف على إنتاجها ساسة همّهم الوحيد البقاء لأطول فترة ممكنة على كراسي السلطة والحصول على حصة اكبر من المنافع والغنائم والامتيازات.
للأسف، فأن الخبر الذي انفردت به الزميلة الصباح أمس يثبت بالدليل القاطع أن التشويش الحقيقي هو في عقول ساستنا الذين يريدون أن يوهموا الناس أن مصير العراق ومستقبله وأمنه واستقراره معلق على ما سوف تسفر عنه القمة العربية.
ودعونا نسأل سؤالا بريئا؛ إذا كان على الحكومة ومعها بعض السياسيين أن يختاروا بين القمة العربية والاجتماع الوطني فمن سيفضلون؟ قد يبدو السؤال عبثيا وقد يسارع البعض ليقول إن حكومتنا تبذل كل الجهود لإعادة العراق إلى مكانته العربية، وان ساستنا يصلون الليل بالنهار وهم يرددون مع الراحلة أم كلثوم نشيدها الشهير "أمجاد يا عرب أمجاد" بل ان مجلس النواب بصدد إصدار قرار يلزم فيه المدارس جميعا أن تبدأ فترتها الصباحية بنشيد "وطني الأكبر" للراحل عبد الوهاب، قد يبدو الأمر في نظر البعض ساذجا وسطحيا، ولكن للأسف أننا في الكثير من الأحيان نشعر بأن صانعي القرار لدينا تأخذهم العزة بالإثم ويخلطون بين ما هو عابر وما هو دائم، يجاهرون بعداوة بعضهم البعض، لكنهم يتمنون نظرة حانية من حكومات عربية البعض منها يرفض حتى هذه اللحظة ان تطأ اقدام مواطن عراقي عواصمهم.
كنت أتمنى أن يشغل ساستنا وقتهم بما ينفع الناس ويمكث في الأرض بدلا من هذه اللهفة على قمة في حكم الغيب، وكنت أتمنى أن ينصبوا أنفسهم متحدثين عن همومهم، وهي فكرة أجدى أيضا من التفتيش في سجلات زوار القمة العربية.
وكنت  اتمنى على ساستنا الأشاوس بدلا من أن يملأوا السموات والأرض بتصريحات عن العروبة ومصلحة البلاد في حال انعقاد القمة، أن يجلسوا معا ليناقشوا قوانين وتشريعات تصب في مصلحة الناس.
للأسف يتعامل البعض من ساستنا اليوم مع القمة العربية على طريقة الدول الصغيرة عندما تستضيف فرقا كروية شهيرة مثل برشلونة والارسنال لأداء مباريات استعراضية لا تخرج في النهاية عن التقاط الصور والتوقيع على دفاتر المعجبين وبيع التيشيرتات والاعلام الملونة.
سادتنا الأشاوس.. أن تصوّروا لنا انعقاد مؤتمر القمة بأنه انجاز كبير اهم من اجتماع الفرقاء السياسيين لحل مشاكل البلاد، فهذا وحده جريمة بحق العراقيين، وان يتصور البعض منكم مجيء وزراء الخارجية العرب على أنه إضافة وانتصار لبغداد وكأنه سينقلها من العواصم الصغيرة إلى قائمة الكبار فهذه جريمة اشد واقسى،  وان تظلوا مصرين على الرقص على إيقاعات الزيارة المنتظرة للقادة العرب مرددين على نحو مضحك "وطني حبيبي الوطن الأكبر" فهذا منتهى العبث، فبغداد لن تصاب بتسونامي لو لم تعقد القمة العربية فيها ولكنها تصاب في كل ساعة بأكثر من زلازل بسبب سياسيين لا يملكون سوى بضاعة مزيفة لا يمكن لمواطن ذكي أن يقتنيها.
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير