جريدة أم دليل إعلانات / متي كلو

[برطلي دوت نت]

جريدة أم دليل إعلانات

متي كلو

كنا نترقب ولادة العدد الأول الخاص لجريدة "بانوراما" التي أعلن عنه منذ فترة، وهي التجربة الأولى لإصدار عدد خاص لبانوراما الفتية، وراهن بعض الأصدقاء على التحدي ومنافستها لبعض الأعداد الخاصة التي تصدرها الصحف العربية الشقيقة سنويا ، وكان الانتظار بفارغ الصبر ، وصدر العدد في موعده ، مميزا ،غنيا بمحتوياته ، متنوعا بمواضيعه الشيقة، وتبويبه وتصميمه ، كان على مكتبي بعض الإصدارات الخاصة لصحف شقيقة عربية أخرى ، ولم أتصفحها هذه المرة لاختيار عنوانين معينة فقط لقراءتها ، بل استغرقت كثيرا بمتابعة محتوياتها والتوقف والتمعن بمواضيعها، فكان الحصيلة بان العدد الخاص لبانوراما كان المتألق ويستحق الثناء والتقدير ، واستمعت إلى الكثيرين بنقدهم وأرائهم ، وعندما تكون الجريدة حديث الناس ، فهذا يعني لها الحضور بين القراء وانأ أتصفحها جاءني صوت صديق عبر الهاتف ليقول لي :

- هل تقبل نقدي يا صاحبي.

كان ردي سريعا :

- كيف لا وأنت من القراء الدائمين للجريدة ، ولكن أرجو أن يكون نقدا وليس انتقادا!

- اطلعت على الإصدارات الأخرى وعند المقارنة شاهدت إنها أكثر صفحات وأكثر ألوانا من بانوراما .

جميل يا صاحبي، من الصعوبة أن نناقش المقارنة عبر الهاتف ، اقترح أن تزورني في مكتبي ، ونأخذ فنجان من القهوة معا ، ونتجاذب أطراف الحديث حول الإصدارات والمقارنة والاستفادة من أرائكم .

كان ضيفي بعد عطلة أعياد الميلاد، وكان يحمل بين يديه بعض الأعداد الخاصة لجرائد عربية ، إضافة لجريدة بانو راما، ارتشف قليل من قهوته، وقال لي:

- أحضرت معي ثلاثة أعداد من إصدارات خاصة بمناسبة انتهاء السنة وعلى مكتبتك عدد خاص لبانوراما، وتستطيع أن ترى الاختلاف .

- لنبدأ بالإصدار الخاص الأول الذي يحتوي على أكثر من 100 صفحة، وأرجو أن نتصفحه معا، ونبدأ بعدد الكتاب المشاركين في العدد.

تصفحنا معا لأكثر من 30دقيقة، وكانت الحصيلة : الإصدار الأول 12 كاتب والثاني 7 والثالث 6 ، إضافة إلى ملفات وتحقيقات ومنها ملف بأكثر من 22 صفحة وهذا الملف نشر على العشرات من المواقع الالكترونية !.

ثم تصفحنا "بانوراما " وكانت الحصيلة أكثر من 20 مقالا خاصا لكتاب الجريدة وضيوفها ، إضافة إلى تحقيقات وملفات من إعدادهم وليس"منسوخة نصا" من الآخرين،  وقلت له:

- يا صاحبي أن الاختلاف الكبير بان بانوراما لها أكثر كتابا يكتبون لها خصيصا وليست "دليل إعلانات" أو "نشرة إعلانات" وانأ شخصيا اقترح على الصحف التي تفضل ترجح كفة الإعلانات على حساب القارئ أن تفكر أما التحول من مهنة الصحافة إلى إصدارا دليل إعلاني بين فترة وأخرى، أو إصدار الجريدة وملحق إعلاني بالجريدة ، كما أود أن أعلمك بان جريدة بانوراما لا يتجاوز عمرها 5 سنوات ، والصحف التي بين يديك قطعت سنوات من عمرها المديد بين 10 و40 عاما !.

أنا لست من يدافع عن الجريدة ولكن قراء الجريدة ومحبيها لهم حصة الأسد في أرائهم التي اسمعها منهم وخاصة بالحياد والمصداقية والشفافية ، ولا اخفي عنك يا صاحبي، أن العدد الخاص من الجريدة ليس بمستوى الطموح، ولكن كان الأفضل بين الإصدارات الأخرى .

- اخذ صاحبي يتصفح الإعداد الخاصة مرة أخرى، وبعد تبادل وجهات النظر، قال قبل أن يودعني:

نحن لا ننكر مدى أهمية الإعلانات للجريدة ، ولا ننكر بان الصحافة مهنة ولكن مهنة مقدسة يملكها القارئ قبل أن يملكها صاحب الامتياز أو رئيس التحرير وهدفها إيصال الخبر والمعلومة إليه بصدق وان لا يكون هدفها وشعارها الكسب المادي فقط عن طريق الإعلانات ،والإعلانات يجب أن تكون من اجل تطوير الجريدة وتحديثها، وإذا كانت اليوم يطلق على بانوراما "الجريدة المجلة" فتمنياتنا أن تكون الأعداد الخاصة القادمة "الجريدة المجلة الكتاب " و ( القارئ دائما على حق).

وصل الينا عبر بريد الموقع