رحلة الى مدينة لورد المقدسة (فرنسا)

بدء بواسطة لؤي كلو, فبراير 03, 2011, 04:29:57 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

لؤي كلو

ولدت برناديت سوبيرو في السابع من يناير سنة ١٨٤٤ في مدينة لورد الفرنسية.عمل والداها فرانسوا ولويز في إدارة طاحونة للقمح حيث أدرت عليهما ما يكفي من الدخل لإطعام العائلة إلى حين. ولكن مع مرور الزمن وقلة صيانة الطاحونة, تآكل بعض أجزائها, وأصبح الطحين المنتج خشنا وغير مرغوب فيه. فاضطر والداها إلى إغلاق الطاحونة نهائيا, وانضم فرانسوا إلى سوق العمالة يبحث عن من يوظفه بين يوم إلى آخر. تدنى دخل عائلة سوبيرو بعد أن تركوا الطاحونة التي كانت مقر عملهم وإقامتهم, وانتقلوا للعيش في الطابق الأرضي من مبنى السجن القديم الذي كان يتصف بالرطوبة وقلة الإضاءة. عانت برناديت كثيرا من بيئة السكن المزرية, وخاصة أنها كانت تشكو من حالة مزمنة من السعال وضيق التنفس.

انتقلت برناديت بعد ذلك للعيش مع عائلة فرنسية, لكي ترعى ما عندهم من غنم, وتهتم بأمور أطفال العائلة. ومع أنها لم تجد حسن معاملة في مكان إقامتها الجديد, كانت تنظر بلهفة إلى خلوة البرية كراعية لقطيع الغنم, حيث أدت الأيام الطويلة التي قضتها برناديت في الحقول إلى خلق حب الصلاة والتأمل. فكانت تصلي السبحة الوردية, وتتأمل بمخلصها يسوع المسيح كراع صالح يهتم بقطيعه إلى آخر خروف ضال بمحبة وعطف.
بعد أن رجعت برناديت إلى منزل والدها في لورد, التحقت بمدرسة تابعة لراهبات المحبة, حيث تعلمت القراءة والكتابة, وتأهلت من خلال دروس التعليم المسيحي للمناولة الأولى. كانت برناديت ذو شخصية مرحة وجذابة وعيون سوداء كبيرة.
اهتمت برناديت كذلك بمساعدة والدتها في أمور المنزل والبحث عن الحطب وأغصان الأشجار كوقود للطهي والتدفئة. في الحادي والعشرين من شهر فبراير سنة ١٨٥٨ انطلقت برناديت مع أختها توانيت ماري وصديقتها جين لجمع الأغصان الناشفة قرب ضفاف نهر "جيف", وذلك لحاجة والدتها للوقود. لاحظت جين وجود كمية لا بأس بها من الحطب على الضفة الثانية لجدول يحرك باندفاعه طاحونة حيث تقع مغارة مسابيل. عبرت توانيت وصديقتها جين الجدول إلى الضفة الثانية, بينما ترددت برناديت بسبب حالتها الصحية في عبور المياه الباردة, وأخذت تراقب أختها وصديقتها يجمعان الحطب على الضفة الثانية من الجدول, إلى أن اختفيا عن الأنظار. وفجأة سمعت برناديت دوي صوت ريح قوية. فالتفتت من حولها ولم تلاحظ أي حركة لأوراق الشجر. وبعد أن تكرر صوت الرياح, لاحظت أن جميع ما حولها ساكن باستثناء شجيرة الورد البرية التي كانت تهتز بعنف على مدخل مغارة مسابيل. ثم ظهرت العذراء بعمر ١٦ - ١٧ سنة في تجويف بصخر المغارة فوق شجيرة الورد البرية, مرتدية ثوبا أبيضا ووشاحا أزرقا, ومزينة بزهرة صفراء على كل قدم من قدميها, بينما تدلت المسبحة من يدها اليمنى. ابتسمت العذراء لبرناديت, وأشارت إليها بالاقتراب. أخرجت برناديت المسبحة من جيبها وركعت على ركبتيها, ولكنها لم تستطع رفع يدها لرسم إشارة الصليب أو البدء بصلاة السبحة الوردية, إلى أن باشرت العذراء أولا برسم إشارة الصليب ونقل المسبحة إلى أصابع يديها. ثم بدأت برناديت وحدها بتلاوة السبحة الوردية, بينما كانت العذراء تمرر حبات المسبحة بين أصابع يديها, إلى أن شاركت بصلاة "المجد" في نهاية كل عقد من السبحة الوردية. لم تشترك العذراء في الصلاة الربانية أو بالسلام الملائكي لعدم حاجتها طلب الخبز اليومي أو طلب غفران خطيئة ما. كذلك لا حاجة للعذراء للسلام على نفسها. لكنها كانت سعيدة بتمجيد الثالوث الأقدس. وذلك عن طريق مشاركة برناديت بصلاة "المجد".


فور انتهاء الظهور الأول للعذراء, رجعت توانيت وجين محملتين بأغصان الأشجار الناشفة, ليجدا برناديت راكعة على ركبتيها باتجاه مغارة مسابيل. عندها قامت برناديت بعبور الجدول واللحاق بهما, حيث وجدت المياه دافئة, وذلك بأعجوبة إلهية في هذا اليوم من فصل الشتاء البارد. أعلمت برناديت والدتها بما جرى فور وصولهم إلى المنزل, لكن والدتها وصفت قصة برناديت بالأوهام.
بعد حضور قداس يوم الأحد في الرابع عشر من فبراير سنة ١٨٥٨, توجهت برناديت إلى المغارة برفقة توانيت وجين, ولحق بهم عدد قليل من فتيات المدينة, حيث ظهرت العذراء لبرناديت للمرة الثانية كفتاة جميلة جدا, ولم يشاهد أي من الحضور الظهور السماوي. لم تبوح العذراء لغاية الآن عن اسمها أو من تكون, لذلك كانت برناديت حريصة بتسمية الظهور بعبارة "هذه الفتاة".










بدأت وقائع الظهورات السماوية بالانتشار تدريجيا بين سكان مدينة لورد. وكان من بين المهتمين بهذه الظهورات السيدة "ميليت" التي ذهبت مع مساعدها إلى منزل برناديت, وطلبت إذن والدتها أن ترافقها إلى المغارة. فور وصولهم إلى موقع الظهورات في الثامن عشر من فبراير بدءوا بصلاة السبحة الوردية, حيث ظهرت العذراء لبرناديت للمرة الثالثة وطلبت منها الحضور يوميا لمدة خمسة عشر يوما. وقالت لها العذراء أنها لن تكون سعيدة في هذه الحياة على الأرض, لكن السعادة تنتظرها في السماء.

لبت برناديت رغبة القديسة مريم بزيارة مغارة مسابيل يوميا للفترة من ١٨/٢ إلى ٤/٣/١٨٥٨ وكانت تحمل معها شمعة في كل زيارة. في الظهور السادس طلبت العذراء الصلاة من أجل الخطأة. وبازدياد عدد المصلين والفضوليين قرب مغارة الظهورات, استدعت الشرطة برناديت للتحقيق معها, حيث هددها المحقق بالسجن إذا رجعت إلى المغارة. لكن ضمير برناديت الذي حثها على ضرورة التواجد للظهورات السماوية كان أقوى من أي تهديد. وهكذا تابعت برناديت زياراتها إلى مسابيل تحت مراقبة الشرطة, حيث أعطت العذراء ثلاثة أسرار إلى برناديت في الظهور السابع. وفي اليوم التالي, أنذرت القديسة مريم العالم بضرورة التوبة والتكفير.
من أهم وقائع الظهورات السماوية في لورد هو الظهور التاسع, في الخامس والعشرين من فبراير سنة ١٨٥٨, عندما حثتها العذراء على الشرب والاغتسال في نبع الماء. احتارت برناديت من أمرها, إذ لم يكن هناك أي نبع للماء في المغارة. عندما استدارت باتجاه نهر "جيف" للشرب والاغتسال هناك, نادتها العذراء وأشارت بإصبعها إلى مكان وجود النبع. رجعت برناديت على الفور, وبدأت بحفر الرمل بيديها, إلى أن ظهر ماء النبع, فشربت وغسلت وجهها. ثم طلبت العذراء من برناديت تقبيل الأرض كنوع من التكفير. وفي غضون أيام قليلة, تحولت قطرات الماء الموحلة الصادرة من النبع, إلى سيل من المياه الغزيرة الصافية ذو خاصية عجائبية لشفاء المرضى.
في الظهور الحادي عشر, طلبت العذراء إقامة كنيسة على موقع المغارة. وفي ظهورها الرابع عشر, حضر ما يقارب عشرون ألف شخص, حيث طلبت العذراء من المؤمنين القدوم إلى هذه الكنيسة في مواكب. لكن برناديت التي استطاعت لغاية الآن تلبية رغبات العذراء بمفردها, كالحفر بالرمل والكشف عن مياه نبع عجائبي, تحتاج الآن إلى مساعدة رجال الدين لإتمام رغبة القديسة مريم في إنشاء الكنيسة. فذهبت برناديت إلى الأب "بيرامال" كاهن رعية لورد, لتخبره بطلبة العذراء. لكنه أجاب: "إذا كانت تلك الفتاة ترغب في أن تقام كنيسة فوق المغارة, عليها أولا أن تؤكد لنا اسمها." أخيرا, أباحت العذراء عن هويتها يوم عيد البشارة في الخامس والعشرين من آذار سنة ١٨٥٨, عندما قالت لبرناديت "أنا الحبل بلا دنس", هذه العقيدة الدينية التي أقرها قداسة البابا بيوس التاسع قبل أربعة سنوات فقط من الظهورات السماوية في لورد. وتشير هذه العقيدة إلى الحكمة السماوية عندما استثنى الله القدوس مريم العذراء والدة الإله من دنس الخطيئة الأصلية منذ الحبل بها, لتبقى طاهرة وممتلئة من الروح القدس, ومؤهلة لاستقبال يسوع المسيح في رحمها البتولي.
التحقت برناديت بدير لراهبات المحبة سنة ١٨٦٦, إلى أن انتقلت إلى الأمجاد السماوية عن عمر ٣٥ عام, سنة ١٨٧٩. وانحصرت مهمتها في الدير على الصلاة وتحمل الأوجاع, وخصوصا في السنوات الأخيرة من حياتها, بسبب تردي حالتها الصحية. وبالإمكان مشاهدة جثمانها الذي لم يعتريه الفساد بقدرة إلهية, داخل نعش زجاجي, وهي مرتدية ثوب راهبات المحبة وتضم السبحة الوردية بين أناملها. ويؤم اليوم ملايين المؤمنين مزار لورد للصلاة والشفاء الروحي والجسدي.








يتوافد على مدينة لورد الفرنسية يوميا الاف البشر من كل حدب وصوب .
يقصدها الاصحاء والمرضى ويزورها المؤمنون والسياح والملحدون .
ترى الناس في كل مكان يصلون .
منهم من يتسلق اكمة درب الصليب ليتامل بالام المخلص ومنهم من ينهل من ماء النبع العجائبي بايمان عميق ومنهم من يتقدم من منبر الاعتراف ليشترك بمائدة الخلاص .
تراهم راكعين على الارض رافعين اياديهم متضرعين صارخين الى الآم الحنونة .
الشباب والشابات ،
الكهول والشيوخ من مختلف الاجناس والآلوان واللغات تتوحد ابصارهم الى موقع واحد الى المغارة التي ظهرت فيها العذراء لبرناديت .
في عصر كل يوم تمنح بركة القربان المقدس للمرضى ،
فتسمع التنهدات الصادرة من قلوب مكلومة وصدور عصرها الالم .
صراخات تنم عن ايمان وثقة :
يا مريم يا شفيعة يا شفاء المرضى اشفينا يا مريم يا ملكة السلام امنحينا السلام يا مريم يا معزية الحزانى سلي الحزانى .
وعندما يخيم الظلام ينطلق المؤمنون للآشتراك بالتواف المريمي وهم يحملون المشاعل ويتلون الوردية ويرتلون نشيد حبك يا مريم غاية المنى .
فيرتفع الى عنان السماء من الاف الحناجر صراخ يردد ( انت عذراء انت أمنا )
تلك هي مدينة لورد الفرنسية ،
مدينة العذراء مريم ،
مدينة الايمان والصلاة .
فكم وكم شفت من امراض النفس والجسد .
فمريم لاتزال تورع النعم على من يطلب عونها
امين يا رب





















hasson_natalia

شكراً على ـ قصة حياة القديسة برناديت ـ وهي تعتبر من القديسيين الذبن لم يطل الفساد أجسامهم النقية.

ما احلى أن نجتمع معـاً  بالحبِ يقول الربُ لنا ما إجتمع بأسمي إثنان معـاً إلا وهناكَ أكون أنا.

aom rimon

  بارك الله فيك على هذا التقرير ألوافي  والمفصل عن  القديسة برناديت ,

, يارب تحل شفاعتها الى كل ألمؤمنين والمحتاجين  وطالبي العون في شدائدهم  آمين


          السويد