عثمان يدعو الحكومة إلى اتخاذ موقف من تصريحات سليماني شبيه بموقفها من تصريحات ارد

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 21, 2012, 08:14:18 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

عثمان يدعو الحكومة إلى اتخاذ موقف من تصريحات سليماني شبيه بموقفها من تصريحات اردوغان


القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان

السومرية نيوز/ بغداد
اعتبر القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان، السبت، أن تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني التي أدلى بها بشأن خضوع العراق لإرادة إيران وإمكانية تشكيل حكومة إسلامية فيه "تدخلا سافرا في شؤون العراق"، داعيا   الحكومة العراقية إلى اتخاذ موقف حازم شبيه بموقفها من تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فيما أكد محلل سياسي أن  سليماني سيبقى يتآمر على المنطقة بأوامر من المرشد الأعلى .

وقال محمود عثمان في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني تمثل تدخلا سافرا في شؤون العراق الداخلية"، مشددا على أهمية  "إدانة مثل هذه التصريحات من جميع الكتل السياسية".

وكان قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني أعلن خلال ندوة تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" بحضور عدد من الشباب من البلدان العربية التي شهدت ثورات ضد أنظمة الحكم فيها أن العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران وأفكارها، مؤكداً أن بلاده يمكن أن تنظم أي حركة تهدف إلى تشكيل حكومات إسلامية في البلدين.

ودعا عثمان الحكومة العراقية إلى "اتخاذ موقف حازم تجاه تصريحات سليماني شبيهة بموقفها من تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اوردغان التي تحدثت بشكل اقل حدة بشأن العراق"، مؤكدا على "ضرورة إدانة الحكومة لجميع التدخلات من أية دولة كانت سواء كانت إيران أو غيرها".

وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دعا زعماء مختلف الكتل السياسية والدينية العراقية إلى "الإصغاء لضمائرهم" للحؤول دون أن يتحول التوتر الطائفي في بلادهم إلى "نزاع أخوي.

وأثارت تصريحات أردوغان ردود فعل غاضبة من قبل ائتلاف دولة القانون، متمثلة بزعيمه رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي عن أسفه إزاء موقف تركيا من الأزمة السياسية الراهنة في البلاد، وفي حين لفت إلى أن العراق لا يريد التدخل بشؤون الغير، حذر من التدخل بشؤون البلاد الداخلية. فيما أكد القيادي بائتلاف دولة القانون عزة الشابندر، أن العراق يستطيع تحريك الأوضاع الداخلية بتركيا كما تتدخل أنقرة بشؤونه. واستدعى وكيل وزارة الخارجية العراقية محمد جواد الدوركي في (16 كانون الثاني 2012) السفير التركي في بغداد يونس ديميرار ونقل إليه قلق الحكومة العراقية من التصريحات التي صدرت مؤخراً عن مسؤولين أتراك، معتبراً أنها تؤثر سلباً على العلاقات بين البلدين، مطالباً إياه بإبلاغ حكومته بضرورة تجنب كل ما من شأنه تعكير صفو العلاقات الثنائية الطيبة.

وتابع عثمان أن "الكتل السياسية مطالبة بتوحيد مواقفها من السياسية الخارجية والتحديات الداخلية لمنع التدخلات الخارجية من أية دولة كانت"، مرجحا بأن "تكون التصريحات الإيرانية إحدى أوراق الصراع مع الولايات المتحدة خصوصا بعد التصعيد الأخير بين الطرفين".

من جانبه قال المحلل والكاتب السياسي ضياء الشكرجي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التدخل الإيراني بدأ منذ العام  2003"، مبينا أن "إيران دائما تتعامل مع العراق كضيعة من ضيعاتها وكجزء خاضع لولاية الفقيه".

وأضاف الشكرجي أن "حلم إيران كان بالواقع يتمثل بسقوط صدام حسين وان يصبح العراق جمهورية إسلامية خاضعة لولاية الفقيه الإيرانية لكن هذا الامر لم يتحقق"، مشيرا إلى أن "الإيرانيين يحاولون تحقيق اكبر قدر ممكن من هذا الطموح".

واعتبر الشكرجي أن "التصريحات التي تنطلق من المرشد الأعلى أو الولي الفقيه فيها إهانة للكرامة وللسيادة العراقية في كثير من الأحيان"، مؤكداً أن "قاسم سليماني يعد سيئاً وسيبقى يتآمر على المنطقة بأوامر المرشد الأعلى وهو ذراع مخابراتي له".

وأضاف الشكرجي أن "الضرر من التدخل الإيراني منذ 2003 وحتى الآن أكثر بكثير من التدخل التركي، كما أن إيران هي الأسوأ والأكثر تآمراً بعقلية متآمرة وفيها أنانية إيرانية وفارسية وشيعية وإسلاموية"، مستنكرا "سكوت السياسيين العراقيين على هذه المواقف".

وكان النائب عن ائتلاف دولة القانون عزة الشابندر طالب، أمس الجمعة، (21 كانون الثاني الحالي)، قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بتفسير التصريحات التي أدلى بها بشأن خضوع العراق لإرادة إيران وإمكانية تشكيل حكومة إسلامية فيه، ووصفها بـ"التطاول غير المقبول" على سيادة العراق، فيما حمل القائمة العراقية مسؤولية تلك التصريحات كونها أوحت لسليماني أن إيران تملك جنوب العراق.

كما هاجم التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر سليماني واعتبر تصريحاته "غير مقبولة"، كما أكد أنه لن يسمح بأي ذريعة للتدخل بشؤون البلاد الداخلية.

ويطلق رئيس الوزراء نوري المالكي في أكثر من مناسبة مواقف يدافع فيها عن استقلالية حكومته وينفي خضوعها لأي تدخلات خارجية، لاسيما من إيران، المتهمة من قبل عدد من الأحزاب العراقية والدول الأوروبية والولايات المتحدة أنها تتدخل بشكل مباشر بشؤون العراق الداخلية وتدعم جماعات مسلحة وميليشيات شيعية من خلال تجهيزها بالأسلحة والمتفجرات.

واعتبرت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، أبرز المعارضين لرئيس الحكومة نوري المالكي، في 17 كانون الثاني 2012، أن إيران "متشبثة" بالأخير لامتلاكه علاقات قوية مع إيران وتحاول استثمار تلك العلاقات للعب دور الوسيط الخارجي مع الولايات المتحدة، في وقت وكان النائب عن التحالف الكردستاني مؤيد الطيب طالب، أمس الخميس (19 كانون الثاني 2012)، رئيس الوزراء نوري المالكي باتخاذ موقف "حازم" من التدخلات الإيرانية.

وشهدت العلاقات العراقية الإيرانية خلافات كثيرة ترجع إلى عقود من الزمن، ومعظمها تتركز على عائدية شط العرب الذي يصب في الخليج، وكان شاه إيران محمد رضا بهلوي ألغى عام 1969 اتفاقية الحدود المبرمة بين البلدين عام 1937، وطالب آنذاك بأن يكون خط منتصف النهر (التالوك) الحد الفاصل بين البلدين، وفي عام 1972 وقعت اشتباكات عسكرية متقطعة على الحدود، وبعد وساطات عربية وقع البلدان اتفاقية الجزائر سنة 1975، التي يعتبر بموجبها خط منتصف شط العرب هو الحد الفاصل بين إيران والعراق.

وشهد عام 1979 تدهوراً حاداً في العلاقات بين العراق وإيران إثر انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، وألغى رئيس النظام السابق صدام حسين اتفاقية الجزائر في 17 أيلول 1980، واعتبر كل مياه شط العرب جزءاً من المياه العراقية، وفي 22 سبتمبر 1980 دخل البلدان حربا استمرت حتى عام 1980، أسفرت عن سقوط مئات الآلاف بين قتيل وجريح من الطرفين.

وخلال التسعينيات استمر العداء بين البلدين في ظل احتضان إيران لبعض قوة المعارضة العراقية وأهمها منظمة بدر التي كانت تمثل الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، فيما كان النظام السابق يقدم الدعم والتسهيلات لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني المتواجدة في العراق.