ماذا نأكل وماذا نشرب؟ هذا يسمن وذاك مسرطن!!

[جون شمعـون آل سُوسْو]

ماذا نأكل وماذا نشرب؟ هذا يسمن وذاك مسرطن!!
     

   
يقع المواطن البسيط في حيرة ما بعدها حيرة، قبل ان يفتح فمه لتناول لقمة تسد جوعه، خاصة اذا كانت تجلس الى جانبه زوجة مهلوّسة وموسوسة مما تقرأ وتسمع وتشاهد.

هذا الطعام يزيد السمنة وانت "مش ناقصك".. اليوم سمعت انو هذا الطعام مليء بالدهون والسعرات الحرارية".. بقولو انو هاي المقالي بتعمل سرطان.. وهذا المشروب بعمل ادمان.. وهذا برفع الضغط.. وبلاش تحط ملح.. ووو...!! وهل هنالك ما يرفع الضغط اكثر من الزوجة الحريصة على صحة زوجها!!؟

وبصرف النظر عما تقوله الزوجة، وبمعزل عما تسمعه وتقرأه وتشاهده وللحقيقة أقول انه فعلا هنالك حالة ارباك واضحة لدى الجمهور في ما يتعلق بالأكل والشرب، وانا شخصيا لا اعرف منتوجا أو غذاء واحدا لم تلفق له التهم بأنه غير صحي وانه ضار ويجب التقليل منه او الابتعاد عنه، وكثيرا ما تصيب هذه التهم وهذه التلفيقات اكثر المأكولات والمشروبات المرغوبة بالنسبة لي!

وكثيرا ما تجد هذا التضارب والتناقض والاختلاف بين الأطباء وخبراء التغذية انفسهم، فهذا يدين طعاما معينا ويصفه بالضار، وذاك يبرئه ويطلب من الجمهور الاكثار منه لانه يحارب الأمراض ويقوي جهاز المناعة ووو..

فأين نحن من هذه اللخبطة وهذا الانشقاق والتناقض.. إما ان نقع بين الكراسي وإما ان نجلس على الكراسي ونتوكل على الله قبل ان نمد يدنا الى مائدة الطعام!