خرج الى الجبل ليصلي

بدء بواسطة الاكليريكي بشار الشمني, يناير 31, 2011, 04:07:27 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الاكليريكي بشار الشمني




خرج الى الجبل ليصلي


   كتب لوقا الطبيب في انجيله اصحاح 12:6 عن يسوع "وفي تلك الايام خرج يسوع الى الجبل ليصلي وقضى الليل كله في الصلاة لله" وإنه من الغريب أن يقضي يسوع الليل كله في الصلاة. اننا ونحن أكثر من حاجة الى الصلاة نصلي دقيقتين او ثلاث ولا نجد ما نقوله بعد. فهل كان يسوع يكرر الكلام؟ لقد اوصى تلاميذه أن لا يكرروا الكلام في الصلاة.
   تُرى ماذا كان يقول لله في السبع ساعات أو ثمانية؟ قطعاً لم يكن يتكلم طول الليل بل كان – وربما في اغلب الوقت – يستمع الى الله الآب يكلمه. وكما كان عند يسوع الكثير ليذكره أمام الله كان عند الآب الكثير أيضا ليوصي به يسوع ليقوم به في ارساليته العظمى للعالم.
   ومن الغريب ايضاً ان يخرج يسوع الى الجبل ليصلي. لماذا خرج الى الجبل؟ اليس الله موجود في كل مكان؟ وهل يريد منا أن نخرج الى الجبال او الى الاماكن المنعزلة لنصلي؟ وهل يريدنا أن نكون رهباناً وراهبات؟ لا اعتقد هذا. لان يسوع لم يبقَ في الجبل أكثر من الليل الذي رأى أنه محتاج اليه الى للخلوة والصلاة.
   والذي اختبر الخلوة للصلاة يستطيع وحده ان يقدر قيمتها. ان الحياة مع الناس بما فيهم من أخيار قليلين واشرار كثيرين تُجهد الروح جهداً مضاعفاً لا ينفع معه علاج افضل من الاستجمام بعيداً عنهم جميعاً في مكان خلوة حيث يستطيع الانسان المؤمن أن يصلي الى الله بذهن صافٍ ويستمع الى صوته بوضوح لا شوشرة فيه من محطات الارسال المعادية .









qaiss sabah khider

ما لنا الا ان نطلب من الرب يسوع ( علمني كيف اصلي يا يسوع ) الذي كلما حاولنا ان نقترب منه بخطوة نراه يركض الينا بخطوات كثيرة كما ركض ذلك الأب الذي إذ رأى ابنه الضال من بعيد اخذ يركض اليه بمحبة و بنية خالصة بان يغفر له حيث ان تصرفه يدل على انه غفر له بمجرد ان رآه راجعا حتى قبل ان يطلب الأبن غفرانه ذلك الأب هو الآب السماوي الحنون الذي لا يسر بموت الخاطئ