تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

تبا لهذه الأمة المُعَطَّلة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 30, 2011, 09:59:36 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

تبا لهذه الأمة المُعَطَّلة


كاظم فنجان الحمامي


تبا لأمة صارت فيها (الرشوة) هي طوق النجاة الذي ينتشلك من البطالة, وأصبحت فيها (الواسطة) دليلك للارتقاء نحو أفضل المناصب, و(الانتهازية) مطيتك لنيل أرفع الدرجات الوظيفية, وباتت فيها (الولاءات الحزبية الزائفة) سبيلك في التفوق على من هم أكفأ منك, وأقدم منك, وأذكى منك, وأفضل منك, فتبا لهذه الأمة الخاسرة. . .
تبا لأمة وصل تعداد عواصمها إلى أثنين وعشرين عاصمة, ولا وجود لها على خارطة الإنتاج العالمي, ولا على خارطة الإبداع والتفوق, والانكى من ذلك كله, أنها صارت سوقا لمصانع الغرب والشرق, وهي التي أمدت القارات كلها بالطاقة المستخرجة من صحاريها الجرداء, فتبا لها من أمة بائعة للنفط. . .
تبا لأمة صار فيها أرباب الفساد هم الذين يوعظون الناس, ويحدثونهم عن الشرف والعفة والطهارة والنزاهة والاستقامة والخلق الرفيع, فتبا لهذه الأمة المغشوشة. . .
تبا لأمة صارت فيها سلطة رجال القبيلة أقوى من سلطة رجال الدين, وأكبر من سلطة القانون, وأحيانا أوسع من سلطة الدولة, فتبا لهذه الأمة المتخبطة. . .
تبا لأمة تجلببت فيها الحكومات بجلباب الدين, وتظاهرت بالورع والتقوى, إلى الدرجة التي تجعلك تحس انك اخترقت حواجز الزمن, وعادت بك القرون إلى عصر الخلافة الراشدية, في الوقت الذي تتصدر فيه تلك الحكومات قوائم البلدان الأكثر فسادا في كوكب الأرض, فتبا لهذه الحكومات المنافقة. . .
تبا لأمة نشأت على أنقاض هزائمها المتعاقبة, حتى انسلخت عن واقعها, وفقدت ذاكرتها, وتقوقعت في دهاليز الذل والهوان, ثم راحت تبحث عن نفسها في التقليد الأعمى للشعوب الطائشة, وتبا لأمة أدمنت على ما يقدمه لها الغرب من موضات وانحرافات وصيحات, وتبا لأمة باعت تاريخها وتراثها, وتنازلت عن أصالتها, فتبا لها من أمة ضالة. . .
وتبا لأمة ماانفكت تلهث وراء مشاريع التقسيم والتشرذم والتفكك والتناحر والتنافر, فتبا لها من أمة ممزقة. . .
تبا لأمة تتكاثر مذاهبها وطوائفها بالانشطار, وتتناقض تصرفاتها مع ابسط مبادئ الأديان السماوية, وتبا لأمة تحسب المستبد بطلاً، وترى الفاتح المذل رحيماً,  وتبا لأمة لا ترفع صوتها إلا إذا مشت في جنازة، ولا تفخر إلا بالخرائب، ولا تثور إلا وعنقها بالسيف والنطع. وتبا لأمة سائسها ثعلب، وفيلسوفها مشعوذ، ومفكرها متفنن في الترقيع والتقليد. وتبا لأمة تستقبل حكامها بالزعيق والتطبيل, وتودعهم بالعفاط والصفير، لتستقبل آخر بالتطبيل والتزمير. . .
تبا لأمة بعض فقهاؤها يكرهون الحياة, ويروجون لثقافة الموت, ويكفّرون الناس, ويجيزون القتل الجماعي، وتبا للذين يجندون الأطفال لمشاريع (طيور الجنة) ويدربونهم لتفجير أنفسهم في العراق, فتبا لهم من سفهاء. . .
تبا لأمة امتصت دماء الناس, وسفهت عقولهم, وتلاعبت بمشاعرهم, وسرقت جهودهم, وتفننت بوأد الكفاءات, وتخصصت بمحاربة أصحاب المهارات العالية والمواهب الفذة, والطاقات الواعدة, فتبا لهذه الأمة التي باعت أبنائها بثمن بخس. . .
تبا لأمة لا تقرأ, ولا تريد أن تتعلم, وتتباهى بجهلها وتخلفها, وتتفاخر برجوعها إلى العصور المظلمة, فتبا لهذه الأمة المتقهقرة. . .
تبا لأمة تلبس مما لا تنسج, وتأكل مما لا تزرع, وتشرب مما لا تعصر, فتبا لهذه الأمة البليدة المسرفة. . .
تبا لامة منشغلة بالنهب والسلب والاحتيال, وتجاهر بالشعارات الكاذبة, وتخاتل بالأفعال الشنيعة, وتتآمر على الناس, فتبا لها من أمة مراوغة. . .
وتبا لأمة عاقلها أبكم, وأبكمها مطرب, ومطربها فيلسوف, وفيلسوفها مشعوذ, ومشعوذها ثرثار, وثرثارها مخمور, فتبا لهذه الأمة المجنونة. . .
تبا لأمة يتمشيخ طبيبها, ويتدكتر شيخها, فتبا لهذه الأمة التي أضاعت الخيط والعصفور. . .
 

ماهر سعيد متي

#1



مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة