تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

أين هيئة النزاهة؟

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, نوفمبر 23, 2011, 12:12:59 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

أين هيئة النزاهة؟

عدنان حسين
نحن دولة غارقة في بحر الفساد. هذا ليس حكما فردياً متعجلاً أو متقصداً، فالمنظمات الدولية ذات العلاقة ، من الأمم المتحدة الى منظمة الشفافية، تؤكد هذا في تقاريرها السنوية والفصلية الموثّقة، وتدلّل على هذا بالوقائع الهيئات المحلية ذات الإختصاص، من لجنة النزاهة البرلمانية الى هيئة النزاهة المفترض انها غير حكومية، بل ان كبار مسؤولي الدولة يعترفون من دون تردد بان الفساد صار مرضاً متوطناً في بلدنا.

والسؤال الآن: من هم الفاسدون في دولتنا، هؤلاء الذين جعلوا دولتنا تتربع على عرش الفساد العالمي، ويستعصون على الدولة بكل جبروتها الى حدّ انها لم تستطع على مدى ثماني سنوات من كبح جماح هذا الفساد الذي لا يتوانى الجميع، المنظمات الدولية وكل المسؤولين في دولتنا كبارهم وصغارهم ، من التحذير من مخاطره المتجاوزة كل الحدود والمستويات المقبولة؟
الفساد ينطلق دائماً من جهاز الدولة البيروقراطي ويعشش فيه، وهو كذلك في دولتنا كما يؤكد الجميع. ولنفتش الآن في دواوين هذا الجهاز من القمة الى القاعدة عمّن يُمكن أن يكونوا فاسدين علّنا نجد "راس الشليلة".. رئيس الجمهورية يندّد على الدوام بالفساد المالي والإداري ويحضّ على مكافحته، وكذلك نائباه. رئيس الوزراء يكاد لا يوفّر مناسبة للتأكيد على ان من اولويات حكومته مكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين.، وكذا يفعل نوابه الثلاثة. رئيس البرلمان لا يقلّ حماسة عن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في الحرب ضد الفساد، ونائباه يشاركانه الخطاب نفسه. ومثل هؤلاء جميعاً يفعل رئيس اقليم كردستان ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان في الاقليم. وجنباً الى جنبهم يسير وزراء الحكومة الاتحادية وأعضاء البرلمان الاتحادي وحكومة الاقليم وبرلمان الاقليم والمحافظون ورؤساء مجالس المحافظات واعضاء هذه المجالس ووكلاء الوزارات الاتحادية والاقليمية ورؤساء الهيئات غير الحكومية والمؤسسات الحكومية والمدراء العامون في الدولة .. باختصار فان جميع القيادات العليا والوسطى والدنيا في دولتنا يعلنون انهم يكرّسون جهودهم ويجنّدون طاقاتهم لمكافحة الفساد ولجم تضخمه.
فمن هم الفاسدون إذن؟ أين يوجدون؟ في أي حي يسكنون؟ في أي شارع ؟ في أي دربونة؟ هل هم أنس مثلنا أم جان وعفاريت؟
الكل يتحدث عن فساد لا نظير له وعن فاسدين لا مثيل لهم في دولتنا؟ ولكن من هم بالضبط؟ .. كانت هناك اتهامات شعبية وبرلمانية لوزراء ووكلاء وزارات ومن هم في مستواهم وأقل من مستواهم، وقد صدرت مذكرات قضائية باعتقالهم ومحاكمتهم، لكن الجميع خرج "مثل الشعرة من العجين"، بريئاً ناصع الجبين! فمن هم الفاسدون؟
في الواقع لم يبق في دائرة الشك والشبهة سوى الناس العاديين من أمثالي ممن ليسوا موظفين في جهاز الدولة البيروقراطي .. لم يبق سوى العمال والفلاحين وحمّالي الأسواق وكناسي الشوارع والباعة الجوالين... والإعلاميين الشرفاء الأمناء على تقاليد مهنتهم .
مادام هناك فساد فلابدّ من وجود فاسدين. ومادام كل موظفي جهاز الدولة من القمة الى القاعدة غير فاسدين، فليس غيرنا نحن الناس العاديين من ينهب المال العام والخاص، يستحق ان يُحال الى القضاء بتهمة الفساد .. أين هيئة النزاهة ؟
من موقع عينكاوة
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير