اين الأحزاب والحركات الوطنية من رياح التغيير العربية ؟؟

بدء بواسطة يوسف الو, نوفمبر 15, 2011, 06:40:57 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو


اين الأحزاب والحركات الوطنية من رياح التغيير العربية ؟
منذ مطلع عام 2011 بدأت الشعوب العربية بالأنتفاض على حكامها المستبدين والمتسلطين على رقابها منذ عدة عقود وبدات تعي حقيقة الوضع المأساوي التي كانت تعيشه طيلة تلك الحقبة التي تعتبر سوداء بنظر شعوبها مع اولئك الحكام ومن لف حولهم من المستفيدين والمقربين من عصابات القتل والنهب والتشريد والجوع والفقر والتي كانت تنعم بكل أطايب وملذات الحياة اليومية على حساب شعوبها , فبدات حركات الأحتجاج الشعبية في تونس البلد الذي لم يكن عالبال قياسا ببلدان عربية أخرى تعتبر اقسى منه ظلما لشعبها وأستغلاله بأبشع الطرق التي تتنافى وأبسط حقوق الأنسان الدولية وكان لهيب الثورة الشعبية قد أشعلها بوعزيزي الذي احرق نفسه ليكون الشرارة التي اشعلت لهيب الجماهير وبالتالي الفتيلة التي ظلت متقدة حتى تمكنت بالنهاية من احراق الأرض تحت اقدام طاغية تونس بن علي وحاشيته الذين ما لبثوا ان تركوا البلاد سرا وفي ليل اظلم ليستقروا في دول كانت حاميتهم وراعية لهم وللأرهاب كالسعودية وغيرها من دول الخليج التي سيأتي لها الدور لامحالة !! ثم جاء الدور بعد ذلك لمبارك الحيال وتمكن الشعب المصري من التخلص منه .. وتلاهم الأرعن القذافي الذي لم نكن نتمنى له ذلك الموت الزؤام بل كنا نتمنى ان يمثل امام المحاكم العادلة كي ينال جزاءه العادل ويفضح بنفسه سر بقاءه في السلطة لمدة 42 عام , والمحرقة اليوم مشتعلة تحت اقدام البعثي السوري بشار الأسد وذيل البعثيين اليمني علي عبد الله صالح وبالتأكيد ستكون ارادة الشعب اقوى بكثير من ارادة الطغاة الذين لايزالوا متعنتين في رأيهم ومتمسكين بمنهجهم بقتل شعوبهم بدم بارد والأستمرار بالتعلق بالسلطة التي بدات تتأرجح تحت اقدامهم المرتجفة خوفا من عقاب شعوبهم , وسيلحقهم بالتأكيد من هو على شاكلتهم ممن نزعه شعبه وينتظر الفرصة المواتية للأنقضاض عليه كدكتاتور السودان والملوك والأمراء والسلاطين ( حفظهم الله ورعاهم ) والذين يعتبرون كل شيء على ارض بلدانهم ملك لهم ولهم الحق بالتصرف فيه على هواهم حتى ابسط المشاعر الأنسانية التي تتعلق بحرية الأنسان الشخصية .
لقد آن الأوان لهؤلاء الواهمين بأن الكراسي ستدوم لهم كي يعيدوا النظر في حساباتهم بتأني لجني الفائدة لهم ولشعوبهم المبتلية بهم وليعلموا جيدا بأن ارادة الشعوب هي اقوى من اي سلاح على الأرض وان الأرض التي يستخدمها الثوار اقوى وامتن من الأرض التي تحمل كراسيهم المهزوزة والتي باتت تتارجح تحتهم كما اسلفنا .
بعد هذه المقدمة وهذا التحول الجذري والتاريخي في حياة الشعوب العربية علينا ان نلقي نظرة على الأحداث العربية التي وقعت .. والتي في طريقها .. والتي تنتظر , بالتأكيد المحرك الرئيسي لكل الثورات في العالم هي شعوبها بسبب الغبن التي تحس به وبسبب الضيم الواقع عليها من جراء حفنة من الأشخاص تتسلط عليها بالحديد والنار وبالتأكيد ان الشعور الوطني هو الأحساس المتين الوحيد الذي يدفع الشعوب للأنتفاض من اجل الحصول على حقوقها في العيش الرغيد الحر وحقها في تقرير مصيرها بنفسها والنسبة العالية ممن يؤمنون بذلك هم الشريحة الوطنية التي يدفعها لذلك حبها لوطنها وشعبها وتعلقها بهم وايضا وفاءا للمباديء الوطنية الصادقة التي تحملها تلك الشريحة الواسعة من تلك الشعوب , ألا ان المتتبع للأحداث العربية الأخيرة يرى ويلاحظ محاولة هيمنة التيارات الدينية على مقاليد الأمور ( وعلى الحاظر ) ومن دون اية تضحيات من تلك التي قدمتها الشرائح والحركات والأحزاب الوطنية التي تكون هي المبادرة لكل تغيير شعبي وثوري ! وهذا ما نلاحظه يحدث اليوم في تونس ومصر وليبيا وما بدا يظهر للأفق في سوريا التي لو حدث لها هذا لاسامح الله فستكون اتعس مما حدث ويحدث للعراق !! ويحدث في تونس ! ومصر ! التي يحاول السلفيون والأخوان اعادة عجلة التقدم الى الوراء من خلال محاولة فرض سيطرتهم العمياء عليها وبأسلوب سيكون الأتعس مما كانت عليه ابان حكم طغاتها المقبورين .
هنا يتحتم على الأحزاب والحركات الوطنية العربية ان تعيد النظر بعملها وخططتها وتكتيكاتها التي لازالت في سبات عميق , وان الفرصة الآن مواتية تماما في ظل الديمقراطية والحرية التي تحققت لشعوبها بعد زوال من كان يكتم عليها بالحديد والنار وعليها ان تنطلق من جديد وتتغلغل بين صفوف الجماهير التي هي بأمس الحاجة لها في هذا الوقت الحرج من تاريخها وان تكون الأقرب الى الجماهير الغاضبة التي تبنت افكارها واشعلت فتيل الثورة الشعبية التي طالما طالب بها الوطنيين والمخلصين من ابناء تلك البلدان وأن يقطعوا الطريق للعودة الى الوراء والعودة للتخلف والظلم من جديد وبالتالي ستذهب الدماء الزكية التي ارهبت الأعداء وجعلتهم يظلون طريقهم وينتهون بين ليلة وضحاها , وبالتأكيد تلك الحركات والأحزاب لها من الأفكار والخطط والسياسة العريقة ما يجعلها ان تكون السباقة في كسب رضا وود شعبها وبالتالي السير بها نحو نهاية النفق الذي سيبقى مظلما لو لم تتمكن من ذلك , علما ان الأحزاب والحركات الوطنية العربية تملك باعا طويلا من النضال الدؤوب ضد الطغاة ولها بذلك مآثر شتى سجلها تاريخها الحافل بالمنجزات والأنتفاضات والثورات وأعدائها هم أدرى بذلك .
                                                   يوســـف ألـــو   14/11/2011