تأمل في السماء

بدء بواسطة باسل البرطلي, نوفمبر 07, 2011, 03:16:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

باسل البرطلي

                                                       بسم الاب والابن والروح القدس اله واحد امين
(بعد هذا نظرت واذا باب مفتوح في السماء والصوت الاول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلا اصعد الى هنا فاريك ما لا بد ان يصير بعد هذا) رؤيا يوحنا 1:4
ايها الاخوة هذه الاية قالها القديس يوحنا الرسول بالروح القدس في سفر الرؤيا عندما كان هو منفي في جزيرة بطمس من اجل ايمانه بالرب يسوع المسيح . وطوبى لكل إنسان يتحمل الضيقات والشدائد من اجل السيد المسيح بشكر ويرفع نظره للسماويات من خلال قرأت الكتاب المقدس والعمل بتعاليم السيد المسيح لانه سوف يكافأ بالعشرة الابدية مع السيد المسيح وبالمناظر الالهية  التي لا توصف .لان الضيقات مهما كانت صعبة وطويلة هنا على الارض هي شيأ تافه امام الامجاد السماوية التي سوف يرثها محبي السيد المسيح .اكمل بعد هذا قال(وللوقت صرت في الروح  واذا عرش موضوع في السماء وعلى العرش جالس . وكان الجالس في المنظر شبه حجر اليشب والعقيق وقوس قزح حول العرش في المنظر شبه الزمرد ). بعد هذا اي ان يوحنا انتقل الى رؤيا جديدة فبعد ما سمع يوحنا صوتا من ورائه رؤيا 12:1 التفت ليرى المسيح والان يرتفع لدرجة روحية اعلى واعلى ليرى عرش الله .وهذا التدرج حتى يحتمل يوحنا ما سيراه وكان يوحنا ينموا في الروح اي يدخل لدرجات روحية اعلى ليرتقي فيرى ما لا يرى بالجسد العادي . وهذا ما نفهمه من عبارة صرت في الروح. وهذه درجة اعلى من درجة كنت في الروح وبهذه الدرجة الاعلى رأى يوحنا عرش الله . هو لم ينتقل بالجسد بل بالروح التي تستطيع ان تصل لاي مكان وحينما ترتقي تصعد حتى الى السماوات . ولذلك قال له اصعد الى هنا هو صعود بالروح فهي درجة روحية اعلى اعطاها له الله وهذه الدرجات العليا تستلزم ان يكون الجسد شبه ميت فالجسد يشتهي ضد الروح وهو يجذب لأسفل . ويوحنا كان متألما منفيا في جزيرة قاحلة يسكنها لصوص ومجرمين فالجسد كان شبه ميت فأستطاع الروح القدس ان يجذب الروح الانسانية لدرجات عالية . فيها يسمع يوحنا ويرى بالروح دون ان ينتقل جسمه من على الارض . وهذه ليست الحواس الطبيعية (1كو2 :9-12 ) لذلك تكثر الكنيسة الارثوذكسية من اصوامها وصلواتها لتعطي فرصة للروح لتصعد وتتمتع بالسماويات . ولنلاحظ ان من لا يتذوق السماويات على الارض يصعب ان يكون له نصيب في الملكوت السماوي وحياة التوبة تساعدنا في الوصول للملكوت فما نحصل عليه في الارض هو عربون ما نحصل عليه في السماء . ونلاحظ هنا شركة الصليب والمجد فيوحنا المتألم المقفولة امامه ابواب الارض فتحت له ابواب السماء . وهكذا من يحبه الرب يسمح له بتجربة قاسية ويشترك معه في صليبه ليعزيه ويفتح له ابواب السماء فيختبر تعزيات سماوية لا ينالها غير المجرب . ويوحنا ذو القلب المملوء حبا رأى سماء السماوات واذا يوحنا قد استطاع ان يرى كل هذا وهو في الجسد فما الذي سيراه حينما يفارق الجسد ولكن ما رأه يوحنا وصفه على قدر فهمه وبقدر ما تستطيع لغتنا البشرية العاجزة . فالأوصاف التي استخدمها كان يقول مثل كذا وكذا فلا يوجد مثيل لما في السماويات على الارض يوحنا كان كطفل سمع محاضرة في العلوم الرياضية من عالم كبير في الرياضيات وحاول ان يتكلم على قدر طاقته . ما لا بد ان يصير اي ما يقوله الله لابد ان يحدث . وعلى العرش جالس اي حينما تاتي هذه الرؤيا هنا بعد الرسائل وقبل الاخبار المرعبة عن الحروب واضطهاد الكنسية فالمعنى ان كل الامور يتحكم فيها الله في السماء والارض . ولكن من بهاء جلال الجالس على العرش لم يعرف يوحنا كيف يصفه فدعاه جالس فالشرح فوق طاقة استيعاب يوحنا وتعجز اللغة البشرية ان تعبر عنه وهذه الصورة لله جالسا على عرشه والعرش له اربع ارجل كل رجل ترسم بشكل احد الحيوانات الاربعة (اية 7) والله يظهر جالسا رمزا لاستقرار ملكه فعرشه لا يهتز كملوك الارض لقوته وقدرته وحكمته ولا تغيير في قراراته. شبه حجر اليشب حجر اليشب كثير الشفافية هو يرمز لمجد الله وبهاء قداسته وبساطة محبته للبشر لا حقد فيه كله محبة .العقيق لونه احمر لون الدم اشارة لفدائه فمحبته وصلت لسفك دم ابنه . قوس قزح حول العرش هو علامة ميثاق بين الله والانسان فالله لا يريد هلاك الانسان كما وعد نوح بل خلاصه لكن على الانسان ان يقبل عطية الله وتعدد الالوان في القوس القزح يشير لتعدد بركات ومواهب الروح القدس للكنيسة . شبه الزمرد الزمرد لونه اخضر وهو لون الحياة ولاحظ فقوس القزح متعدد الالوان فكيف يكون لونه اخضر المعنى ان الله لا يريد لنا الموت والهلاك بل الحياة . فيا اخوتي ان ما رأه يوحنا الرسول هو شيأ بسيط جدا عن الحقيقة عما سوف يراه في السماء كل من عاش حسب تعاليم الرب يسوع وباب التوبة مفتوح لكل من يريد التوبة مهما كانت خطيئته بشرط ان يساعد نفسه على تركها وبطلب نعمة من الرب يسوع حتى يكون له نصيب مع الرب يسوع فيا اخوتي استغلوا كل لحظة من حياتكم لاجل المسيح بدل ان تخسروها من اجل الشهوات الخاطئة في هذا العالم. اكنزوا لكم كنوز في السماء من الرحمة والتسامح والمحبة وبكثرة بدون مقياس فهي التي سوف تشفع لكم وترثون بها هذه السماء الفائقة الجمال .لكن الانسان الذي يحقد ويكره ويزعل ولا يصالح حبا في هذا العالم وفي ماله فهو مع الاسف انسان ميت وجاهل لان محبة هذا العالم الفاني لا يأدي الا الى الهلاك ومن يذهب الى الجحيم ويعرف حقيقتها سوف يندم ان كل لحظة من حياته كرزها لاجل هذا العالم الفاني ويتمنون لو ان الله يعطيهم ولو دقيقة واحدة يرجعون الى الارض ويتوبوا ولن يجدوا لانه قد فات الاوان .مع الاسف اصبح اكثر الناس يحزنون بل ويتخاصمون اذا خسروا اموال او املاك في هذا العالم اما حياتهم الابدية فلا يهتمون بها المفروض ان يكون هذا العالم مجرد وسيلة بالانسبة لنا لاننا غرباء فيه ولا نحزن اذا فقدناه ويجب ان تكون الحياة الابدية هي الهدف وان نهتم بها كل وقتنا فيا ايها الناس اصحوا قبل فوات الاوان والسلام عليكم

تفسير الاية ماخوذ من تفاسير الكنيسة القبطية
                                                                                                             
                                                                                                                                      باسل البرطلي

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة