تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

حورية من الفايكنك

بدء بواسطة واصف متي عزو, نوفمبر 30, 2011, 07:52:21 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

واصف متي عزو

حورية من الفايكنك

عند شاطىء البحر أجلسُ وحدي
يلاطمُ موج البحر أفكاري
تارة يأخذني صوب المستحيل
وأخرى ، يقذف بي الى الشواطىء الحزينة
مثلي
(2)
وهكذا أدور مع دوار البحر
وأعود مرة أخرى ،، الى حيث لا أدري
أبحث عن قدري
فأجدُ نفسي في مكاني
لم أُبارح مكاني وانساني
(3)
الوقت يطير في خلجاتي
لا أحسبُ حساباً للزمنِ الآتي
لا زمنٍ ماضٍ ،،، ولا زمنٍ آتِ
العواصفُ والأزمات ،، لا تهمّني
لا تزعزعني ، لا تُثبتني
لأني هجرتُ عواصم الممالكِ
هجرتُ مدنَ قلبي
باحثاً عن سرّ لا أعرفه
باحثاً في اللاوجود عن وجودي
۞۞۞۞۞
(4)
كملستان (Gamla stan ) كم أنتِ هادئةٌ
كملستان كم أنتِ صاخبةٌ
يا جامعة لبضدين في مناخاتي
(5)
هل ضعنا يا كملستان معاً
ما بينَ عقلي ووجودي
بين حيرتي ويقيني
كملستان هل بقيَ مُتّسعٌ للحب ؟
هل بقيت قلوب مُحبّة ؟
أمْ شقّكِ شاطئك المزدحم
فأخذ العقلاء فيّ والمجانين ؟
(6)
وبينما أنا متأرجح على حافات عجزي
أقفُ حائراً بسكون
أنظرُ ال صخبكِ بهدوء
أشعل سيجارتي
أسحبُ نفساً عميقاً ،، يذبحُ لي صدري
أفتحُ قنينة البيرة الأخيرة
أرتشفُ منها ما يُحرّكُني
ما يأخذني الى سفرٍ حنين
سِفرٌ ضاع مني ، من زمن المجون
(7)
فجأة ينفلقُ البحرُ
يصير أحساسيَ مزدوجاً
لا يعرفُ كيفَ يقرأ هذه الصفحات
صفحاتٌ جديدةٌ
صفحاتٌ من الأساطيرِ العتيقة
تصيرُ أمام ناظري حقيقة
(8)
أسحقُ سيجارتي الصديقة
تقطع شفتي رشفتي المسكينة
أسكبُ بيرتي على رُكبَتيّ
دون أن أدري ،، دون أن اشعر
وعيني تنفلقُ مع البحرِ
تائهةٌ بين الحكمة والجهلِ
(11)
ما الذي يدورُ في دائرة روحي المبعثرة
دائرة جسدي الغريب ؟
ما هذا الضاحكُ وسطَ البحرِ
ما هذا الجالسُ فوقَ الزخرِ
إنّهُ يومىء بالذهاب اليه
(12)
لمسٌ عذبٌ دغدغَ أنفاسي
يحاولُ أن يجذبني بعنفٍ الى مُبللة الشعرِ
أشقرٌ مُبعثَرٌ ،، كأنه الذهب في عالمِ فقري
عالم سهدي ،، عالم غربتي ورحيلي
(13)
حورية تجُرُّني الى جمالٍ ما عرفته يوماً
رغم كلّ اسفاري بين القلاع والنهود
جمالٌ لا يُقهر
جمالٌ لم يتدنس بخبث الساكن في الأرضِ
جمالٌ معمّدٌ بالمياهِ مدى الحقبِ
(14)
حوريةٌ من الفايكنك
تريدُ العزفَ على نسماتٍ شرقية
تريدُ الرقصَ فوقَ شراينٍ ندية
حورية الفايكنك جميلةٌ نبية
(15)
جاءت وبيدها اكليلاً مطرّزاً بالياقوت
من زمن البحر ،،، من زمن الماء
من زمن الطُهر ،،، من زمن النقاء
أكليلٌ لا أعرفُ معناه ،، لا أعرف رموزه وفحواه
لكني أقرأ أسماً ،،، لا أسماء
(16)
حورية من الفايكنك
تُقدّمُ تاجاً لرأسيَ الشرقي
أحتارُ ،،، أترددُ
يطاردُني وحش الشرقِ ،،، أتبدد
وتبدأ حوريتي بالضحكِ والقهقهة
(16)
فتحتُ يدي ،،،، أطبقتُها
تحسسَتْ وتنهدتْ
هاج بي الشرق الخائفُ من لبّ الهوى
من عقدة الجنس ،،، من فرط النوى
خوفاً من حلاد الهوى
وكأني بها صرخَتْ
لا تظامني أيها الشرقي
لا تُفكّر بين فخذيك
إن الوفا للكلّ سوا
(17)
أخفضتُ رأسي خلفَ صفحاتي
ولعنتُ وجودي وترهاتي
كم أنتِ بالية يا خيالاتي ؟!!!
التي وحّشتها جماجم الشرق
(18)
وبعد أن قرأت بردي وزمهريري
سامحتْ سطحيتي وتفكيري
وضعَتْ يدها على خدها
تتصفح الياقوت على وجنتيها
رفعتُ باقة وردٍ لأُداعبَ بها تفاحتيها
ابتسمتْ ،،، وفهمتُ
إن خدّيها قلائد من الياقوت
وفي كلّ ياقوتةٍ جنوناً من جنوني
(19)
غرفَتْ من البحرِ كفّاً
صار ينسابُ كهفيف الفرَاش بين أصابعها
بين يديها
طبَعتْ على أناملها قبلة
جمعت فيها مسك الماء ،،، وعطر الأرض
(20)
عزَفَتْ لحناً جرَفَ سيل مدامعي
أيقظَ كاسي من سباتهِ
فهممتُ أن أنهض ،، أن أدخل البحر
أسافرُ بلا عنوان في عمق البحؤ
هممتُ أن أشاركها تنضيد الورود
اشاركها نغمات اللاوجود
لكنّ قدماي الشرقية ،، أدارتني الى الوراء
وعدوتُ بعيداً عن البحرِ ،، حزيناً
(21)
هربتُ باسطورةٍ من عالمِ الطفولة
من شرقنا الحزين
اسطورة تصرخ بي ،، رغم غربتي والسنين
اهربْ اهربْ
لا تذهب
لأنك لن تعود
ولن يبقى لكَ هناكَ وجود
لا في ماء ،، ولا ظلّ ،، ولا نفس
هو الرحيل بين الماء الى الأبد
(22)
وعرّافة الشرق
نشرت في هيجاني وتيهي أصدافها
همستْ بكلمات الشرق المجهولة
لا تذهب ،، لا تهرب
أيّ سماء دونَ سمائي تحويك
أيّ أرض دون أرضي تجنيك
احذر ،،،، احذر
حورية البحر قد تعود
ترحلُ بك الى عالم اللاوجود
وقلتُ بصوتٍ حنين
حورُ البحر تولدُ مرّة
وتعشقُ مرّة
من يكون الحبيب


واصف متي عزو
السويد
2011

أمير بولص ابراهيم

  رائعة تلك الحورية التي جسدتها على سطور ورقك  ورسمت جسدها بفرشاة الشعر وبألوان الكلمات
    نص رائع

    تحياتي

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

dr_waseem

#3
المبدع واصف متي عزو
قصيده رائعه جدا
وانا اقراْ كلماتك سرحت بمخيلتي ورحت اتصور نفسي بطل قصتك.
انا احب كملستان واحب ان اقف على الجسر هناك واراقب البحر والناس والغروب.
تقبل محبتي وتقديري

بهنام شابا شمني

عندما التقينا هنا في برطلي قلت في نفسي انه لا بد لهذا القادم من بلاد الفايكنك ان تكون له نقوش في صفحة برطلي دوت نت كي يزيد من جمالها ، فلبى الدعوة فكانت هذه احدى لوحاته الفنية