كلمات عارية : مـجـانــين بـلـدنــا

بدء بواسطة matoka, أكتوبر 28, 2011, 04:19:18 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

 
كلمات عارية : مـجـانــين بـلـدنــا





 شاكر الانباري

لا تفصلنا سوى أشهر عن نهاية الوجود الأميركي، الذي سيكون، حسب ما يقول الجميع، شاملا وتاما، بعدها سيحصل العراق على حريته في حكم نفسه، دون وجود قوة اجنبية تشاركه السيادة. وبهذا المعنى فالشعب مقبل على مرحلة نوعية، بحكم وطني صرف، وبأيد أمنية حرة تسوس هذا البلد في قابل الأيام.

ورغم حصول العراق على سيادته في بداية السنة الا ان ما نقرأه في الوجوه، وعبر الصحافة، وما تعكسه مرآة الواقع، يدعو الى التشاؤم، بل والقلق والتوجس، وكأن لسان الحال ينطق بالويل والثبور. ليس هناك اتفاق على شيء بين القائمين على ادارة شؤون الناس، خاصة الساسة في البرلمان او الحكومة. هذه حقيقة مرعبة لمن يتمعن فيها، على ضوء الانقسام الطائفي، والشحن الثأري، فكل واحد منهم يغني على ليلاه.
هناك من يسعى الى فتح ملفات الفساد في جميع الوزارات، وهناك من يسعى الى حجب تلك الملفات وتجاوزها والبدء بصفحة جديدة. وهناك من يسعى الى اعادة الاعتبار للمقاومين للاحتلال، وهناك من يسعى الى غلق هذه الصفحة بالكامل، لأنها مرحلة مختلطة، متشابكة، ضاعت فيها المقاييس بين قتلة ومقاومين، ارهابيين وسياسيين، لصوص وقضاة. البعض يسعى لطرد البعثيين من المؤسسات، والجامعات، والمدارس، وحتى البيوت، وهناك من يقول باعادتهم الى وظائفهم، طبقا لشريعة المصالحة الوطنية.
البعض أبدى رغباته في قيام جيش قوي بطائرات ودبابات، وحتى غواصات، والبعض يشتغل من تحت الطاولة لتأخير هذا المشروع، وتتفيهه، وتهميشه لغاية لا تخفى. هناك من يسعى الى أسلمة المؤسسات، والتعليم، والقضاء، والشارع، والمدن، لكي لا يسمع الفرد اصواتا منكرة، ولا يرى وجوها مغرية مثيرة. وهناك من يؤكد على الحياة المدنية القائمة على الفن والموسيقى وتطبيق القانون الوضعي، والايمان بحرية الفرد في الملبس والمأكل والفكر. ثمة أيضا من يطالب باعطاء الحكومات المحلية في المحافظات حرية مطلقة في ادارة شؤونها، كوضع المناهج التعليمية، ومنع الخمرة، وفرض الحجاب، وتطييف الوظائف، وشفط الثروات المحلية، وجعل المجتمع اصنافا وأرقاما، وثمة من يريد حكومة مركزية صارمة، تذكّر بالقائد الأوحد الذي يرفع اصبعه الصغير فتخر له الجبابر ساجدينا. حكومة تأتمر بالوزراء ورئيسهم، وببغداد وما يعن لها من تعليمات وقوانين. البعض يفضلها بأقاليم والبعض يفضلها بلامركزية، وهناك من يطمح الى مراجعة الدستور بقضه، وقضيضه، كقوانين المرأة والجنسية والعبادات والثروات والتعليم والعلم والنشيد وطرائق الحكم.
الجميع يريد، ويرغب، ويمنّي الروح بصوت عال، وحماس منقطع النظير. كل ذلك بفعل خروج القوات الأميركية وبدء العد التصاعدي لحكومة وطنية، كما يتطلب الحال، لا طائفية، عفيفة اليد واللسان، تنتمي الى حزب واحد أو عدة احزاب، منسجمة في تصريحاتها وأقوالها ومشاريعها وسياساتها الداخلية والخارجية.
لكن هل نرى فعلا هكذا ساسة، وهكذا قادة، يفكرون بكل تلك الملفات ليجدوا لها حلا قبل رحيل العم سام الذي زارنا بغتة من دون علامة استئذان؟ ان ما نشاهده يشي بعكس ذلك.
الجميع مصابون بمس من الجنون، يجعجعون حول كل نأمة صغيرة أو كبيرة الا بناء عراق جديد، صارت متطلبات بنائه من بديهيات الواقع، وانتشال عاصمة فذة من فضاء الخراب الذي تطير فيه. وكأنهم بهذا ينتظرون الدخول الى نفق الكارثة باستسلام مطلق، والأنكى من ذلك ببلاهة تامة.






Matty AL Mache

ماهر سعيد متي

بلد التناقضات .. هل هذه هي الديمقراطية ..لربما  . شكرا على نقل المقال عزيزي متوكا
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة