يونادم كنا: محافظة "سهل نينوى" لن تكون للمسيحيين فقط

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 14, 2011, 02:58:26 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

يونادم كنا: محافظة "سهل نينوى" لن تكون للمسيحيين فقط



تقرير عبير صراص - إذاعة هولندا العالمية / "نحن لا نسعى لتجزئة النسيج الوطني العراقي.. بل نطالب بمحافظة على خلفية جغرافية وليس دينية او قومية عنصرية". بهذه العبارة يصف يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الأشورية في العراق وعضو مجلس النواب العراقي مشروع استحداث محافظة سهل نينوى شمال العراق وذلك خلال زيارته القصيرة لهولندا عطلة الأسبوع الماضي. وفقا للسيد كنا فإن هناك من يحاول إفشال المشروع بتسويقه كمطلب لإقامة محافظة للمسيحيين فقط.


التقى يونادم كنا خلال زيارته بعدد من أعضاء الجالية العراقية المسيحية في هولندا لاطلاعهم على الوضع السياسي في العراق، وإجابة أسئلة الجالية حول استحداث محافظة سهل نينوى وهو ملف يحاول النائب العراقي تحريكه في الشهور الماضية.


أقلية
يشكل المسيحيون نسبة 25% من إجمالي سكان منطقة سهل نينوى وهي المنطقة التي يرغب فيها السيد يونادم كنا باستحداث محافظة جديدة تدعى محافظة سهل نينوى. ويسكن المنطقة أيضا نسب مماثلة من الشبك واليزيديين والعرب. إذاعة هولندا العالمية حاورت النائب خلال زيارته وسألته أولا إذا كان المشروع يلقى توافقا من قبل جميع الأقليات التي تقطن سهل نينوى بما فيها الأقلية المسيحية. يقول كنا:
 
"هنالك اتجاهان عموما في المنطقة، اتجاه تبعات وثقافة الزمن الماضي التي يسودها التعصب القومي والديني وهي ما زالت مترسخة في بعض الجماعات. والاتجاه الثاني وهو أن مكونات هذه المنطقة هو عراق مصغر وموزائيك كامل من الأقليات العراقية".


يذكر أن تجمع تنظيمات كلدانية سريانية وآشورية هي التي تقف وراء المشروع بشكل رئيسي والذي لاقى تأييدا من قبل كتلة التحالف الكردستاني. لكن المشروع يلاقي معارضة حادة لا سيما من محافظ نينوى أثيل النجيفي الذي يعتبره محاولة من قبل سياسيين عراقيين لتقسيم محافظته. 

يرى بعض المؤيدين أنه لا ضرر في ايجاد منطقة آمنة للأقليات الدينية المهددة، ويذهب آخرون لتحميل الحكومة المركزية مسؤولية ضمان منطقة آمنة لأي الأقليات اذا كانت لا تشعر بالأمان.

 
وبصورة عامة يعتقد يونادم كنا أن هنالك خوفا من هذا المشروع وعدم استيعاب لتفاصيله وتبعاته من قبل بعض المكونات الاجتماعية في المنطقة لكنه يرى أن "هذا الخوف ينبع من سوء الفهم والضغوطات التي تمارس من قبل الجماعات المتعصبة خارج المنطقة".


الجغرافيا لا الدين
ويشدد النائب في حديث مع إذاعتنا أن أسس المشروع الذي يطرحه هو الجغرافيا وليس الدين: "هناك من يحاول تسويق مشروع المحافظة الجديدة بأنه محافظة للمسيحيين (...) هذا كلام خاطئ، ومرفوض من قبلنا. نحن نطالب بهذه المحافظة على خلفية جغرافية وديموغرافية وليس على خلفية دينية أو قومية عنصرية. نحن لا نسعى لتجزئة النسيج الوطني العراقي. لكن هناك غبن تاريخي بحق هذه المنطقة".


نهضة
أكثر من نصف سكان منطقة سهل نينوى يعيشون تحت خط الفقر وفقا لما يقوله السيد يونادم كنا الذي يربط بين استحداث محافظة جديدة من جهة وبين النهوض بالمنطقة اقتصاديا وتنمويا. "في حالة استحداث المحافظة فإن المنطقة المذكورة سترى هي أيضا تطورا وتنمية اقتصادية وتنموية إلى جانب ممارسة حريتها الثقافية والدينية".


وفقا للسيد كنا فإن الميزانية المخصصة من الحكومة المركزية لمحافظة نينوى التي تتبع لها المنطقة حالياً، تستقطع منها 60% لمركز المحافظة بينما تقسم الأربعين بالمائة الباقية على تسعة أقضية (وحدات إدارية). "هذا غبن وإجحاف كبير في حق المنطقة" يقول كنا ويرى أنه عند استحداث محافظة سهل نينوى سيخصص لها ميزانية حسب عدد النفوس، وتشجع من الاستثمارات لا سيما من قبل المغتربين وجذب السياح والنهوض بالبنية التحتية.


معاناة أكثر
استهداف الجماعات المتطرفة في العراق للأقليات المسيحية  وأعمال العنف ضدهم في السنوات الماضية تسببت في نزوح العائلات المسيحية إما إلى خارج العراق أو إلى المحافظات الأكثر آمنا في شمال البلاد. حول أوضاع المسيحيين في العراق يقول كنا: "نعاني كمسيحيين عراقيين أكثر من معاناة أي عراقي آخر".  ويضيف أن الأقليات المسيحية لا زالت تعاني من التهميش والإهمال والإقصاء من فرص العمل. الكثير من  العراقيين الذين فروا من المناطق التي تعتبر غير آمنة إلى مناطق أكثر أمانا في سهل نينوى وكردستان لا زالوا عاطلين عن العمل، ونصف السكان يعيشون تحت خط الفقر كما يقول كنا.


طريق صعب
ما هي إجراءات استحداث محافظة جديدة في العراق؟ ومن له الحق في قبول أو رفض المشروع؟ يقول يونادم كنا: "في زمن النظام السابق كان هناك صلاحيات لشخص واحد أن يقرر في المشروع، لكن الآن الطريق أصعب من ذلك وتستلزم أولا إرادة الأهالي ، ومن ثم مجالس المنطقة ، من ثم الحكومة المركزية حسب قوانين المحافظات والأقاليم".


يذكر أن عدد المسيحيين في العراق بلغ 1.5 مليون شخص عام 2003 وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة، ويقدر أن نصف السكان المسيحين نزحوا من العراق في السنوات الماضية. يبلغ عدد المحافظات العراقية 18 محافظة وإجمالي عدد سكان العراق 30 مليون نسمة. استحداث محافظة جديدة في سهل نينوى ليس مشروعا وحيدا في العراق إذ أن هنالك مناطق أخرى تطالب بنفس المطلب  مثل منطقتي الزبير، والقرنة التابعتين حالياً لمحافظة البصرة في جنوب البلاد.




http://www.rnw.nl/arabic/article/510649