الغابات رئة التنفس الحقيقية لأهالي الموصل

بدء بواسطة جون شمعـون آل سُوسْو, سبتمبر 22, 2011, 08:20:41 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

جون شمعـون آل سُوسْو



  الغابات رئة التنفس الحقيقية لأهالي الموصل


في أوائل عام 1950م تم استحداث منطقة الغابات في الموصل على ارض واسعة جدا مجاورة لنهر دجلة على الساحل الأيسر من المدينة هذه الغابات عدت بعد بضع سنوات غابة شامخة بأشجارها العالية وأنواعها الزهرية والمساحات المزروعة فيها بحيث كانت الموصل مشهورة بهذه الغابات وكثيراً ما كان المواطنون الزائرين لهذه المدينة يقدمون على هذه الغابات فاشتهرت المنطقة كمتنفس طبيعي لأهالي الموصل. في بداية تخطيطها خصص لها (25) خمسة وعشرون إلف شجرة متنوعة.

خلال عام 1970م أقيم فيها (المخيم الكشفي الدائم) بين هذه الأشجار لتدريب الطلبة والطالبات على دروس الكشافة وتحمل الاتعاب وبعض الممارسات الرياضية، وفي عام 1972م شهد هذا المخيم انعقاد المؤتمر الكشفي العربي للكشافة والمرشدات شارك فيه ممثلين عن الأقطار العربية.

كما بادرت الإدارة المحلية لمحافظة نينوى ببناء كازينو وبحيرة فيها وكانت من أجمل المرافق السياحية تقام فيها الحفلات والولائم الرسمية والشعبية كما تم في حينه بناء عدد من الكابينات والدور السياحية فيها فضلا عن كازينو ومطعم، وكانت هذه الدور من الدور السياحية المهمة في ذلك الوقت للوفود الرسمية والسفراء وفي الأيام العادية للإعراس.

لارتفاع وكثافة أشجارها لم يستطيع المواطن رؤية الشمس أو التحديق فيها البرودة السمة الواضحة على هذه المنطقة مع صفاء جوها الطبيعي ونقاء هوائها ومع تطور الزمن وتعدد الحاجات تم إنشاء عدة مرافق سياحية فيها ومن هذه المرافق المعروفة:

1/ مجمع السدير: وهو مجمع سكني فيه العديد من الدور السياحية المؤثثة تأثيثاً جيداً لغرض السكن العائلي أو الفردي ونظام متطور في الخدمة والإشراف، يستخدم هذا المجمع الزوار والسياح و الضيوف والعرائس .

2/ كازينوهات أخرى على جانب شارع السدة التي أنشئت لسد الفيضان عن المدينة وخاصة الساحل الأيسر بعد ذلك تم إنشاء العديد من الكازينوهات الأهلية وأصبح الشارع الممتد من فندق نينوى اوبروي إلى قرب الإطفاء النهري مليئاً بها منظمة تنظيماً جميلا يرتادها المواطنين إلى منتصف الليل وتم إنشاء (كازينو الخيمة) مقابل هذه الكازينوهات ثم كازينو الإعراس على امتداد مدينة الألعاب كل ذلك كان من ظواهر التطور الحضاري والاجتماعي للمدينة مقابل ذلك لم يتم تطوير الغابات أوتوسيعها ومتابعتها وزرع الأشجار الجديدة على المساحات الواسعة الفارغة من مدينة الألعاب إلى الجسر الخامس بل الذي حدث إن أكل قسما من هذه الغابات حسب القرار (117) القاضي بتوزيع الأراضي على العسكريين وطبيعيا إن يوزع قسماً من هذه الغابات على العسكريين قطعا للأراضي فتآكلت هذه الغابات، ومر على العراق والموصل حوادث الحرب والحصار مما زاد الطين بله ان قام بعض المواطنين بتكسير بعض الأشجار وقطعها للاستخدام في البيوت لقلة مادة النفط الأبيض وارتفاع أثمانه.

في حدود عام 2001م كنت مديراًُ لأملاك الإدارة المحلية وقدمت طلبا بمذكرة رسمية إلى المحافظ حول تشجير الغابات وخاصة البقع المتآكلة منها مع تسيجها بمادة (ار بي سي) لحمايتها ومنع قطع الأشجار منها أو عدم السماح للمواطنين للعبث فيها ووافق المحافظ في حينه على ذلك وتم تحويل الطلب والأمر بدراسته وتنفيذه إلا أن بعض المتنفذين من ذلك لم يتفاعلوا مع هذا الطلب وتم تمييع المقترحات وخلال السنوات الأخيرة تم تسييج هذه الغابات لحمايتها من الإنسان والتعدي على مساحتها ولغرض إن تكون هذه الغابات أحداهم الظواهر الطبيعية للمدينة وتنميتها نرجو من المسؤولين عن هذه الغابات ومجلس محافظة نينوى المعني بتطوير المدينة إن يلاحظ بعض الأمور المهمة وفيها

1/ التشجير المتواصل للمناطق التي تبدوا للعيان أنها غير مزروعة أو أهملت لأسباب لايعلمها إلا العاملون عليها .

2/ القيام بتشجير الدوائر المتكونة من تقاطع الطرق في الغابات بأشجار سريعة النمو لترفد هذه المناطق جميلة بهذه الأشجار ولتكون مصداً للرياح والأتربة وتلطيف الجو.

3/ تقوم بلدية الموصل مشكورا جدا بزرع الجزرات الوسطية بأشجار متنوعة النمو إلا إن هذه الأشجار وهي صغيرة نوعا ما بحاجة إلى إدامة وسقي متواصل وإكمال مشروع السقي بواسطة الآبار.

4/ الإكثار من زرع الأشجار السريعة النمو وخاصة في البقع الخالية من الأشجار.

5/ منع البناء وتوزيع الأراضي ضمن محرم الغابات وذلك لضمان عدم تقسيم بقع جديدة من هذه المساحات الخضراء وتشجيع زراعة الأشجار إمام الدور التي تشيد حديتاً في كافة الإحياء خاصة وان تعاليم الإسلام العظيم بحث على الزراعة وإدامة الخضرة والبساتين.




الكاتب : عبد الجبار محمد جرجيس