ملف (عنكاوا كوم) ازاء الذكرى الثانية لتهجير مسيحيي الموصل كيف تداول مسيحيو الموص

[برطلي دوت نت]

ملف (عنكاوا كوم) ازاء الذكرى الثانية لتهجير مسيحيي الموصل
كيف تداول مسيحيو الموصل خبر ترك المدينة بعد بيان داعش سيء الصيت(الحلقة الثانية)   

 

      

برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم-خاص

يواصل مراسل موقعنا في مدينة الموصل الزميل سامر الياس سعيد سرد انطباعاته حول مادار قبل عامين بالتحديد حول اللحظات الاخيرة لمسيحيي المدينة بعد صدور بيان من تنظيم داعش يخيرهم بين اعتناق الدين الاسلامي او دفع الجزية او حد السيف ازاء رفض الخيارين السابقين وفيما يلي تفاصيل الانطباعات..

بالرغم من التفاؤل الذي ابداه مسيحيو الموصل ازاء الافراج عن الراهبتين ومرافقهيم في الرابع عشر من تموز  وهو ما اعتبره جانب التنظيم من تعبير لحسن النية قبل الاجتماع المزعوم الذي حدده قياديو التنظيم برؤساء الطوائف المسيحية من اجل التداول حول تحديد قيمة الجزية الواجب دفعها من قبل مسيحيي المدينة لغرض ضمان استقرارهم بالمدينة  الا ان الاجواء التي كانت تسود المدينة من استمرار لاستباحة الكنائس والاديرة الخاصة بالمدينة ومحاولة نزع صلبانها فضلا عن استمرار جرد المنازل ووسم حرف النون عليها لم يمنح تفاؤل المسيحيين جرعة اضافية مع تردي الاوضاع وتواصل قصف المناطق السكنية من قبل طائرات الجيش العراقي  وبعد ظهيرة يوم 17 تموز الموافق في ذلك اليوم ليوم الخميس وبعد انقضاء ساعات تحديد الاجتماع المزعوم بعدم حضور اي طرف لتمثيل الجانب المسيحي صدر عن تنظيم داعش البيان المرقم برقم 10 والصادر عن ديوان القضاء في 17 تموز2014 وفيه يشير الى تحديد الخيارات  المطروحة لرؤوس النصارى كما افاد بذلك البيان المزعوم وهي اعتناق الاسلام و عهد الذمة اي اخذ الجزية منهم والخيار الثالث الذي طرح في حالة الرفض وهو السيف ..

وفي البيان ايضا تم تحديد الوقت المسموح لمغادرة المسيحيين المدينة مثلما ورد في البيان بجلائهم بانفسهم كحد اقصى ليوم السبت  19 تموز وفي تمام الساعة الثانية عشر وهذا ما نقضه عناصر التنظيم حينما شرعوا بتسليب العوائل التي غادرت المدينة في صباح يوم الجمعة 18 تموز وكثير من هذه العوائل تعرضت لتسليب ممتلكاتها من اموال ومصوغات ذهبية فضلا عن سيارات.

ناتي لطريقة تداول خبر ترك المدينة بعد انتشار هذا البيان حيث كانت المدينة قد تعرضت ليلة الاربعاء 16 تموز لسلسة من الهجمات وتم قصف مناطق مختارة من مدينة الموصل  وهذا الامر اختاره بعض الكهنة لادراجه في اقناع العوائل المسيحية القاطنة بالمدينة لاختيار ترك المدينة بعد تواصل عمليات القصف الامر الذي دفع بالكثيرين لترك المدينة ظهيرة يوم 17 تموز او عند العصر بينما قرر كثيرون ترك المدينة لصباح يوم غد الجمعة دون علمهم بما يكنه التنظيم من مفاجات غير سارة للمسيحيين .

ومن المؤسف ان تمر كل تلك العمليات مرور المرام امام  الاعلام العربي الذي انشغل باحداث القصف الذي كان يطال مدينة غزة  دون ان يمرر اي خبر يتعلق بتهجير مكون اصلي من مدينته وسط صمت العالم ازاء ما تعرض له المسيحيون في مدينة الموصل حينما اقتلعوا على حين غرة من تاريخهم ومنازلهم وذكرياتهم ..

يتبع في الحلقة الثالثة
بعد تهجير المسيحيين..كيف استباح داعش منازلهم ..؟