ويكيليكس يكشف أن عمليات الفساد التي تورط بها وزير الدفاع الأسبق كانت بعلم البارز

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 14, 2011, 09:16:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

ويكيليكس يكشف أن عمليات الفساد التي تورط بها وزير الدفاع الأسبق كانت بعلم البارزاني وشاويس والياور



موقع ويكيليكس الإلكتروني

السومرية نيوز/ بغداد

كشف موقع ويكيليكس الالكتروني عن وثيقة جديدة صادرة عن سفارتي الولايات المتحدة في بغداد وعمان تشير إلى تورط شقيق نائب رئيس الوزراء العراقي روز نوري شاويس ورجال أعمال عراقيين في عمليات تهريب أموال بمئات الملايين من الدولارات إلى خارج العراق والأردن بشكل خاص وإجراء صفقات أسلحة وهمية مع وزير الدفاع السابق حازم الشعلان بعلم رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني ونائب رئيس الوزراء العراقي روز نوري شاويس ورئيس الجمهورية آنذاك غازي عجيل الياور.

وقالت وثيقة سرية نشرها موقع ويكيليكس صادرة بتاريخ 28/ حزيران/ 2005 وحصلت "السومرية نيوز" على نسخة منها، إنه "في سياق التدقيق في الأنباء التي وردت مؤخراً حول ودائع واسعة النطاق في البنوك الأردنية من قبل موظفين في الحكومة العراقية، حصل مسؤول في السفارة الأردنية في العراق على معلومات تشير إلى أن شركة وهمية تابعة لوزارة الدفاع العراقية أودعت أكثر من 400 مليون دولار في عدد من البنوك الأردنية خلال الأشهر الماضية".

وأضافت الوثيقة أن "المصادر أشارت إلى أنه تم تأسيس الشركة الوهمية من قبل جماعة سرية في وزارة الدفاع بالتعاون مع الرئيس السابق غازي الياور، ووزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان في الحكومة الانتقالية برئاسة إياد علاوي، فضلاً عن عدد من الشخصيات".

ومن أبرز تلك المصادر، رجل أعمال عراقي رفيع المستوى يعيش في الأردن ويدعى طلال الكعود، وقد ذكر أنه يقدم معلومات حصل عليها من مسؤول كبير سابق في وزارة الدفاع ومديرين في مصرفين أردنيين هما البنك الوطني الأردني وبنك الإسكان للتجارة والتمويل، بحسب الوثيقة.

ونقلت الوثيقة عن الكعود قوله إن "مديري المصرفين سألاه عن معلومات عن العراقي نائر محمد أحمد، الذي تعرفا عليه من خلال رجل الأعمال العراقي البارز سعد البنية، كما أكدا أنه أودع 400 مليون دولار في بنوك أردنية تم تحويلها من مصرف الوركاء للاستثمار والتمويل في بغداد ومصارف لبنانية، وهي عبارة عن مساعدات كانت قد قدمت إلى وزارة الدفاع لدعم القوات العراقية".

وأضافت الوثيقة أن "الكعود ذكر أيضاً أن أحمد أطلع مديري المصرفين على جواز سفره الذي ختم عليه تأشيرات دخول متعددة السفرات إلى الولايات المتحدة وبريطانيا، كما أشار إلى أنه مقرب من وزير الدفاع العراقي السابق حازم الشعلان".

ولفتت الوثيقة إلى "وجود معلومات تفيد بأن الشركة برئاسة صراف عراقي سابق، وقد تلقت 46 عقداً على الأقل من وزارة الدفاع بقيمة 1.2 مليار دولار لشراء سلع عدة منها طائرات هليكوبتر بولندية، وأسلحة كلاشينكوف، وأسلحة أخرى وذخائر، فضلاً عن تخصيص وزارة الدفاع خصصت مبالغ كبيرة لهذه العقود، حيث وصلت النسبة في بعض الحالات إلى 400في المائة".

وذكرت الوثيقة أن "الكعود قال إنه التقى مع مشعل الصراف، وهو مسؤول بارز في وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة، الذي اتصل به مؤخراً للضغط على وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي كونه صديق مقرب لإحالة عقود تابعة للوزارة إلى شركات لبنانية".

وأشارت الوثيقة إلى أن "الصراف أكد للكعود أن نائر أحمد هو رجل وهمي في (شركة الجارية) التي أسست الصيف الماضي (2004)، وأن رئيسا العمليات فيها هما مدير عام وزارة الدفاع زياد قطان ومدير العقود في الوزارة بروسكا نوري شاويس، أخ نائب رئيس الحكومة روز نوري شاويس، كما اعترف بلعب دور في القضية".

وأشار الكعود إلى أن "الشعلان هو من وضع الخطة، مؤكداً في الوقت نفسه أن الياور وروز نوري شاويس ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني كانوا مطلعين عليه"، بحسب الوثيقة.

وأضافت الوثيقة أن "الكعود قال إن الصراف أكد له أنه سلم شخصياً مكافأة قدرها 4.8 مليون دولار نقداً إلى الياور، كما أطلعه على عدد من العقود، مشيراً إلى أنه يحتفظ بنسخ منها لحماية نفسه وكدليل ضد أعضاء الشركة الوهمية، الذين قال إنهم يحتالون عليه بشأن حصته".

وقال الكعود إن الصراف يعتبر نفسه قريباً من أحمد الجلبي، كما لم يستبعد أن يكون قد أطلعه على بعض تلك الوثائق، وفقاً للوثيقة.

وأكد موقع (ويكيليكس) أنه حصل على "تأكيد جزئي للمعلومات التي أدلى بها رجل الأعمال من مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الحالية ورئيسي مجلس الإدارة في مصرفين أردنيين رائدين"، واستدرك بالقول إنه "في حين تفتقر إلى الدليل القاطع، فإن هذه المعلومات تسلط الضوء على تأكيدات الكثير من مصادر الموقع سواء في العراق أو الأردن حول هذا النمط الشائع في منح العقود الحكومية في العراق".

وذكرت الوثيقة أن "رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ورئيس مفوضية النزاهة في نهاية فترة الحكومة الموقتة قد طرحا هذه القضية أمام اللجنة العليا للرقابة المالية".

وأضافت الوثيقة أنه "تمت تنحية مسؤول بارز في وزارة الدفاع من منصبه، في 19 حزيران، كونه متورط بشكل كبير في قضايا فساد"، مشيرة إلى أن "السفارة العراقية في الأردن تواصل متابعة ومساعدة قوات الأمن العراقية والوزارات الأخرى لتنظيم العقود".

وفي تطور آخر، أشارت الوثيقة إلى أن مسؤول السفارة التقى بنائب مدير الأمن والاستخبارات في وزارة الدفاع العراقية أسعد عبود بشكل "غير رسمي"، خلال زيارة قام بها إلى عمان لحضور ورشة عمل ينظمها المعهد الأميركي للسلام.

وأضافت الوثيقة أن "المعلومات التي أدلى بها عبود مطابقة لمعلومات الكعود حول تورط قطان وبروسكا شاويس بعملية احتيال ضخمة في عقد متعلق بالمقاولات بدأت عام 2004 بالتعاون مع الشعلان، فيما نفى علمه بتورط الياور في المخطط، كما لفت إلى أن الجميع في وزارة الدفاع يعلم بهذا الموضوع".

ووصف عبود مشعل الصراف بـ"السارق الأبرز بين الجميع"، مشيراً إلى أنه كان مستشاراً سابقاً للشعلان، وهو أحد أهم اللاعبين إلى جانب القطان في ما يتعلق بمخططات الشركة الوهمية، اختفى من بغداد بعدما طلبت إحدى اللجان النيابية استجوابه حول قضايا فساد، وفقاً لما جاء في الوثيقة.

من جهة أخرى، نقلت الوثيقة عن وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي "تأكيده الالتزام باجتثاث الفساد في الوزارة".

وحازم الشعلان من مواليد 1956 حاصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من بريطانيا، غادر العراق في زمن النظام السابق وعاد في حزيران من العام 2003، وعمل محـافظـا للديوانية وتولى منصب وزير الدفاع في حكومة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي، واتهم أثناء توليه المنصب بعمليات اختلاس من ميزانية الوزارة بأكثر من ملياري دولار عبر صفقة شراء أسلحة فاسدة وهو الاتهام الذي نفاه الشعلان بشدة، وغادر إلى الأردن بعد انتهاء مهامه، وفيما بعد أصدرت لجنة مكافحة الفساد مذكرة اعتقال بحقه الا انه كان خارج العراق في تلك الفترة، وفي أيار من العام 2007، صدر بحقه حكم غيابي بالسجن سبع سنوات في القضية نفسها.