تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الخروج من المأزق

بدء بواسطة متي اسو, مارس 30, 2016, 06:47:16 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


الخروج من المأزق
سقط العراق في مستنقع حفره له أهله وليس غيرهم . في الحقيقة ان معظم البلدان العربية حفرت لها شعوبها مستنقعات متشابهة لا تختلف كثيرا إلا بمقدار ردائتها .
مُخطئ من يظن ان السقوط حدث بعد الاحتلال ، ربما عجّل الاحتلال في هذا السقوط ، لكنه كان سيحدث عاجلا ام آجلا ، سواء حدث الاحتلال ام لم يحدث ، فسوريا واليمن لم يحتلهما احد ، ومع ذلك فإن مستنقع سقوطهما هائل جدا .
السقوط بدأ منذ ان تولّت الدكتاتوريات مقاليد الحكم في هذه البلدان ، انظمة إستمرّت لعقود من السنين  أهملت فيها شعوبها وبذلت قصارى جهدها في المحافظة على كراسيها بعد ان أنشأت فيالق أمنية تحمي أنظمتها وتنكّل بمعارضيها .
السقوط بدأ منذ ان سمحت هذه الكتاتوريات بأسلمة مجتمعاتها ، لكنها كانت حريصة في الوقت نفسه ان تصب هذه الأسلمة في دعم انظمتها وليس في معارضتها ، فكانت تشجع وتفتح الباب للأسلمة وتنكّل بمن يحاول من الأسلاميين  ان يشتغل " على حسابه " بمعزل عن اراتها .... كانت هذه بداية السقوط ... فالاحزاب الاسلامية اثبتت عبقريتها الجهنمية في التخطيط لمستقبلها السياسي ... ونجاحها يعتمد في الاساس على " أسلمة المجتمع " قبل كل شيء.
من هذه " الأسلمة " خرجت لنا اجيال سماتها " اللحية والحجاب والنقاب وقراءة القرأن " . لم يعد في ذهنها ولا في مستقبل احلامها سوى " العودة الى الماضي السحيق " !!! وها نحن الآن نحصد ما خطّطت لمستقبلها .
كان هذا هو " الوعي الجديد !!! " الذي يُوجّه اجيالنا ... الوعي الذي خلقه الشيوخ المدعومين بأموال الخليج .. ثم الوعي المقابل الذي خلقته ايران لاحقا .
بدأ السقوط بعد ان اصبحت هذه الشعوب ملغومة بالعشائرية والطائفية الدينية ، بعد ان اصبح الجهل والتخلف متسيّدا فيها ... نضجت الفاكهة الاسلامية وأينعت وحان وقت قطافها ... وبقطافها سالت الدماء وتدحرجت الرؤوس وتهجّرت الملايين من الناس .
دعنا نتخيّل للحظة ، لحظة واحدة فقط ، لو ان الشعب العراقي كان كسابق عهده ، لو انه سار بخطاه الحثيثة منذ خمسينات القرن الماضي ، لو لن التنوير والثقافة كانت رائتده عوض الطائفية والعشائرية التي أوقع نفسه فيها ... تصوّر العراقيين الان وهم مجتمعون معا تحت خيمة " الوطنية العراقية " رغم اختلافهم ... تصوّر كل ذلك وستعرف السبب .
المنطقة لا تعاني من مجرد احزاب اسلامية واخرى عشائرية ... المعاناة تكمن في " أجيال " وجماهير طائفية وعشائرية ...
وسيشمل السقوط البلدان الاوربية التي فتحت الابواب على مصراعيها لقبول مثل هؤلاء . ولنسأل انفسنا : " إن كانت افعال هؤلاء بمثل هذه الفظاعة وهم أغراب يعيشون على مساعدة البلدان التي آوتهم ، فكم افظع سيكون تصرفهم في بلدانهم ؟
لكن ، رغم سوداوية الرؤية ، هناك امل وشيك لاح اخيرا ، هذا الامل يتمثّل بـ :
- اعتصام السيد مقتدى الصدر مطالبا بحكومة " تكنوقراط " !!! .. تصور اخي القاريء وانت ترى معجزة الحدث .... حزب " اسلامي طائفي " يطالب بحكومة " تكنوفراط " التي يُفترض ان تكون مستقلّة وعلمانية !!!
-  دعوة أعيان وشيوخ عشائر العراق، الأربعاء، إلى إعادة كتابة الدستور وتعديله واعتماد نظام رئاسي " تكنوقراطي " !!!! .. لا ادري إن كانت هذه معجزة اخرى ، ام انها مباراة في خلق المعجزات !!!
فهل اصبح مصطلح " التكنوقراط " مرتبطا على نحو ما بالاسلام السياسي او بالعشائرية ونحن لا ندري ؟ ام إن الحل يكمن في توسيع المستنقع السياسي ؟
لا سبيل سوى الانتظار لاجيال جديدة تُكسر القيود التي كبلّها الطغاة فيها طويلا .