ما الذي يحول دون اندماج المهاجر المسلم في المجتمع الغربي

بدء بواسطة متي اسو, فبراير 07, 2016, 10:56:49 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


ما الذي يحول دون اندماج المهاجر المسلم في المجتمع الغربي

كان الانسان المسلم  فيما مضى ، اذا سافر للغرب لأغراض شتى ، منها الدراسة أوالايفاد أولمصالح تجارية او لغرض السياحة ، كان يعود وقد تركت سفرته تلك اثرا واضحا على شخصيته ، يظهر ذلك جليّا  في هدوءه  ووداعته  وسعة افق تفكيره  ، كان يرجع منبهرا بالنظام والقانون والتسامح والنظافة و " الحرية " التي تُظلّل المجتمع الغربي ، كان يعود من سفره وهو يكنّ حبا انسانيا للبلد الذي زاره ، كان يعود وفي نفسه امل في زيارة او زيارات اخرى مستقبلية لتلك الدول ، تلك الشعوب التي كانت تستقبل الزائر الشرقي  بسحنته المميزة ، عند أيّة صدفة او مناسبة ، بالمحبة والابتسامة الدائمة  .
لم يكن الشرقي يفكر بالهجرة الى تلك البلدان ابدا  ( عدا القلّة ) ، لأنه كان يأمل ان تتغير الاوضاع في بلده الشرقي يوما ما  كي يضاهي ذلك البلد الذي زاره في الغرب . ومادام بامكانه السفر للغرب من حين الى اخر ، فان ذلك كان كافيا عليه .
لكن " الرياح الاسلامية " لا تأتي بما تشتهيه " السفن الشعبية "  ... كانت الرياح عاصفة هوجاء والامواج عاتية ، قتلت من قتلت ، واغرقت من اغرقت بلا تنظيم ولا هوادة ... اخذ الشرقي الان يهرب بجلده الى الغرب وليس الى " بلاد المسلمين الآمنة " لانقاذ حياته وحياة عائلته . لكنه كان يختلف كليا هذه المرة عن ذلك الشرقي الوديع الذي كان يسافر فيما مضى . انه لا يشتري بطاقة سفر ذهابا وايابا  ، لكنه يشتري one way ticket .
ترى ، لماذا تغير كل ذلك ؟؟؟ هل الغرب تغيّر واصبح عدوانيا فجأة اتجاه الزائر الشرقي ؟ ام ان الشرقي يسافر وهو " ملغوم بالنوايا السيئة "  اتجاه البلدان التي يتوسل ويتضرع ويكذب من اجل الموافقة على قبوله فيها ؟ ، لقد اصبح  الأمر الان واضحا وضوح الشمس وهو ان من بين المهاجرين من يسافر وهو مجُهز بـ " النوايا السيئة "  ضمن خطة رَسمها له الاسلام السياسي ليكون جنديا لاحتلال الغرب في قابل الايام  ... هكذا تم اقناعه .

سوف لن اتطرّق هنا للفئة التي تذهب للغرب من اجل الدراسة ، ولو ان الكثير يستخدم هذه " الحجّة " للوصول الى الغرب  ثم يتبخّر وجوده وعنوانه دون ان يلتحق بأية جامعة ... والغرض ؟  ... الله اعلم ... كما لن اتطرق للذين يذهبون لزيارات قصيرة ...
سيكون حديثنا مقتصرا على الفئة التي قررت الرحيل لغرض الهجرة والسكن الدائم في المجتمع الغربي . الفئة التي عزمت ان تعيش وان تربي اطفالها واجيالها القادمة في المجتمعات التي اختارتها بملء ارادتها وبذلت المستحيل وركبت المخاطر واضاعت كل شيء لتبدأ من جديد في البلد الجديد .
لن اكون مبالغا إن قلتُ ان اكثر من تسعين بالمائة من المسلمين الذين هاجروا خلال العقدين الماضيين ، والذين قرروا العيش الدائم في الغرب ، يكرهون البلدان التي يعيشون فيها ، رغم انهم  أقسموا على الولاء لها عند حصولهم على جنسيتها !!! ترى ، لماذا ؟
لماذا يندمج البوذي والمسيحي ( الشرقي او من أمريكا اللاتينية او من اوربا الشرقية )  والهندوسي  وكذلك المسلم الغير ملتزم دينيا بسهولة في المجتمعات الجديدة ؟ ، بينما المسلم المتشدد ، وحتى المسلم الاعتيادي ( عدا القلّة القليلة ) ، يأبى ان يندمج ؟ . انه لايعزل نفسه وعائلته فقط ، بل يتخذ موقفا عدوانيا اتجاه البلد الذي إحتضنه والناس الذين يعيش بينهم  ، وتجده دائما متذمرا ، كثير الشكوى ، مروّجا لإشاعات واكاذيب اتجاه كل ما هو كل جميل في بلده الجديد .
ما السر في ذلك ؟ .. ولكن ، وكما يقول المثل : " إذا عُرف السبب بطل العجب " .
يأتي " العامل الديني " في المقام الأول ، وهذا ما يستغلّه الاسلاميون افضل استغلال .. وهذا ما يميّز سلوك المسلم المهاجر عن سلوك المهاجر من اديان اخرى .
في السابق ، لم يكن الاسلاميون قد شيّدوا اوكارهم واعشاشهم في الغرب بعد ، تلك الاعشاش التي إتّخذت من الجوامع والمراكز الدينية او من المراكزالثقافية الاسلامية والتي انتشرت في جميع اصقاع وزوايا الغرب بأموال طائلة من دول الخليج وعلى رأسها راعية " الارهاب الوهابي " السعودية ، وطفلها الشيطاني  المدلّل " الاخوان المسلمين " .
ان الشبكة التنظيمية للاسلام السياسي في الغرب لا يُضاهيها لا التنظيم الصهيوني ولا حتى المخابرات المركزية الامريكية .. انها تعمل بسرية منقطعة النظير ولها تمويلات مالية ضخمة جدا ، ينقطع خيط الاتصال معها بعد اية عملية ارهابية او انكشاف امر خلية جهادية  ليبدو الأمر وكأن المُنفّذ فرد واحد او مجموعة صغيرة غير مرتبطة ...يتفاجأ جيران الارهابي او معارفه واصدقائه في العمل عندما يكتشفوا ان الرجل " الوديع المسالم " لم يكن يُظهر غير قناع يخفي تحته كل هذا الحقد . يكفي ان نرى بأم اعيننا  اعضاء التنظيمات الاسلامية  يدقّون علينا ابوابنا هنا في الغرب للتعرف علينا !! ،  او يطلبون التحدث معنا ، في الشارع او في المقهى ، لغرض " هدايتنا " ودعوتنا الى الجامع ...من يموّل هؤلاء الذين يشتغلون ليل نهار لاغراض ظاهرها دعوية وباطنها ارهابية ؟
ان تحميل المسلم المهاجر كل التبعات المترتبه على " انعزاليته " ،  وكأنه يحمل شيئا خاصا في " جيناته " ، امر غير صحيح ، لأن هناك عوامل عديدة اخرى تدفعه ، وهناك جماعات عديدة تجذبه الى " القاطع الانعزالي " الذي اوجدته ، ويحدث هذا  بعد وقت قصير من وصوله ، فهو لا يزال يعاني ضعفا في معنوياته وارتباكا في تدبير امور معيشته ، فيسهل وقوعه في " الفخ " الذي نّصب له ، صحيح انه يتحمل مسؤولية بشكل او بآخر ، لكن الأمر لم يكن من تدبيره  ابدا .
المسلم المهاجر ، حاله حال معظم المهاجرين ، عليه ان يبدأ من الصفر .. وأول عائق يقف ضد اندماجه هو الانتماء الديني  واللغة ، والصداقة ، وصعوبة الحصول على العمل ، والقلق بشأن المستقبل . كل هذا في جهة ، وكارثة الموروثات الاجتماعية التي حملها معه ، تماما كما حمل جوازسفره ، في جهة اخرى   .. ولمّا كان قد بنى في ذهنه الآمال العريضة التي سيحصل عليها حال وصوله ، فإن الاحباط يستولي عليه منذ بداية وصوله . وعوض ان يصبر ويكافح من اجل تحسين وضعه كما يفعل جميع المهاجرين من الاقوام والاديان الاخرى ، وعوض ان يشكر الدولة التي احتضنته وبدأت تمنحه الاعانات الاجتماعية ليتدبر عيشه ، موفرة الرعاية الصحية المجانية والتعليم المجاني لاطفاله مع تخصيصات ماليه اضافية لهم وهم صغار ، وعوض ان يشكر الله لأنه استطاع الهرب من وسط جحيم الإقتتال والموت الذي كان يهدد حياته وحياة اطفاله من " اخوانه في العقيدة " ،  تراه يقع ضحية سهلة في التنظيم الاسلامي بعد ان يعثر على المعارف وعلى الاصدقاء الذين يتحدثون لغته ، في الحقيقة هم الذين يعثرون عليه  ، هم الذين يوهمونه بأنهم يهتمّون بمستقبله ومستقبل اولاده :
" هذا البلد هو بلد  الكفر والخلاعة والنفاق ، الاعانات المالية التي يقدمونها هؤلاء الخنازير هي - قوت لا يموت - ، لكن اعتبرها - شعرة من جلد خنزير - ، كن شاطرا تشتغل " نقدا " كي لا تدفع ضريبة لهؤلاء الكفرة ، تستطيع ان تطلق او تنفصل عن زوجتك " شكليا " كي تحصل على الاعانات المالية  مضاعفة ، انهم خنازير يكرهوننا في قلوبهم ، كُن حريصا على مستقبل اطفالك ، هناك مدارس اسلامية فلا ترسلهم الى مدارس حكومية ، اياك وان تثق بأكلهم هناك - الطعام الحلال - الذي وفرناه في جميع الاسواق ..........
لم اصدّق عيني وانا اقرأ كلمة " الحلال " مكتوبة على بعض انواع الخبز في الاسواق العامة!! ، شَكَت امرأة من ان زوجها يسمح لامرأة من التنظيم لكي تزورهم في البيت على نحو دوري لمعاينة الاكل في الثلاجة ،  ولتخبرهم بعدها هذا حلال وهذا حرام ، ومن ثم لتقيّم " الانضباط الديني " في البيت  ... وشيئ فشيئ تتحجّب الزوجة والبنات وتصاب العائلة بمرض " الشك والمؤامرة " اتجاه الاخرين الذين يعيشون بينهم ، وتزداد الكراهية اتجاه البلد الجديد طرديا مع زيادة التوجس والشكوك التي يغذيها الاسلاميون في كل يوم   . ..  وفي الختام  يقولون له : فقط كن صبورا ، لأن مستقبل هذه البلدان هو لنا ، للاسلام ، نحن لم نهاجر لنكون فقط مهاجرين ، لكننا غزاة وغدا سنكون اسياد هذا البلد ، اقرأ تاريخنا !! .... هكذا يقنعونه بأوهامهم المريضة .
  يقع معظم المسلمون في شبكة التنظيمات الاسلامية  بدرجات متفاوته ، لكن في النهاية ،  فان الطريق الذي إختاروه لا يقودهم الا الى الانعزالية والى عدم الاندماج .
وكنتيجة طبيعية للاعمال الارهابية والاستفزازية التي لا تنقطع من هؤلاء الاسلاميين ، اخذت المجتمعات الغربية تضيق ذرعا بهم وتنظر اليهم بعدم ارتياح ... فهل نلومهم ؟ ، لكن ذلك ايضا يصبح عاملا إضافيا  في توسيع فجوة القطيعة .
السؤال هو : كيف سينشأ الاطفال في هذا الجو المشحون بالانعزال والكراهية ؟؟؟ 
  فقط عندما ينجح الغرب في اجتثاث المفاقس الارهابية التي تعشعش في المراكز الدينية المنتشرة في بلدانه ، عندما ينجح الغرب في تقويض التنظيمات الارهابية العاملة فيها( سيجد نفسه في هذه الحالة مجبرا على تغيير بعض من قوانينه التي تكفل الحريات المطلقة ، وهذا ما يخشاه )  ، عندما يجفف منابع التمويل وكسر سطوة المال في دول الخليج ، عندئذ فقط سيتحرر الانسان المسلم ويعود انسانا طبيعيا كسابق عهده ، وسوف لن يكون اندماجه في المجتمعات الغربية التي اختار العيش فيها الا مسألة وقت لا غير .

متي اسو

مقتبس من: متي اسو في فبراير 07, 2016, 10:56:49 صباحاً

ما الذي يحول دون اندماج المهاجر المسلم في المجتمع الغربي


متي اسو

عزيزي االمشرف
هناك خطأ ما ، ان الموقع لا يعطيني خيار  " التعديل " لان هناك خطأ اردت تصحيحه ، عوض ذلك نقل المقال ثانية .

ماهر سعيد متي


تم التبليغ في منتدى المساعدات التقنية
بامكانك ارسال المقال الى بريد الموقع لحين اصلاح الخلل ... تحياتنا
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

baretly.net

لقد تم اصلاح الخلل التقني الناتج عن اخر تحديث للمنتدى
شكرا لتعاونكم ... اذا كانت هناك اية خاصيه لا تعمل يرجى ابلاغنا