مغزى احتفال بغداد بعيد رأس السنة الميلادية

بدء بواسطة متي اسو, يناير 07, 2016, 06:33:24 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو

مغزى احتفال بغداد بعيد رأس السنة الميلادية
لقد كانت مفاجئة كبيرة ان تخرج جماهير بغداد الحبيبة عن بكرة ابيها لتحتفل بعيد رأس السنة الميلادية المجيد.
عنما اقول " عن بكرة ابيها " فاني اعني ما اقوله، بعد ان قدّرت جهات اعلامية مختلفة بعدد المحتفلين بأكثر من اربعة ملايين نسمة .
انه لخبر يشرح القلب ، فهل أخذ الجمهور العراقي يعود الى سابق عهده كما كان في ايام الملكية وأيام الراحل عبد الكريم قاسم ؟
هكذا كان " البغداديون " ، علمانيين منفتحين يطيب لك العيش معهم .. رددتُ مرارا في مقالاتي عبارة " من حسن حظي كنتُ اعيش في بغداد "
..لكن الفساد الاخلاقي الذي تفشّى في العراق أصابهم ، ومن المفرح ان تراهم يعودون الى اصولهم العلمانية الطيبة ...
الذين حكموا العراق بعد الراحل عبد الكريم قاسم جاءوا " غزاة " من المحافظات ، وقد نقلوا ثقافة البدواة والعشائرية بمفاهيمها الدموية والقاسية
والغادرة بمهنية عالية ... فكان ما كان ... رغم ذلك ، كانت تجمعنا " جلسات اصدقاء " ، كان من بيننا الشيوعي والبعثي والقومي والوجودي
والليبرالي واحيانا حتى الاسلامي  ، كل واحد فينا يعرف الاتجاهات السياسية للآخرين ، لكن صداقتنا كانت اقوى ، احيانا يحدث هجوم " سياسي "
يقابله هجوم مضاد والكل يمزح ويضحك ... من يصدق !! هذا لم ولن يحدث في المحافظات .
اني لا اتحدث هنا عن تهنئة الحكومة او تزيين شجرة الميلاد في البرلمان العراقي ... اني اتحدث عن البغداديين ...
لا يهمني السبب الذي جعل البغداديين  يخرجون بهذا العدد الهائل ليحتفلوا بهذه المناسبة ذات الطابع المسيحي .
هل هي محاولة لمشاركة اخوانهم المسيحيين الذين حُرموا من طعم الفرح لعقود بسبب الأسلاميين وشيوخهم وملاليهم ؟
ام هي مجرد رغبة دفينة للأنطلاق والمرح بعد ان خيّم الحزن طويلا بسبب " الذي راح والذي اتى " .
لا يهمني ابدا ... لأن المهم جدا في هذه الظاهرة هو شق عصا الطاعة المذلّة لرجال الدين ومليشيلتهم ... لو إلتفتوا الى ما يقوله رجال الدين
ومليشياتهم لما خرج احد .... لقد افتى رجال دين كثيرون بعدم جواز الاحتفال بالمناسبات ذات الطابع المسيحي ، بل ان قسما منهم حرّم حتى
تهنئة المسيحيين بأعيادهم .. اني على ثقة ، حتى رجال الدين الذين لم يفتوا بهذا الخصوص اصدروا تعليماتهم بحرمة المشاركة في مثل هذه
الاعياد....الدلائل واضحة وضوح الشمس ، فعند عرض المادة 26 من قانون البطاقة الوطنية لأعادة التصويت عليها ، برز مقترح في غاية
الخباثة ، وهو عرضه الى لجنة من " الوقف السني والوقف الشيعي " لأبداء الرأي الشرعي ... ماذا  تتوقع عندما يُطلب من رجل دين مسلم
ان يُبدي رأيا يتعلق بدين آخر؟؟ .. اني على يقين من ان الامر كان أشبه بالمبارياة ، تبارى فيها كلا الفريقين لإثبات من هو اخلص واحرص
على الاسلام ، ونتيجة المباريات كانت خسارة الطرف الثالث وهم غير المسلمين .
كل ما ارجوه ان لا أكون مغاليا في تفاؤلي ، وكل ما أتمناه هو ان الناس اخذت تتحرر من عبوديتها .