مشـــــاكسة وعلـــى الأرض... اللئــــــــام/ مال اللـــه فـــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 06, 2016, 02:06:05 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

 
   مشـــــاكسة
وعلـــى الأرض... اللئــــــــام
 



برطلي . نت / بريد الموقع

  مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com



ونحن نودع عاما ونستقبل عام، لابد ان نقف في بعض محطات ما مضى من الايام، لنحدد مواطئ اقدامنا ولنتلمس حجم (انجازاتنـــــا) ولنفخر بتفرد (ابداعاتنــــا)، التي ربما اثارت الكثير الكثير من العجب العجاب والدهشة والاستغراب.
فقد استطعنا بكفاءة بعض مسؤولينا منقطعة النظير، ان نحقق الكثير الكثير من (ستراتيجيــــة) عجيبة غريبة اذهلت الغني والفقير والصغير والكبير والمؤمن والشرير، وقلبت كل الفرضيات والمعادلات والحقائق والوقائع بعد ان (نجحنــــا) ربما لاول مرة في تاريخ البشرية ان نحقق اعجازات (خرافيـــــة) لعل اروعها وابدعها واشدها اثارة للذهول وهي تجسد الصعب وغير المتوقع والمقبول لدى العبقري والمسطول، تلك هي معادلة (اغنــــى الـــــدول وافقــــر الشـــعوب) مؤكدة باننا نسير (بالمقلـــــوب)، بفضل بعض (عباقــــــرة) الفساد وحيتانه الكبيرة التي (نجحت) بادخال البلاد في دوامة من الاعاصير والازمات المريره.
فحيث رددت الانسانية وهي تحتفي بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام مع ملائكة السماء بايمان ومحبة ورجاء (المجــد للــــه فــــي العــــلا وعلـــى الارض الســـــلام)، فاننا كنا نردد ونحن نستذكر صعوبة ومرارة ما مر من الايام على ايدي الفاسدين من تجار السحت الحرام (وعلـــــى الارض اللئــــام) حيث جعلوا (بكفاءاتهـــــم) اللصوصية والفسادية عام 2015 واحدا من اسوأ الاعوام.
وحتى لا نسترسل في الكلام بعيدا عن الحقائق والارقام، فان الكثير من نواب الشعب تساءلوا عن مصير (1000) مليار دولار تبخرت خلال ما مضى من الاعوام دون ان تحقق شيئا غير الوعود والتصريحات ومعسول الكلام، في الوقت الذي كان بامكانها ان تبني بلدا ارقى من افضل الاحلام، فلا الفقراء شبعوا ولا العاطلين وجدوا فرصهم ولا الخدمات نهضت ولا الكهرباء استقرت ولا البنية التحتية نشطت ولا موارد الاقتصاد تنوعت ولا المتفجرات والمفخخات والكواتم اخرست ولا اعمال الاستهدافات والاختطافات والتهديدات والاغتيالات توقفت ولا كارثة سقوط الموصل حسمت ولا ثلاثة الاف امرأة مخطوفة ومسبية ومنتهكة في ام الربيعين حررت ولا حيتان الفساد الكبيرة حوكمت.
وقريبا من نبض الواقع، وازاء ومضة من الوقائع سبق لعضو ائتلاف دولة القانون محمد الصيهود ان اكد أن (مــا دخــل مــن واردات للعــــراق منـــذ 2004 إلــى الآن بلــغ 710 مليــــارات دولار وإذا مـــا افترضنـــا أن نصفهـــا رواتــــب فـــإن النصــف الباقـــي يجـــب أن يصــرف علــى الخدمــات وهـــذا مــا لـــم نجـــده علــى أرض الواقـــع)، في حين اوضح عضو اللجنة المالية في مجلس النواب مسعود رستم ان نفقات سيارات اغلب مسؤولي الدولة تفوق رواتبهم، وان بعض المديرين العامين لديه سبع سيارات وآخرين تصل سياراتهم الى عدد كبير ومجموع هذه السيارات ربما يصل الى حوالي (600) الى (1000) سيارة، تكلف الدولة من الموازنة العامة حوالي 100 -150 مليار دينار، بينما دعت عضوة اللجنة المالية النيابية ماجدة التميمي، رئيس الوزراء الى (اســتكمال قـــرار تخفيــــض رواتـــب المســؤولين بسحب الاراضي الموزعة عليهم سابقا على ضفاف نهر دجلة) مضيفـــة (اذا أردتـــم ايـــرادات ماليـــة اعرضــوا هـــذه الاراضـــي فـــي المــــزاد العلنــي فلمــاذا هـــي مقتصـــرة علـــى اشــخاص ولمــاذا يحصــــل ذلك بالخفـــاء)؟ وفي ميدان الفساد ايضا تم الكشف عن (250000) فضائي عسكري كانوا يتقاضون رواتبا ولا يعملون في المؤسسة العسكرية، واعلان هيئة النزاهة عن احالتها (1600) متهما بقضايا فساد الى القضاء من بينهم (15) وزيرا، و(122) من ذوي الدرجات الخاصة والمديرين العامين ومن هم بدرجتهم، تزامن ذلك مع اعلان السلطة القضائية الاتحادية عن إدانة 29 مسؤولاً رفيعاً بتهم مختلفة، من بينهم (5) وزراء سابقين، كما سبق لمحافظ بغداد علي التميمي ان اعلن عن رفعه (200) ملف فساد الى هيئة النزاهة اغلبها عن سرقات بمليارات كبيرة ومعتبرا ان الفساد محمي من كبار الساسة، الى جانب الكشف عن ملفات فساد في وزارة العدل وحدها تتعلق باكثر من (340) امر معظمها تتعلق بدوائر التسجيل العقاري وتزوير ملكية العقارات.
وفي الوقوف في محطة حيوية من محطات الخدمات الاساسية ممثلة بالواقع الصحي حيث اعتاد معظم المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين، ما ان يشعر احدهم بوعكة صحية حتى يسارع بشد الرحال الى الدول الاجنبية للعلاج على نفقة الدولة بالطبع بعد ان فشلوا ببناء مستشفيات ومؤسسات صحية نموذجية، برغم الميزانيات المليارية، قادرة على توفير العلاج للمواطنين، فقد كشفت عضو لجنة الصحة النيابية غادة الشمري، عن رداءة وتدني واقعنا الصحي مؤكدة (اننــي قمــت بزيـــارات عـــدة الـــى مســتشفيات ولاحظـــت مســتوى الخدمــات الـــرديء جـــدا مـــن علاجـــات وادويــــة و نظافـــة)، وان (هنـــاك مســتشفيات تراكمــت فيهــا النفايـــات والمطامــر غيـــر الصحيــة التـــي تؤثـــر علـــى حيـــاة المواطــــــن).
من ناحية اخرى، تجاوزت نسبة البطالة (25%) وارتفعت نسبة الفقر الى (30%) ورزح ستة ملايين عراقي تحت مستوى خط الفقر،كما نجح بعض مسؤولينا الاشاوس باعادة الامية لتصل نسبتها الى (21،8%) بعد ان كانت اليونسكو خلال هيمنة النظام الدكتاتوري قد اعلنت نظافة العراق منها، في حين تجاوز عدد النازحين والمهجرين قسرا الثلاثة ملايين ونصف المليون انسان، حيث وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أنتونيو غوتيريس معاناتهم بأنها (أســـوأ أزمـــة إنســـانية منـــذ الحـــرب العالميــــة الثانيــــة).
يأتي ذلك في وقت كشف فيه رئيس الحكومة السيد العبادي عن انخفاض واردات البلاد بنسبة 60 %، مؤكدا إن (البـــلاد تمـــر بظــــرف مالـــي صعـــب بســـبب تدنــي أســـعار النفــــط)، مما ادى الى اللجوء لخطة تقشف اطاحت ولاول مرة في تاريخ البلاد بنسبة (3%) من رواتب الموظفين واالمتقاعدين في ظل غياب قانون ملزم يقتفي اثار الثراء غير المشروع ويحاسب حيتانه الكبيرة تحت طائلة (مــن ايـــن لك هـــــذا)، فقد اكدت تقارير دولية ان (14) مسؤولا من ارفع المسؤولين، ربما كان بعضهم في السابق لايملك ثمن وجبة (حمـــص بطحينــــة) او (لفــــة فلافـــــل)، امسوا يمتلكون ما مجموعه (258) مليار دولار (فقــــط)، في وقت باتت فيه الازمة المالية تدفع بالبلاد الى هاوية الافلاس.
اخيرا، هل ستفلح الارادة الوطنية النزيهة في تفعيل الاصلاحات الحيوية وفرض حضورها واقتلاع جذورالفاسدين اللئام لنستعيد ثرواتنا المنهوبة وحقوقنا المسلوبة هذا العام ولننعم بالرفاهية والسلام بعيدا عن سماسرة السياسة والسحت الحرام؟