متى تتضمن فتاوى شيوخ الأسلام معاناة المسيحيين والأقليات ؟

بدء بواسطة يوسف الو, ديسمبر 27, 2015, 04:01:03 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو

متى تتضمن فتاوى شيوخ الأسلام معاناة المسيحيين والأقليات ؟
معناة المسيحيين العراقيين أصحاب الأرض الأصلاء وباقي الأقليات مستمرة منذ عدة عقود وحتى قرون وظهرت جليا منذ الأحتلال العثماني للعراق وحتى يومنا هذا حيث الحكومات التي تلت الأحتلال العثماني والأنكليزي ولم يتمكن أحدا أو بالأحرى لم يتجرأ أحد من أنصاف أولئك الأصلاء بالرغم من أعترافهم الصريح بأنهم أصحاب الأرض الأصليين ومضطهديهم أما غزاة أو مستعمرين أو ذيول الأستعمار او متسلطين مستبدين , كانت ولاتزال تلك المضايقات مستمرة وبمختلف الوسائل النفسية منها والجسدية بالرغم من تباين قوتها وتأثيرها بين فترة وأخرى وحسب الأفكار والمعتقدات التي تلف عقول الحكام والقادة السياسيين ألا أنها بالتالي تصب في خانة واحدة وهي الرجوع الى الثوابت الأساسية التي وردت في كتب الأسلام وفي مقدمتها ( القرآن ) الذي يعتبر الدستور الدائم الغير قابل للتغيير أو التحديث وحسب متطلبات العصر وضمن القيم الأنسانية والأخلاقية التي يتطلبها التعايش السلمي بين شعوب العالم , مهما يكن فالأحداث المؤلمة والمؤسفة والمأساوية التي مرت بشعبنا وأصابت تراثنا عمدا هي كثيرة جدا ولا تحصى ودائما كان المسيحيون يلتزمون بتعاليم السيد المسيح العادلة والسمحاء وكانوا دائما يسامحون المعتدين ويحبونهم وبأعتقادي لم يكن ذلك مصدر ضعف بل كان ألتزاما بتعاليم رجل السلام والمحبة والتآخي والعدل السيد المسيح ولكن للأسف الشديد كان المقابل يعتبر ذلك التصرف ضعفا وخوفا !! ويستمر في الأضطهاد والتعصب الديني ضد من حاول تقبله وأحتضانه والتعايش معه سلميا وبرحابة صدر .
        ما جرى ويجري لشعبنا المسيحي اليوم ليس في العراق فحسب بل في الشرق الأوسط بشكل عام وبالتحديد في المنطقة العربية والدول الأسلامية ومؤخرا محاولة التطاول على الغرب أوربا وأمريكا تحديدا ! وما يهمنا اليوم هو ما يجري في العراق وبعد سقوط النظام الدكتاري البعثي البغيض الذي كان البعض يضن بأن المسيحيين والأقليات كانوا ينعمون بالأمن والأمان دون معرفتهم ما كان يحدث خلف الكواليس وكيف كان أزلام النظام يجندون بعضا من رجال الدين المسيحيين وباقي الأقليات لأطاعة أوامرهم وخدمة مآربهم ومدحهم في الكنائس والمعابد ناهيك عن التغيير الديمغرافي الذي زرعوا بذوره في مناطقنا بعد أن كانت خالية من الغرباء الذين جاءوا بهم ومعهم بدأت معاناة أصحاب الأرض الأصلاء , بعد سقوط النظام أشتدت الهجمة الشرسة والغاضبة على المسيحيين والصابئة والأيزيديين وراحت الميلشيات التابعة للأحزاب الأسلامية تنكل بهم بتصفيتهم جسديا وبالأعتداء على كنائسهم ودور العبادة الأخرى ومحاولة تضييق الخناق عليهم كي يمهدوا الطريق لهربهم من بلدهم الأصلي وراحت فرق الأغتيلات تتجه نحو رجال الدين الذين قضى العديد منهم قتلا بالرصاص أو خطفا لينتهي المطاف به ذبحا ورميا على قارعات الطرق ! وهذا أيضا ما حدث في مصر وليبيا والجزائر وباكستان ودول أسلامية أخرى وطبعا كان كل ذلك يحدث أمام مرأى ومسمع من شيوخ الأسلام ومعمميهم سنة وشيعة في النجف والأزهر دون أن يحرك أحدهم ساكنا أزاء هذا الظلم الأنساني القائم على أناس أرادوا التعايش السلمي معهم وهم يعرفون جيدا بأن أولئك هم الأصلاء وهم الدخلاء ألا أن ما يحدهم من ذلك ولازال هو التعاليم والآيات القرآنية التي يعتمدونها في تنفيذ أفعالهم ومخططاتهم ( هذا ما ينفذه داعش اليوم ) أضافة للكره والحقد المزروع في قلوبهم وأيضا حبهم للتوسع على حساب الغير وتصفية المقابل .
لقد تعرض المسيحيون للسرقة والنهب ومصادرة أملاكهم وأموالهم وطردهم من بيوتهم والأستيلاء عليها وخاصة ما حدث للموصل وسهل نينوى على يد عصابات داعش الأرهابية الأجرامية والتي لم يجرمها لحد اليوم الدين الأسلامي ولم تصدر أية فتوى بأجرامها وبأباحة دماء أفرادها الذين عابوا بالأرض فسادا وقتلا وأنتهاكا للحرمات والمحرمات كذلك لم تصدر أية فتوى من علماء الأسلام ومراجعهم شيعة وسنة لحماية تلك المكونات الأصيلة المتعايشة معهم سلميا بالرغم من معرفتهم التامة والأكيدة بما يجري والواجب الأنساني يحتم عليهم فعل شيء تجاه تلك التصرفات والمضايقات والتي كان آخرها الملصقات التي تدعو للتحجيب أي تحجيب النساء المسيحيات قسرا , ألم يسمع السيستاني أو المراجع السنية والشيعية الأخرى بتلك التصرفات التي أثارتها وأكدتها مختلف وسائل الأعلام ورجال الدين المسيحيين وخاصة البطريرك ساكو ؟ ألم يكن من اللياقة والأدب أصدار فتوى ضد تلك التصرفات وهم يعلمون جيدا بأن فتاواهم تنفذ حرفيا من قبل مواطنيهم والدليل عندما أصدر السيستاني فتواه بالجهاد لحماية أرض العراق توجه الملائين من الشيعة منفذين تلك الفتوة !!! .
لقد صبر شعبنا المسيحي وباقي الأقليات محاولين التشبث بأرضهم وتراثهم وتاريخهم العريق رغم التهجير القسري والقتل والنهب والأيذاء الجسدي والنفسي والأعتداء على الشرف والحرمات ولازال بالرغم من هجرة الكثير منهم خارج البلد أملا منهم أن يستقروا في بلدان آمنة تضمن لهم حق العيش الكريم كأناس ضمن المجتمع العالمي وهذا كان المفروض أن ينعموا به في بلدانهم ومدنهم وقراهم الأصلية , هو ليس رجاء وأنما طلب أنساني من أولئك المتربعين على القرارات الحاسمة رجال دين وسياسة والذين يسيَرون ملائين من المتخلفين الذين هم بحاجة لأعادة برمجة أدمغتهم وعقولهم وتوجيههم نحو السلم والمحبة والتآخي بدل القسوة والحقد والكره والأنتقام دون سبب أن يعيدوا النظر بأفكارهم وأن يصدر منهم شيء يخدم البشرية ويوثقه التاريخ أيجابا لهم كي يغيروا مجرى الأحداث من التخلف والتسلط الأعمى الى النور والسلم والتحرر وليكن ذلك ظمن سباق بناء الحضارات الأنسانية الذي نحن بأمس الحاجة اليه في عصرنا الحالي وليس سباق الأديان الذي اوصلنا لما نحن عليه .
                        يوسف ألو  26/12/2015