هجوم في بغداد يحوّل حفل زفاف عراقي إلى مأتم

بدء بواسطة روني اسو, يناير 19, 2011, 12:28:25 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

روني اسو

نقلا عن موقع موطني دوت دوت كوم: في صباح يوم الخميس 25 تشرين الثاني/نوفمبر، زيّن جاسم غانم عبد البالغ من العمر 23 سنة سيارة والده من طراز مرسيدس بشرائط ملونة وبالونات صغيرة، واستقلها مع والديه وخطيبته علياء نعمة، 22 عاماً، للذهاب إلى محكمة الأحوال الشخصية في مدينة الحصوة الصغيرة غرب بغداد.

وقد لحق بالمرسيدس موكب مؤلف من سيارات الأهل والأصدقاء إلى محكمة الأحوال الشخصية لحضور زفاف الشابين.

وقال والد جاسم، غانم عبد، 56 عاماً، "كنت مع 20 أو أكثر من أصدقائنا وأقاربنا في بناية المحكمة ننتظر وصول القاضي لعقد القران. وفجأة دوى صوت انفجارات كبيرة".

وقد نُفّذت الانفجارات بثلاث قذائف هاون سقطت حول المحكمة، وقذيفة أخرى سقطت في فناء المحكمة الداخلي.

وأضاف عبد "بدل أن استلم عقد زواج ابني في ذلك اليوم، استلمت جثته وجثة خطيبته".

قُتل في الانفجار خمسة مدنيين، بينهم جاسم وعلياء، وأُصيب ثمانية آخرين.

وقال عبد "حوّل الإرهابيون يوم العرس إلى مأتم".

وحسب تقارير القوات الأمنية العراقية التي حققت في الهجوم، فإن القذائف كانت تستهدف قضاة المحكمة الذين أصدروا قبل بضعة أيام أحكاماً على ثلاثة إرهابيين بالسجن لمدة 20 عاماً.

وفي هذا الإطار، قال العقيد صلاح واجد فياض من شرطة بلدة الحصوة، في حديث لموطني "لقد حول الهجوم الإرهابي سكان البلدة إلى كتلة غضب ضد الإرهابيين. لقد اكتشف العراقيون حقيقة الإرهابيين وشعاراتهم الكاذبة".

"مآسي كبيرة في صفوف المدنيين لا يمكن نسيانها"
أشارت إحصائيات رسمية إلى أن الهجمات بقذائف الهاون قد قتلت 13 مواطناً وتسببت بجرح العشرات في الشهرين الماضيين.

وقال المقدم كريم مزعل، من الفرقة الرابعة في الجيش العراقي، إن القوات الأمنية قد توصلت "إلى معلومات مهمة ستؤدي إلى اعتقال عدد من الإرهابيين الذين يقومون بإطلاق القذائف واستهداف المدنيين".

وأضاف مزعل أن "هؤلاء الإرهابيين يمثلون خطراً حقيقياً على حياة العراقيين. وهم يطلقون تلك القذائف باتجاه قواعد الجيش أو مبانٍ حكومية وتسقط في كل مرة على مساكن وتجمعات سكانية وتؤدي إلى فقدان حياة الكثيرين منهم وتتسبب بإعاقة أطفال ونساء ورجال".

أما الدكتور طالب خوام الخزاعي، مدير جمعية ضحايا الإرهاب، وهي إحدى منظمات المجتمع المدني، فأشار إلى أنه تم تسجيل 46 حالة إعاقة جسدية لأطفال و 17 حالة إعاقة لنساء جراء انفجار قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا السنة الماضية.

ومن جانبه، قال الفريق الركن علي غيدان، قائد القوات البرية العراقية، "إن القذائف والصواريخ هي آخر ما تبقى بيد الجبناء من الإرهابيين".

وأوضح غيدان في حديث لموطني أن أغلب تلك القذائف يطلقها إرهابيون من مناطق زراعية أو صحراوية أو من ساحات داخل الأحياء السكنية. وغالباً ما تسقط هذه القذائف على أسطح المنازل أو في المجمعات السكنية والأسواق التجارية "مخلفةً أضراراً ومآسي كبيرة في صفوف المدنيين لا يمكن نسيانها".

وأكد قائلاً "لكننا نعمل على القضاء على تلك الخلايا الإرهابية بأسرع وقت ممكن".

وأدان العراقيون من كافة أنحاء البلاد استخدام الإرهابيين للقذائف والصواريخ.

فقال المواطن رعد الشمري، 41 عاماً ويسكن في بغداد، "لا ندري أين يريد الإرهابيون الوصول في بشاعتهم وقتلهم. حتى الحيوانات تحزن وتحمل العطف في قلبها، لكن أولئك الأنجاس أدنى من أن يقارنوا بالحيوانات أو حتى الوحوش".

أما المواطن معمر عناد، 21 عاماً ويسكن في مدينة الحلة في محافظة بابل، فذكر أن الإرهابيين كانوا يستخدمون في السابق السيارات المفخخة والعبوات الناسفة لتنفيذ هجماتهم.

وأضاف "واليوم يستخدمون الصواريخ وقذائف الهاون. لكن لن تكون لهم أساليب جديدة فبعد سيطرة قوات الأمن على أساليبهم الإرهابية وتدمير مصادرهم سندوس على الإرهابيين بأقدامنا".

يُذكر أن الحكومة العراقية قد سمحت مؤخراً للّجنة الوزارية للأمن الوطني العراقي بدفع مكافآت مالية للمواطنين الذين يوفرون معلومات حول أماكن وجود مخابئ للقذائف أو الصواريخ أو الأسلحة.

ويستطيع المواطنون الاتصال بالرقم 130 أو 104 للتبليغ عن أي تحركات مشبوهة أو لتوفير معلومات حول مخابئ أسلحة قد يستخدمها الإرهابيون لتنفيذ هجماتهم.
                                                                                                                                                http://mawtani.com/cocoon/iii/xhtml/ar/features/iii/features/iraqtoday/2011/01/16/feature-01