معظم منتسباتها هاربات من داعش: وحدات حماية المرأة في سنجار قوة خاصة تديرها النسا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 11, 2015, 11:32:40 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  معظم منتسباتها هاربات من داعش:
وحدات حماية المرأة في سنجار قوة خاصة تديرها النساء
 


مقاتلات في وحدة حمايةالمرأة
برطلي . نت / متابعة
موقع نقاش
حنان زبيس
في جبل سنجار، وفي الخطوط الخلفية لجبهة القتال بين وحدات مقاومة سنجار وداعش، تعمل مجموعة من النسوة الايزيديات في بناء هيكل، يتعاونّ في رفع الأعمدة وإعداد خلطة الاسمنت ووضع الطابوق في تفان وحماس لا متناهيين.
29.10.2015  |  دهوك
أمن
لا يبدو أن العمل الشاق يثبط من عزيمتهن، بل إن جو العمل يسوده النشاط والبهجة، وسط الابتسامات المتبادلة والضحكات التي تتعالى من حين لآخر. نساء من أعمار مختلفة مصحوبات بأبنائهن، جئن من الخيم المجاورة لبناء هذا المبنى، معظمهن من الايزيديات اللواتي هربن من داعش عند هجومه على سنجار واحتمين بالجبل.



"نبني مركزاً للمرأة الايزيدية" تقول هيزل (35 سنة) المسؤولة عنهن والعضو ضمن قوات حماية المرأة في سنجار، مضيفة "تم اتخاذ القرار منذ شهر تقريبا في المجلس الاعلى لقوات مقاومة سنجار بأن يكون للمرأة الايزيدية مجلس تتلقى فيه التدريب الفكري والعسكري،  لتعي بحقوقها وتتعلم الدفاع عن نفسها، خاصة انها أكثر من تأثر بما حصل في المنطقة على يد داعش".



تدريب نظري وعسكري

في الحقيقة، تدريب النساء الايزيديات من قبل قوات حزب العمال الكردستاني الناشطة في منطقة سنجار لم يبدأ اليوم وإنما مباشرة بعد "مجزرة سنجار" ودخول داعش إليها.



تم في مرحلة أولى تأسيس قوات مقاومة سنجار التي ضمت الشبان  والفتيات الذين تم تجنيدهم لقتال داعش، ثم انبثقت عنها، في 25 كانون الثاني (يناير) 2015، وحدات حماية المرأة في سنجار، الخاصة بالمرأة الايزيدية.



ومنذ ذلك الوقت، وهذه الوحدات تنشط في تجنيد وتدريب النساء من الطائفة الايزيدية، ثم يتم بعد ذلك إرسال قسم منهن الى القتال في الجبهات.



بفضل هذا البناء الذي هن بصدد تشييده، سيصبح لهن مقر رسمي للتدريب والتباحث في شؤونهن التنظيمية، وهو ما يفسر حماسهن لإنهائه بسرعة.



يستغرق التدريب ما بين (40) يوماً وشهرين وينقسم ما بين جانب نظري وجانب عسكري. في الجانب النظري، يتم تعليم النساء التاريخ الإيزيدي، ووضع المرأة في التاريخ ودورها في المجتمع، كما تتم توعيتهن بحقوقهن وواجباتهن وبضرورة المساواة بين الجنسين، ويتعلمن أيضا مبادئ القائد (APO) ومعناها "العم" ويقصد به مؤسس حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، بالإضافة إلى تلقينهن القراءة والكتابة لمن لا يُجدنها.



أما بالنسبة للجانب العسكري، فيتم تدريبهن على استعمال الأسلحة الخفيفة مثل "الكلاشينكوف" و "البي كي سي" و "القناص" و"الار بي جي".



بعد انقضاء مدة التدريب يتم توزيع المتدربات على مختلف الأقسام حسب الحاجة ففيهن من يتم تحويلها الى خلية الامن "الاسايش" ومنهن من ترسل للقتال في الجبهات ومنهن من  يتم تكليفها بالعمل الاجتماعي بين الناس لنشر أفكار حزب العمال وجلب المتطوعين للانضمام اليه.



إقبال كبير على التطوع

في سفح جبل سنجار، مجموعة أخرى من النساء بزيهن العسكري تشرف عليهن هدار (32 سنة) وهي مسؤولة في وحدات حماية المرأة في سنجار، المجموعة تتألف من بضع فتيات تتراوح أعمارهن ما بين (16-24) سنة، كلهن إيزيديات.



"التحقن بنا لأنهن رأينا قدرات النساء القتالية ضد داعش وشجاعتهن في الدفاع عن أراضيهن، كما أن ما تعرضن له على أيدي داعش جعلهن يشعرن بالحاجة للدفاع عن أنفسهن"، تؤكد هدار، مضيفة "هناك طلب كبير للالتحاق بنا والعمل في صفوفنا".



لا تخفي هدار اعتزازها بهذا الاقبال الكبير للفتيات على الانضمام الى وحدات حماية المرأة في سنجار، لاسيما وانه قبل هجوم داعش على المنطقة، كان حزب العمال الكردستاني يجد صعوبة في جلب الفتيات وإقناعهن بالانضمام إلى صفوفه، بسبب العادات والتقاليد العشائرية التي تحكم المجتمع الايزيدي.



وتقول "بعد ما حصل أصبح عملنا أسهل بكثير، فحيث ما ذهبنا للقائهن في المخيمات وفي البيوت، نجد منهن ومن عوائلهن تفاعلا معنا".



ترفض هدار أن تصرح بعدد الفتيات والنساء اللواتي تم تدريبهن حتى الآن لكنها توضح ان العدد كبير وفي تزايد.



كولان (17) سنة، التحقت بقوات حماية المرأة بعد هجوم داعش على سنجار ما اجبرها واهلها على الاحتماء بالجبل وتقول "قراري بالالتحاق كان قرارا شخصيا، خاصة بعد الظلم الذي تعرض له الايزيديون ولاسيما المرأة".



قبل هجوم تنظيم الدولة الإسلامية كانت كولان تدرس في الصف الأول بالمرحلة المتوسطة ولكن حياتها تغيرت بالكامل بعد ذلك، حتى أنها رفضت  العودة للمدرسة، فهي تعتبر أن ما تعلمته خلال تدريبها مع قوات حماية المرأة أهم بكثير مما درسته في المدرسة.



"يكفي أني عرفت ان لي كامرأة حقوقا وواجبات وان  دوري ليس أن أتزيّن لأُعجب الرجل، بل انه يمكنني أن العب دوراً في حماية نفسي وقومي" تضيف بحماس.



وحول مهمتها ضمن الوحدات، قالت إنها تعمل في قسم الإعلام حيث تصور التدريبات لكنها لم تقاتل بعد وتؤكد "إذا احتاجوا إليّ في الجبهات، فأنا مستعدة للانضمام إليهم في أي وقت".



تسكن كولان ورفيقاتها في مقر صغير في أسفل الجبل ويتوزع يومهن بين الأعمال المنزلية العادية من طبخ وترتيب وتنظيف، وبين متابعة الأخبار والبرامج السياسية التحليلية والاستماع لرسائل وخطب عبد الله أوجلان، الى جانب القيام بالمهام الموكلة لهن كل واحدة حسب القسم الذي تشتغل فيه.



"نحن لا نترك اي وقت فراغ دون أن نستغله في عمل شيء مفيد"، توضح هدار.



قوانين صارمة... ولكن

القوانين في هذا المقر وغيره صارمة، فالعلاقات الغرامية بين الجنسين ممنوعة منعا تاما.



"من تريد ان تحب وتعشق فلها أن تتركنا وتعود الى بيت أبيها" تقول هدار.



ولكن حرية الخروج من الوحدات وتركها ي في حد ذاته يعد إجراءً استثنائيا لانه لا يسمح بذلك في قانون حزب العمال، حيث تؤكد هدار: "لأننا نعمل على أراضي الآيزيديين وفي مناطقهم، فلا يمكننا تطبيق قوانيننا بصرامة، بالتالي فإن لأي بنت الحرية في الانضمام إلينا او الخروج متى شاءت، ولكننا طبعا نحاول إقناعها بالبقاء ومواصلة القتال لأجل الوطن".



تعد المقاتلات في صفوف وحدات حماية المرأة في سنجار أن مهمتهن لا تنحصر في تحرير سنجار وقتال داعش وإنما في تحقيق المجتمع الذي يصبون اليه "نصبو إلى مجتمع حر، فيه مساواة بين المرأة والرجل وفيه عدالة اجتماعية" تؤكد هيزل.