البرشانة في طقس الكنيسة السريانية الارثوذكسية

بدء بواسطة بهنام شابا شمني, أغسطس 27, 2011, 10:50:03 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

بهنام شابا شمني

البرشانة

في طقس الكنيسة السريانية الارثوذكسية




تستعمل الكنيسة السريانية الارثوذكسية في مادة القربان المقدس الخبز المختمر ، والسيد المسيح نفسه قال أنا هو خبز الحياة. (يو6: 35). ولقد جاء في رسالة بولس الرسول: الخبز الذي نكسره أليس هو شركة جسد المسيح فإننا نحن الكثيرين خبزاً واحداً، جسد واحد لأننا جميعا نشترك في الخبز الواحد. (1كور 10: 16،17).( فهو يسمي جسد الرب بالخبز ولقد اتفق كتبة الإنجيل جميعا والرسول بولس على إن الرب أخذ خبزاً في ليلة آلامه .) (مت 26:26). (مر 14: 22)، (لو22: 19)، (1كو 11: 23 ) .

لقد حوَّل الرب الخبز المختمر إلى جسده لكي يبطل نظام الفصح العتيق الذي كان يكمّل بالخروف والفطير ، حيث يقول الكتاب المقدس ( وفيما هم يأكلون أخذ الرب يسوع الخبز وبارك وكسر وأعطى التلاميذ وقال لهم خذوا كلوا هذا هو جسدي وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم، لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا .  ) (مت  26 : 26 ـ 28) .

بهذا الكلام الجوهري أسس الرب يسوع سر ذبيحته غير الدموية ، عندما أعطى الرسل الخبز والخمر وباركهما وقال لمن يأكل جسده ويشرب دمه بأن تكون له الحياة الأبدية وهو يقيمه في اليوم الأخير . ( يو 6 : 54 ) وبعدما أنهى طلب منهم أن يصنعوا هذا لذكره. (لو22: 19)  .

فمنذ ذلك التاريخ أخذت الكنيسة تمارس هذا السر المقدس الذي قدّسه رئيس كهنتها والذي هو كاهن إلى الأبد على رتبة ملكيصادق . (مز 110: 4) . وأول من مارس هذا السر العظيم هم رسله الأطهار، وكان ذلك بعد أن قبلوا الروح القدس في العلية. (أع( 4 : 2 فلقد كانوا يواظبوان كل يوم في الهيكل بنفس واحدة وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب مسبحين الله .
( أع 2: 46) . ولقد سلَّم الرسل تلاميذهم هذا السر المقدس وأوصوهم أن يستودعوه لأناس أمناء كما ذكر الرسول بولس: لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً... إن الرب يسوع في الليلة التي أُسلم فيها أخذ خبزاً...(1 كور 11: 23  ) . وعلى هذا المنوال حافظت الكنيسة على ممارسة خدمة الذبيحة المقدسة التي أسسها الرب يسوع له المجد.

العناصر التي تشترك في خبز البرشانة

إن الخبز الذي يقدم على مذبح الرب تجتمع فيه عناصر الطبيعة الأربعة .
فالقمح يرمز إلى التراب ، والماء إلى الماء ، والخميرة ترمز إلى الهواء  ، والملح يرمز إلى النار.  يُضاف عنصر الزيت إلى العناصر الأربعة رمزاً إلى النفس البشرية التي اتحدت بالرب يسوع .
أما بالنسبة للخبز فيجب أن يُخبز في نفس يوم تقديسه ولا يُسمح بتقديم القربان المقدس من خبز بائت على غرار أمر الرب لشعب العهد القديم بتناول المن طازجاً في يومه .
ما عدا ما كان يُعدُّه الله لهم في اليوم السادس حيث كان يمطر المن بهذا اليوم ضعف ما يلتقطونه عن الأيام الأخرى.  ( خر16: 5). لأن اليوم السادس هو يوم الجمعة وهكذا فهم لن يجمعوا شيئاً في اليوم السابع وهو السبت الذي كان مخصصاً للرب. (خر 20 : 8  ) وهذا ما تفعله الكنيسة اليوم عندما يحفظ الكاهن بعض الأجزاء من القربان في خزانة خاصة له في المذبح المقدس مشيراً بذلك إلى حضور الرب الدائم في الكنيسة ، على أن يبقى الضوء الحارس منيراً دائما فوق القربان .

معنى كلمة البرشانة

يُسمي السريان الخبز الذي يقدسه الكاهن على المذبح البرشانة ، وهي كلمة سريانية مأخوذة من الفعل ( فرش ، فورشنا . فرَش ، فورشونو بتقسية الفاء أي بورشونو ) وتعني امتاز واختار وكرَّس، وقد سُميت بذلك لأن الكاهن يختار أفضل برشانة مخبوزة من البرشانات ليقدسها.

شكل البرشانة

البرشانة تُصنع على شكل قرص دائري مقسّم إلى أربعة أجزاء كبيرة تتوسطها أربعة أجزاء صغيرة ترمز إلى الإنجيليين الأربعة الذين تحدثوا عن السيد المسيح وفي داخل الأجزاء الأربعة الكبيرة اثني عشر جزءً مرسوماً عليهم علامة الصليب وقد يدل هذا على الاثني عشر رسولاً الذين حملوا صليب الرب وتبعوه. وكل جزء من البرشانة يُسمى الجمرة ( غمورتو ) أو الجوهرة  ( مرغونيثو ) وبما إن البرشانة هي جسد الرب بعد تقديسه فإن السريان يثقبون البرشانة خمسة ثقوب وقت خبزها إشارةً إلى جروحات الرب الخمسة .

المصدر :
البرشانة للربان نثنائيل يوسف على موقع الحزيرة كوم / بتصرف

اليكم صورا توضح مراحل تحضير البرشانة والتي قام بها الاكليريكي ( الراهب حاليا ) بطرس كوركيس داود


يهيء القائم بعملية اعداد البرشانة نفسه من خلال تلاوة المزامير طيلة فترة قيامه بعملية اعداد البرشانة


الطحين وهي المادة الاساسية في البرشانة ويرمز الى التراب الذي خلق منه ادم


يضاف الملح الذي يرمز الى النار


تضاف الخميرة وترمز الى الهواء


يضاف الزيت رمزا الى النفس البشرية


تخلط المواد جيدا حتى يتم التجانس


يضاف اليها الماء رمزا الى الماء نفسه


تعجن المواد جيدا




بعد الانتهاء من عملية العجن تطبع علامة الصليب على العجينة بواسطة اصبعي اليد السبابة والخنصر
 

تترك العجينة جانبا بعد لفها وتغطيتها بقطعة قماش كي تختمر




بعد ان تختمر العجينة يتم عمل اقراص البرشانة وطبع رموزها على قرص العجين بواسطة طبعة خاصة




















هناك عدة طبعات باشكال مختلفة ولكنها تحمل نفس الرموز

















بعد الانتهاء من عملية اعداد اقراص البرشانة وطبع الرموز عليها تثقب البرشانة خمسة ثقوب لتدل على جراحات الرب الخمسة وهي ثلاثة بسامير واكليل الشوك وطعنة الحربة




توضع البرشانات في الفرن لانضاجها ، وسابقا كانت تتم عملية انضاج ( الخبز ) على الصاج ووقوده الفحم 




بعدها تكون البرشانات جاهزة لتستخدم قربانا ( جسد الرب ) اثناء القداس حيث يختار الكاهن افضلها ولاتحوي اية تشوهات لأن الله الذي أحبنا وتجسد من أجل خلاصنا لم ينقص شيئ من لاهوته بعد التجسد فهو كامل في لاهوته وهو كامل في ناسوته كما عبر عن ذلك القديس كيرلس الكبير.













qaiss sabah khider

موضوع اكثر من رائع و  نسأل الرب يسوع الذي بذل جسده على الصليب ان يغفر لنا خطايانا و يغسلنا بدمه الثمين

aom rimon

  لانستطيع ان نقول شكرا للأستاذ بهنام على أختياره لهذا الموضوع القيم
لأن كلمة شكر أقل من أهتمامه بالموقع  وخاصة لهذا الشرح الوافي عن البرشانة
التي توضح  معنى  لكل مادة تدخل في عملها , الله يوفقك ويحفظك

ويحمي ويحفظ الراهب بطرس على عمله هذا آمين
 

ماهر سعيد متي

تحقيق وموضوع رائع ... الف شكر تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة