داعش: ما الذي يفعله الغرب المتفرج؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 22, 2015, 12:38:56 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

داعش: ما الذي يفعله الغرب المتفرج؟   


برطلي . نت / متابعة
عشتار تيفي كوم - اليتيا/

يأتينا كل يوم جديد بعناوين جديدة من الشرق الأوسط – الحرب في سوريا والعراق، اللاجئين في العالم والتوتر السياسي. يمتص القراء آلاف الكلمات إلا ان بعض الأسئلة الأساسية تبقى راسخة ومنها ما هو مرتبط بدور الغرب. فما الذي يفعله الغرب على وجه التحديد؟

لا يُضطر المرء الى التعمق كثيراً لاتهامه بعدم المسؤولية على اعتبار ان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يفعلان شيئاً. ففي حين لم يسمح التدخل الأمريكي بوضع حد للآلام، لا يجب خلط ذلك باللامبالاة، إذ تُصمم السياسات الغربية الخارجية بهدف خدمة مصالح اقتصادية وسياسية محددة – كما سبق للرئيس الأمريكي، باراك أوباما أن حدد السنة الماضية، في حديث له مع صحيفة النيويورك تايمز:

فقال الرئيس ان السبب "الذي منعنا من شن غارات جوية على العراق بعد ان دخلتها داعش كان رغبتنا في عدم امتصاص الضغط عن رئيس الوزراء نوري المالكي. فهذا كان ليشجع المالكي وافرقاء شيعة آخرين على التفكير بأنه ليس عليهم تقديم التنازلات."

ولعبت الدولة الإسلامية دور رافعة سياسية تساهم بالإطاحة بقادة شعبيين ولهذا السبب، وبحسب الرئيس، سُمح للتنظيم بما سُمح له.

يعود للغرب فضل في تعزيز قوة الدولة الإسلامية. فأغرقت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وحلفاءها المحليين مثل تركيا والسعودية لسنوات الشرق الأوسط بالسلاح لتأجيج ثورة ضد الحكومة السورية.

ووصفت وثائق لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية صادرة في صيف العام 2012 عن حلفاء الأمر الواقع: "السلفيون والإخوان المسلمون وتنظيم القاعدة في العراق على انها القوى الأساسية المحركة للثورة في سوريا... يدعم الغرب وبلدان الخليج وتركيا المعارضة في حين تدعم كل من روسيا والصين وايران النظام."
وتنبأت هذه الوثيقة أيضاً بتقدم الدولة الاسلامية قبل سنة من ذلك – "مملكة سلفية" ناتجة عن "اتحاد" المجموعة السلفية العراقية والمجموعات الإرهابية المعززة لتدفق السلاح الأجنبي.

وتقول ان هذا هو ما الذي تريده القوى الداعمة للمعارضة تحديداً من اجل اقصاء النظام السوري.

وهذا ما عكسته السياسة الخارجية فبعد تحديد الحكومة الأمريكية دورها في تعزيز مكانة المجموعة السلفية، استمرت الحكومة الأمريكية في نقل السلاح الى من بقيت تحرص على تسميتهم قوى "الاعتدال".

ودربت وكالة الاستخبارات المركزية ما يقارب الـ10 آلاف من الثوار المرتزقة كما وقدمت وزارة الخارجية مساعدات تخطت قيمتها مئات ملايين الدولارات شأنها شأن فعاليات غربية أخرى وحلفاء اقليميين- مؤكدين بأنهم لا يعملون مع جبهة النصرة والدولة الإسلامية بل مع مجموعات أقل تطرفاً مثل جيش الفتح (المؤلف الى حد كبير من عناصر جبهة النصرة) والجيش السوري الحر (الذي يضم أيضاً عدد كبير من مجندي الدولة الإسلامية) .

تتلقف جماعات المنطقة هذا الخبر بصعوبة وأعرب عدد كبير عن ألمه وامتعاضه مثل قادة كنائس الشرق.

ويقول مطران السريان الكاثوليك، جاك بهنان هندو، لوكالة فيدس "لا تزال البروبغاندا الغربية تتحدث عن ثوار معتدلين إلا انهم غير موجودين."

وأضاف: "هل أصبحت القاعدة اليوم حليف الولايات المتحدة لمجرد كونها تحمل اسماً آخر؟ هل يسخرون حقاً من ذكائنا وذاكرتنا؟"

وكان بطريرك السريان الأرثوذكس، اغناطيوس افرام الثاني، قد ناشد زعماء الغرب الصيف الماضي قائلاً:

"لا نطلب من الغرب تدخلاً عسكرياً... نطلب منه التوقف عن دعم وتسليح المجموعات الإرهابية التي تدمر بلداننا وتقتل شعبنا. إن ارادت بلدان الغرب المساعدة فعليها ان تدعم الحكومة الوطنية الواجب... تعزيز قوتها والعمل على استقرارها."

تغير شيء من الخطاب الغربي منذ بدأت روسيا حملة ضرباتها الجوية على الدولة الإسلامية وثوار آخرين تدعمهم الولايات المتحدة على الرغم من ان الدعم المادي للثوار لم يتغير ويبقى تغيير النظام هو الأولوية.

فقال وزير الخارجية البريطاني، فيليب هاموند ان المملكة المتحدة قد تقبل ببقاء الاسد على رأس سوريا لثلاثة أشهر أو أكثر إن يساهم ذلك في انهاء النزاع إلا أنه سيكون عليه التعهد بعدم الترشح لأي انتخابات مرتقبة.
في حين ان للمطران جاك موقف مختلف: "يقرر السوريون ما إذا كان على الاسد التنحي نعم أم لا، لا الدولة الإسلامية ولا الغرب فإن رحل الاسد الآن، أصبحت سوريا مثل ليبيا."

إن الإجابة على السؤال الأول يوقظ آخر: لماذا فشلت الصحافة في توضيح بعض الأمور؟ تشير المراجع في هذا المقال الى توافر معلومات إلا انه لا يتم اخذها بكليتها بل دائماً ما تُربط ببفكرة "الثوار المعتدلين".

ويطلب قادة كنيسة الشرق من العالم النظر الى المنطقة بمنظور آخر ورؤية خبايا ما يحصل. وبالفعل، يدعو التعليم الكاثوليكي الى اسماع صوت المقموعين والمتألمين – كالأقليات الدينية التي تعاني من القمع. عندما تعلو هذه الأصوات على صوت الخطاب السائد، يُجبر الجميع على النظر بطريقة اخرى الى مسببات الأمر الراهن.