المدرسة وأهميتها في انشاء الطفل العراقي 1

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, أغسطس 20, 2011, 02:57:08 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

المدرسة وأهميتها في انشاء الطفل العراقي 1
أن التعليم هو أساس تقدم الأمم ومعيار تفوقها في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية, وعن طريق التعليم يكتسب الفرد المعرفة وتقنية العصر والقيم والاتجاهات التي تحيط بشخصه من جميع الجوانب وتجعله قادرا على التكيف والتفاعل الايجابي مع البيئة والمجتمع. ونبدأ:
أولا: واقع رياض الأطفال في العراق
يُولد الطفل وتولد معه الصفات والعادات الموروثة، ثم يكتسب البعض الآخر المتبقي منها عن طريق نظريات التعلم الخاصة به للتعرف على البيئة المحيطة به لتتكون في النهاية شخصيته.
إن تقدم الأمم يقاس بمدى اهتمامها بالطفولة والأطفال الذين هم غراس المجتمع وعماده، فهم من المؤشرات التنموية الضرورية التي تعكس مدى تحضر المجتمعات.
تتجلى أهمية الطفولة المبكرة "مرحلة ما قبل التمييز، أو مرحلة ما قبل المدرسة"، باعتبارها السنوات التكوينية فهي الأهم في حياة الإنسان و حين نعلم أن الطفولة الإنسانية أطول من أي طفولة في الكائنات الحية، كما تتميز الطفولة الإنسانية بالصفاء والمرونة والفطرية، وتمتد زمناً طويلاً يستطيع المربي خلاله أن يغرس في نفس الطفل ما يريد، وأن يوجهه حسبما يرسم له من خطة، ويستطيع أن يتعرف بإمكاناته فيوجهه حسبما ينفعه، وكلما تدعم بنيان الطفولة بالرعاية والإشراف والتوجيه، كانت الشخصية أثبت وأرسخ أمام الهزات المستقبلية التي ستعترض الإنسان في حياته.
فاللحاء المخي في هذه الفترة يكون في غاية الحساسية، وهذا يجعل من السهل تخزين المعلومات والخبرات ورموز الأشياء لاستخدامها في اكتساب الخبرات في المستقبل وتفسيرها والتعامل معها•
وما يتربى عليه الطفل يثبت معه على مدى حياته، واتفق فرويد ويونغ وإدلر وألبورت "مدرسة التحليل النفسي" على أن السنوات الأولى هي مرحلة الصياغة الأساسية التي تشكل شخصية الطفل وتقول مارغريت ماهلر: "إن السنوات الثلاث الأولى من حياة كل إنسان تعتبر ميلاداً آخر". فهي الأساس المرجعي لتعليمه عددا من المفاهيم والقضايا المتأصلة في التعليم والثقافة والصحة والتغذية والسلوك الاجتماعي والنفسي، الأمر الذي يحتم علينا التوجه الشامل والمتماسك للوقف على حاجات الطفولة المبكرة.
فيصبح من الصعوبة إزاحة بعض هذه الملامح مستقبلاً سواء كانت سوية أو غير سوية.
فإذا أردنا الاهتمام بمرحلة الطفولة المبكرة وجب علينا الاهتمام بثلاث نواح هي: التربية الأسرية في هذه المرحلة، وإعداد المعلمين والعاملين فيها، وتأمين قاعدة بيانات جديدة. إضافة إلى دور الإعلام متداخلاً مع حلقتي الأسرة والمدرسة في رعاية الطفولة المبكرة.
بما أن الأسرة هي النواة الاجتماعية الأساسية التي تحتضن وترعى الطفل، فهي نقطة بداية لعملية التربية للطفل وهي الجهة الأولى المسئولة عن تنشئته الاجتماعية وهذه التنشئة تتوقف على طبيعة العائلة ومستواها الثقافي وما توفره من بيئة تعزز ثقافة الطفل مثل الكومبيوتر والكتب والقصص الموجهة للأطفال فضلاً عن مستوى ثقافة الأبوين، كما تلعب وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة دوراً هاماً وكبيراً في تشكيل شخصية الطفل.
إن التنشئة الأبوية مثلها مثل جميع المهن في الحياة تستدعي الإعداد المسبق من حيث المعرفة والدراية في هذا المجال على الرغم من أن نسبة كبيرة من الناس, يعتقدون أن التنشئة الأبوية تحصيل حاصل ولا تحتاج للمعرفة والتدريب كبقية الأعمال المنوطة بالناس.
ومن هنا فالكل ينجب والكل يربي ولكن ليس من المؤكد أن تكون عملية التربية عملية سليمة، فالأسرة مسئولة عن الطفل وتنشئته الاجتماعية.
لذا فإن أي مجهود يتوجه لرعاية وتنمية الطفولة المبكرة يجب أن يحمل في طياته الاهتمام بمصلحة الأسرة والمرأة بشكل خاص,
في السنتين الأوليين بعد الميلاد نجد إن النمو المعرفي للطفل يكون معتمداً على الحواس في إدخال المعرفة، واستكمالاً لمرحلة الطفولة المبكرة تأتي السنوات الخمس الأولى بعد الميلاد حيث تتشكل شخصية الطفل وتأخذ خصائصها الإنمائية بالوضوح أكثر فأكثر، ويكتسب الطفل الخبرات والمهارات ويعبّر عن ذاته من خلالها، ومن الناحية الحسية والفسيولوجية والحركية فإن الطفل تتسق حركاته وتتوافق ويكون هناك تآزر حسي وحركي في أفعاله وحركته بمعدلات مطردة، ومن الجانب المعرفي فإن الطفل تنمو لديه القدرة على التركيز والانتباه خصوصاً مع نهاية مرحلة الطفولة المبكرة.
لذا، نجد لزاماً انه على الأسرة أن تستند إلى رعاية الطفل والتعامل السليم معه من خلال رعايته بشكل يكفل له الأمن والأمان، والشعور بالانتماء حتى يشب بشخصية قوية صلبة توفر له الاطمئنان النفسي، والاتزان الانفعالي والنمو الاجتماعي الأخلاقي وشخصية واثقة طموحة مستقلة.
فقد أشارت البحوث إلى أن ذكاء الطفل يتأثر بالخبرات والمثيرات المحيطة، حيث أن 50%  من ذكاء الطفل يبدأ في التشكيل من الولادة حتى سن الأربع سنوات وحوالي 30% في المرحلة ما بين أربع وثمان سنوات، وحوالي 20% ما بين سن الثامنة والسابعة عشرة.
تعني الروضة : البستان، والبقعة الخضراء التي يجد فيها الطفل المتعة والفائدة معاً بصحبة الأقران والأصدقاء.
أن السنوات الأولى من عمر الفرد تعد سنوات حاسمة جدًا في نمو الدماغ، وإن التحاق الطفل بالحضانة أو الروضة يوفر له بيئة ملائمة لحاجاته وخصائصه، من حيث أسلوب التعامل معه أو ما يقدم له من خبرات ومهارات و يعزز النمو المعرفي
لدى الأطفال ويعدهم للنجاح في المدرسة.
وأثر التحاق الطفل بالروضة لوجدنا أن نسبة التسرب من المدارس وإعادة الصفوف سوف تنخفض نتيجة للخبرات السابقة في مرحلة رياض الأطفال، والتي تؤدي دورًا فاعلاً في عملية انضباط وتكيف الطفل في المدرسة ما يساعد على تقليل نسبة الفاقد في المراحل التعليمية.
تعد رياض الأطفال من المراحل التعليمية المهمة في أي نظام تعليمي فعال، فهي مرحلة الأساس في بناء شخصية الطفل المستقبلية ولها الدور الحاسم في تنمية مواهبه وتوسيع مداركه. وإن إتاحة الفرصة للأطفال خلال هذه المرحلة من حياتهم لاكتساب بعض الخبرات، تزيد من نمو قدراتهم المختلفة وخاصة قدراتهم على التكيف ومواجهة المشكلات، كما أن البيئة الغنية بالخبرات المتنوعة التي يتعرض لها الأطفال تنمي ذكاءهم وقدراتهم المختلفة، ولهذه الأهمية الحيوية أصبحت رياض الأطفال مرحلة تربوية وتعليمية ضرورية في مثل هذه السن قائمة بذاتها لها فلسفتها التربوية وأهدافها التعليمية ومناهجها وأساليب تعلمها المتميزة ووسائلها وألعابها المتنوعة وبناياتها الخاصة ومعلماتها المؤهلات تربوياً ونفسياً للتعامل مع أطفال الروضة بوعي ورغبة ونشاط متواصل.

أن برامج رياض الأطفال ذات الجودة العالية لا تحسن في حياة الطفل وأسرته فقط، بل ينتج عنها مكاسب اقتصادية للمجتمع، حيث إن العنصر البشري يعد من أهم العناصر اللازمة للإنتاج، وتتأثر قدراته ومهاراته تأثرًا مباشرًا بما يتلقاه في مرحلة طفولته، مما يؤكد أن نجاح الدول الاقتصادي يتأثر بمدى فاعلية برامج التربية والتعليم، والتي تشمل مرحلة الطفولة المبكرة، وأن فرص تحقيق التنمية البشرية يعتمد اعتمادًا كبيرًا على ما يوفره المجتمع من اهتمام ورعاية للطفل.
إن مرحلة الطفولة المبكرة هي بداية لفترات النمو المهمة في حياتنا جميعًا، وإن إهدارها يعد إهدارًا لأهم عنصر من عناصر الإنتاج المستقبلية وهو القوة البشرية.
ولأن ترك هؤلاء الأطفال للفراغ والحاجة يزيد من فرص جنوحهم وسهولة استغلالهم لإثارة الشغب والفوضى في مجتمعاتهم، وزيادة نسبة الجريمة والإرهاب.
ولقد أثبتت الدراسات الميدانية على أطفال هذه المرحلة أنهم كانوا أكثر تلقائية وأكثر اجتماعية من غيرهم الذين لم تتح لهم الظروف الانخراط في الرياض، كما أنهم اكتسبوا كثيرا من الاستقلالية والمبادرة وتأكيد الذات، والاهتمام بالبيئة والوسط المحيط بهم. والروضة بدورها مكان مناسب لإشباع حاجات الطفل الاجتماعية.
وتكتسب رياض الأطفال في عموم إنحاء العالم أهمية قصوى لتوفير قاعدة أمينة للعلم والمعرفة وكذلك للتربية
ألا ننسى جميعنا أن أطفالنا هم مسؤوليتنا الكبرى، وهم خلفاؤنا من بعدنا، وهم أمل المستقبل وعنصر البقاء، فإما أن يكونوا تراثًا طيبًا وميراثًا مباركًا ومفخرة لنا في التاريخ وبين الأمم، وإما أن يكونوا عبئًا ثقيلاً على وطنهم وأنفسهم وبقية بني البشر
أن أحسن طريقة يتعلم بها الطفل هي التعلم من خلال اللعب.

أهداف التربية والتعليم في رياض الأطفال ومنها:

1.    مساعدة الطفل على الشعور بالأمن في البيئة التي يعيش فيها وتوفير جو من الحرية والحركة.
2.   التعاون مع الأسرة في تربية الأطفال و مساعدة الطفل على الانتقال التدريجي من جو الأسرة إلى جو الروضة.
3.   تنمية شخصية الطفل من النواحي الجسمية والعقلية والحركية واللغوية والانفعالية والاجتماعية.
4.   مساعدة الطفل على التعبير عن نفسه بالرموز الكلامية.
5.   مساعدة الطفل على التعبير عن خيالاته وتطويرها.
6.    غرس محبة الوطن والمواطنين في نفس الطفل عن طريق المشاركة في الأعياد والمناسبات الوطنية.
7.   تنمية القيم والآداب والسلوك المرغوب عند الأطفال.
8.   تنمي احترام الطفل للنظم والقوانين واحترام الحقوق والملكيات الخاصة والعامة.
9.    تعويد الأطفال على حب الجماعة والعمل التعاوني وكيف يحترم نفسه و يحترم الآخرين من حوله من المعلمات و زملائه الأطفال.
10.   تدريب الأطفال على تحمل المسئولية والاعتماد على النفس و إكساب الطفل بعض العادات التي تساعده على العناية بنفسه والاعتماد عليها.
11.   المساهمة في حل كثير من المشكلات لدى الأطفال كالخجل، والانطواء والعدوان....الخ.
12.   تأهيل الطفل للتعليم النظامي وإكسابه المفاهيم والمهارات الخاصة بالتربية الدينية واللغة العربية والرياضيات والفنون والموسيقى والتربية الصحية والاجتماعية.
13.   حينما يصبح عمر الطفل خمس سنوات يصبح قادرا على إدارة كل شؤونه الخاصة وفي عمر السادس يكتمل لديه عامل الوعي الذاتي, ويصبح لديه رغبة شديدة في حب المعرفة والاضطلاع بما يجري في العالم من حوله, فيحاول إتقان القراءة والكتابة, وخاصة إذا كانت بيئة الأسرة ملائمة وتوفر الكتب والمجلات المصورة.
14.   يتعلم كيف يثق في نفسه وإمكاناته, وان يثق في مقدرته الجسمانية بممارسة جميع أنواع الرياضة والألعاب الموجودة في الروضة وبكفاءة تامة دون خوف أو مهابة.
15.   المقدرة على الاتصال بالآخرين من رفاقه بالروضة, بحيث يستطيع مخاطبتهم والتعامل معهم.
16.   مقدرة الطفل على تعلم التمييز بين الألوان والإشكال, وتعلم الرسم.
17.   يؤهل الطفل للانتقال الطبيعي من الأسرة إلى المدرسة بعد سن السادسة.
يتبع

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

د . وديع بتي حنا

#1
اخي العزيز واستاذي الفاضل الدكتور عبد الاحد المحترم
خالص التحايا الاخوية
بعيدا عن اية مجاملة فان مقالكم القيًم عن رياض الطفال هو بحق وجبة كاملة ساسة مفيدة جدا وتاشير واضح للمشكل وبالتالي تبصير بفوائد الوجبة للمعنيين بقبولها , اشخاصا ومؤسسات , او تحذير من عواقب عدم الاكتراث باهميتها واستمرارية عواقب ذلك . انه لمن العجب حقا ان تتوالى الدعوات لاصلاح وتطوير التعليم العالي في العراق دون الانتباه الى ان هذه الدعوات تكاد تكون عبثية اذا لم يعني ذلك , بداية , الاهتمام الشديد برياض الاطفال كونها خط الشروع الاساسي في اية نهضة انسانية ومادية نتمنى الوصول اليها حيث لايمكن ان نؤسس لقمة حقيقية صامدة على اسس رملية خاطئة . وتجارب الدول التي بلغت من التقدم والرقي بلاغا يشار له بالاعجاب حافلة ببرامج اهتمامها بهذا الجانب وايلائه رعاية متميزة .
دمتم متألقا
اكرر رجائي في قبول خالص تحياتي

اخوكم
وديع
مانيلا

ماهر سعيد متي

المدرسة هي فعلا  احد الركائز الأساسية لنمو شخصية الطفل .. شكر على المقال .. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

د.عبد الاحد متي دنحا

#3
عزيزي الدكتور وديع المحترم
تحية و محبة خالصة

انني ممتن جدا على مشاركتك و اغناءك للموضوع.
واخرت الجواب لحين نشري للجزء الثني من الموضوع

مع حبي واعتزازي
اخوكم
عبدالاحد

لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

د.عبد الاحد متي دنحا

شكرا  عزيزي استاذ ماهر على المشاركة والتعليق على الموضوع

مع تحيات
عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير