أخفت خمسة جنود في منزلها لتنقذهم من داعش.."أم قصي التكريتية" قصة نخوة عراقية

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, يوليو 23, 2015, 07:27:52 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

أخفت خمسة جنود في منزلها لتنقذهم من داعش.."أم قصي التكريتية" قصة نخوة عراقية


تحرير/ الشبكة العراقية

حتى بعد تحرير تكريت المدينة التي شهدت واحدة من ابشع جرائم العصر التي هزت العالم، عندما أقدم عناصر التنظيم الارهابي « داعش» على ارتكاب مجزرة «سبايكر»  التي راح ضحيتها نحو 1700 طالب كانوا يتلقون علومهم العسكرية في معسكر شمالي تكريت جرى اعدامهم بدم بارد سال على ضفاف نهر دجلة.
لم يتوقف سيل قصص عبرت عن معدن العراقيين الحقيقي ووطنيتهم التي لم يطفيء جذوتها سعار الطائفية والكراهية الذي اراد ان يزرعه المتطرفون، من بين تلك القصص المعبرة عن تلاحم العراقيين ومحبتهم لبعضهم البعض، تبرز قصة أخرى من مدينة العلم بطلتها هذه المرة أم قصي تلك المرأة التي يفيض قلبها حبا للوطن وأهله.

الشيخ أبو احمد
وبينما عاشت أم قصي كما أهالي مدينة العلم فصول كارثة سقوط مدن عراقية عديدة بأيدي تنظيم وحشي سلاحه القتل والدمار ولاسواهما، وفي أجواء الفوضى والانهيار تلك،  وصل الى مسامعها خبر وجود خمسة من الجنود العراقيين محاصرين في منطقة «الحجاج» من قبل عناصر التنظيم ومن معهم، وقد نفد عتادهم. 
هز الخبر أم قصي لتنتخي لوطنيتها في منطقة باتت الرايات الداعشية تنتصب في اكبر مدنها المحيطة بالعلم وصار سيف «داعش»  يبطش بكل معاني الوطنية فطلبت من ابنها خالد ان يسارع لانقاذهم.
عندما وصل خالد الى ضفة النهر وجد ان الشيخ أبو احمد وأولاده قد سبقوه وهم يحملون في قارب صغير الجنود الخمسة، ورأى ان الشيخ أبا احمد قد انهمك بمحاولة انقاذ ابنه الذي غرق أثناء عملية انقاذ جنود لايجيدون السباحة، وبعد ان اسهم خالد بإنقاذ ابن الشيخ ودفعه مع الجنود في القارب مضى يكمل مع الشيخ العملية المحفوفة بأعظم المخاطر حتى الوصول الى الضفة الأخرى.
لم يطل الحديث مع الشيخ أبي احمد بشأن حماية الجنود فقد حزم خالد أمره واصطحب الجنود الى بيته امتثالا لطلب والداته في مخاطرة أخرى، اوصلت الجنود هذه المرة الى منزل أم قصي ووسط عائلتها.

خيمة وطن
عاش الجنود وسط عائلة أم قصي، وهم يشهدون بطولة اهلها نسوة ورجالا في مقاومتهم الباسلة لعناصر التنظيم الارهابي الذي اسقط ثاني أكبر مدن البلاد (الموصل) بساعات فيما تقاوم ناحية العلم هذا التنظيم بشجاعة لم يعهدها وباءت محاولاته بالفشل عندما نظم شباب العلم انفسهم لمقاومة التنظيم وطلب النجدة والمساعدة من بغداد.
خمسة عشر يوما صار فيها مهند قاسم وعلي هادي وعلي باقر ومصطفى وفواز وهم الجنود الخمسة جزءا من عائلة أم قصي يتبادلون فيها الحكايات ويتواصلون مع عائلاتهم في بغداد ومدن الجنوب، خمسة عشر يوما وجد فيها مهند واخوته الجنود في أم قصي أما حنونا وعائلة لم تشعرهم قط انهم غرباء حتى لكأن بيتها صار خيمة وطن، يستعيد مهند ذكرى أيام لن تنسى « كانت أم قصي تتفقدنا كما تتفقد الأم أولادها».

سيدة الحكمة
لكن الرعب اجتاح قلب المرأة الشجاعة عندما تمكن عناصر التنظيم الارهابي من اسقاط العلم بعد مقتل الشهيدة امية الجبوري ونفاد عتاد المقاومين، لتعيش أم قصي والجنود المحنة معا.
العفوية والمحبة اللتان تزينان ملامح وجه أم قصي تخفيان خلفهما حكمة وشجاعة تحضر في أشد اللحظات رهبة وخطرا، ولهذا جمعت اولادها وبناتها وضيوفهم الذين صارت حياتهم رهن حكمة هذه السيدة.
رتبت أم قصي خطة انقاذهم عبر الاسراع بإخراجهم من ناحية العلم، بعدما استبدلت هوياتهم بإخرى تشير الى انهم من طلبة كلية من اهالي العلم، واتفقت مع سائق سيارة لنقلهم الى كركوك.
تضمنت الخطة ان تجلس بنات أم قصي الى جانب مهند واخوته الجنود، لكن خطتها اصطدمت برفض  أحد اولادها ان تصاحب اخواته الجنود، بيد ان الخطة مضت أمام اصرار أم قصي على انقاذ ابنائها الجنود.
ومضت السيارة التي تقل مهند وعلي باقر وعلي هادي وبقية الشباب تتصدرها أم قصي في طريق محاصرة بالرعب والموت، حيث ينتشر عناصر التنظيم الارهابي « داعش « على طول الطريق في رحلة مرت كل ثانية فيها كأنها دهر وصارت كركوك ابعد من المعتاد، لكن دعاء أم قصي وتلاوتها لآيات من القرأن أفاض اجواء من الطمأنينة بينما تعبر السيارة سيطرات داعش واحدة تلو أخرى حتى دخلت كركوك وعادت الدماء لوجوه الجميع.
في كركوك سلمت أم قصي الجنود لأمرأة تركمانية هي صديقة  لأم قصي واوصتها بإيصالهم الى بغداد مع سائق تثق به، وحتى وصولهم بغداد كان رنين الهواتف بين أم قصي والجنود لا ينقطع الا بعد ان اطمأنت على وصولهم لاهلهم سالمين.

خارطة القلب
فصول القصة اكتملت حينما قادت خارطة القلب أم قصي التي نزحت من ناحية العلم بعد قرار تحريرها من «داعش « الى بغداد، لتلتقي بمهند ثانية وتمضي  اسبوعا بين عائلته في منطقة الشعلة، قبل ان تكمل رحلتها الى اقاربها في كركوك.
أم قصي قصة نخوة عراقية لم تخمدها الكراهية التي ظل المتطرفون يطرقون بها على عرى التلاحم الوطني، وكثيرا ما اشاد بشجاعتها الشيخ احمد الرويعي احد مقاتلي الحشد المشاركين بتطهير ناحية العلم والشيخ عاصم علوان الجبوري الذي اعرب كثيرا عن فخره واعتزازه بصنيعها الوطني « انها رفعة رأس» بعبارة مقتضبة لها مغزى كبير  يختصر الشيخ الجبوري قصة شجاعة أم قصي، فيما يؤكد العقيد محمد مجيد مهوس مدير شرطة ناحية العلم ان أم قصي ونسوة ورجالا قأموا بإنقاذ ابنائهم واخوتهم من شباب وجنود العراق  هم محل افتخار أهالي الناحية التي صارت علما بشجاعة اهلها من النساء والرجال.
أمية وأم قصي والشيخ ابو احمد وآخرون هم الوجه الآخر لقصة سبايكر، بل هم الوجه الحقيقي لعنوان وحدة العراق وسر صموده أمام قسوة هجمة تسعى لتمزيق العراق، هجمة مازال البلد يقاومها بثبات مراهنا على  نساء من طراز أم قصي ورجال بشهامة الشيخ أبي احمد.


http://magazine.imn.iq/articles/view.17096/
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

ماهر سعيد متي

العبادي يكرم "أم قصي"  لموقفها الوطني بانقاذ 25 جندياً من سبايكر


بغداد-عراق برس-24تموز/يوليو: وجه رئيس الوزراء حيدر العبادي بتكريم السيدة "أم قصي" من اهالي ناحية العلم التي امست رمزا وطنيا بعد انقاذها 25 جنديا من مجزرة سبايكر في حزيران 2014.
وجاء تكريم العبادي للمرأة "تثمينا لعملها الوطني في ناحية العلم وتاكيدا على اللحمة الوطنية التي يتمتع بها كل عراقي أصيل".
وباتت سيرة السيدة أم قصي على كل لسان، فهي امرأة عراقية من نساء ناحية العَلَم .. شاءت الأقدار ان يلجأ الى منزلها ٢٥ شابًا شيعيًا من الناجين من مجزرة سبايكر، فآوتهم واكرمتهم واحسنت ضيافتهم ورتبت لهم طريقة خروج آمن من المنطقة التي كانت تحت سيطرة داعش ليصلوا إلى أهلهم سالمين.

وردًّا للجميل الذي غمرتهم به السيدة ام قصي، ووفاء لامومتها الرائعة وفي سابقة فريدة من نوعها، زارت مجموعة من الناجين من مجزرة سبايكر هذه المرأة في آخر أيام رمضان وتناولوا معها الإفطار، وهم كل من: فايز من محافظة ديالى، علي هادي من محافظة بابل، علي باقر من محافظة واسط، صفاء من بغداد\المشتل، مصطفى من محافظة البصرة القرنة، ومهند من بغداد /التاجي للتأكيد على وحدة العراق، ونبذا للطائفية المقيتة التي يتبارى فيها البعض.
وفي الوقت الذي شكر فيه الكثيرون هذه الام العراقية، طالب البعض بنصب تمثال لها في ناحية العلم، فيما اشار اليها البعض بتسمية (طوعة هذا الزمان) اعتبارًا بالسيدة (طوعة) التي هي امرأة من اهل الكوفة استضافت مسلم بن عقيل رسول الامام الحسين (ع) بعد أن تخلى عنه جميع اهل الكوفة الا هذه المرأة المجاهدة التي آوته وحمته من كيد الكائدين.انتهى

http://www.faceiraq.com/inews.php?id=4026649

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة