برقية الى المتظاهرين / بداية النهاية

بدء بواسطة يوسف تيلجي, أغسطس 26, 2015, 03:29:37 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف تيلجي

                                            برقية الى المتظاهرين /  بداية النهاية 

  ( أن الفقر .. هو أب الثورة و الجريمة / أرسطو " 384 ق.م - 322 ق.م "  فيلسوف يوناني ، وهو تلميذ أفلاطون  ومعلم الإسكندر الأكبر ، وواحد من عظماء المفكرين ) .

     أن أسقاط  " الحكم والنظام " في بغداد / نيسان 2003 ، ( وليس أسقاط بغداد كما يدعي البعض ، أن بغداد ليس نظام حكم  كي تسقط ، بغداد عمق تأريخي ، والتأريخ لا يسقط  ولا يهمل أو ينسى بالتقادم ، كما أن نقوش الماضي لا تمحى من ذاكرة البشرية ! ) أسقاط الحكم في بغداد قاد الى تشكيلة مجتمعية وسلطوية غريبة ، يمكن أن نحددها بالأتي ، أولا  ، طبقة من الحكام الجدد - المتعطشين للسلطة والمال الحرام ، باعوا العراق أرضا وحضارة ، ولأول مرة / هؤلاء الحكام الجدد ، شذاذ الأفاق ، الذي أتوا  من كل فج عميق ، أغلبهم نكرات لا يعرف لهم تأريخ ، وينطبق عليهم قول الشاعر الشعبي العراقي الملا عبود الكرخي  - ( 1861 -1946 م ) شاعر شعبي عراقي نظم الشعر باللهجة العراقية  :
" لقلق خري .. لقلق بال     أبن الطويلة قصر وأبن القصيرة طال " ، الحكام الجدد ، تاجروا بالشعب  بأسم تحرير العراق ، ثم أنقلبوا على الشعب ، فأردوه قتيلا صريعا بالضربة القاضية  مخضبا بدمائه من الجولة الأولى ، ولم يكتفوا بهذا بل ، تركوه يحتضر وحيدا وهم يشربون نخب فوزهم على الشعب ، وتفرغوا بعدئذ   لشفط  المال نهبا وبشراهة الحيوانات المتوحشة . ثانيا ، طبقة من رجال الدين المسييسين ، الخادعين للبسطاء من الشعب ، مستغلين الدين من أجل الحياة الدنيا ، وهم حقيقة تركوا الله والدين في أدراجهم المقفلة ، وأن هتافات المتظاهرين :       " بأسم الدين باكونا الحرامية " أكبر دلالة على الوضع المتردي دينيا ومجتمعيا ،  ثالثا ، شلل من رجال الأعمال الفاسدين ، أستخدموا من قبل الحكام الجدد من أجل تنفيذ الصفقات المشبوهة ، رابعا  ، الشعب ، فئة تستطيع أن تصفها ما شئت ، الفئة المقهورة المظلومة المحرومة المنهوبة .. ، هذا برأي ، توصيف بسيط للوضع الحالي الذي أستمر لأكثر من 13 عاما ، وهكذا وضع كان لا بد أن يتصدع ويتفجر ، فكانت المظاهرات التي أنبثقت في تموز 2015 ، والمفروض أن تكون بداية النهاية  للطبقة الحاكمة الفاسدة .
وهنا التساؤل ، أن كانت هذه المظاهرات لغرض التظاهر ، فستكون صيحات المتظاهرين قد ذهبت سدا ، لأن الوضع ليس وضعا عاديا ، نعم هناك الكثير من المطاليب ، التي لا يمكن أختصارها مثلا ب ، " ألغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين المتقاعدين أو تقليص حمايات الشخصيات و المناصب الحكومية التي تكلف ميزانية الدولة مليارات الدنانير والترشيق الوزاري وحذف مناصب نواب رئيس الدولة و رئيس الحكومة  .. " هذا وغيره لا يحلل من الوضع المتأزم الذي وصل الى طريق مظلم لا رجعة فيه ، هذه المطاليب وغيرها خنقت الشعب بالفعل .                   أن الأمر يحتاج الى ثورة تعمل على تغيير منظومة فاسدة دمرت العراق وقضت على أمال شعب مغلوب مفجوع ، الأحداث تستلزم  نخبة ثورية أبية من ضباط الجيش العراقي الباسل ، تساند الثوار ،  وتضرب بيد من حديد الفاسدين ، وتتحمل بالوقت نفسه مسؤولية ما ستؤول أليه الأوضاع في حال  سحب البساط من تحت أقدام الفئة الباغية من قبل الثوار ! والعراق برجاله  ، أهلا لهذا الدور ، وبهذا الوضع يصح قول " فلاديمير لينين " / ولد في 22 ابريل عام 1870 - توفي 21  يناير عام 1924 ، وهو  ثوري روسي ماركسي كان قائدا للحزب البلشفي والثورة البلشفية ، كما أسس المذهب اللينيني السياسي رافعاً شعاره الأرض والخبز والسلام :  ( لن يكون بأمكانك القيام بثورتك وأنت ترتدي القفازات البيضاء ) !! وهذا لا يعني بأنني أومن بالأفكار والمبادئ الشيوعية لهذا الرجل ، ولكني أرى أن قصد ومغزى قوله في التغيير الثوري ضرورة  ملحة ، وقد أن أوانها ، بعد أن ( بلغ السيل الزبى ) !! وأختتم مقالي بمقطع من خطبة " الحجاج بن يوسف الثقفي " ، حيث يقول :
( أني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لصاحبها ، وإني لأرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى ) .

متي اسو

الاستاذ يوسف
انت تقول " الأحداث تستلزم  نخبة ثورية أبية من ضباط الجيش العراقي الباسل ، تساند الثوار ،  وتضرب بيد من حديد الفاسدين  "
من هي هذه النخبة الأبية ؟ حل مشكلة العراق لايكمن في ايجاد قوة ، بل في نوعية وماهية هذه القوة .. جرّب العراق " القوة الحديدية "
وكانت كارثية على العراق ، وما يحدث الآن هو من نتاجها...
في الوقت التي كانت فيه المباديء هي السائدة خذلنا العسكربإنقلاباته التي افرزت لنا ديكتاتورية لا مثيل لها ، واكرر ان ما يحدث الآن
هو من نتاجها... الضباط في الجيش السابق توّرط الكثير منهم مع التنظيمات الاسلامية ، كان الخبر يصدمنا عندما نسمع بين حين وآخر
اغتيال إمام جامع ، ثم نكتشف انه كان ضابطا في الجيش العراقي السابق !!! العمود الفقري لتنظيم داعش هو من ضباط الجيش العراقي
السابق... معظم الضباط الجدد موالين للأحزاب الأسلامية الشيعية ....
خلاصة الكلام ان العالم نبذ الانقلابات العسكرية والى الأبد ، كل الأنقلابات العسكرية " الوطنية " في العالم العربي خذلت جماهيرها
وقادتها الى الخراب( عندما كان العالم لا يزال بخير ).... عبد الناصر ، القذافي ، حافظ الأسد ، بوميدين ، جعفر النميري .....
عنما قال لينين قوله لم يكن يقصد العسكر ، ولم يستعن بهم في ثورته...
السيطرة على شعوب المنطقة ( العربية ، ايران ، وتركيا في طريقها ) تم بأسلمة هذه المجتمعات وجعلها كالآلات تنفذ ما يقوله لها
الفاسدون المتربعون على السلطة " بواسطتها " !!!!
لكن هناك امل .. بالرغم من كل شيء هناك مساحة واسعة من الديمقراطية في التعبير والأنتقاد ...هذه الجماهير والاجيال الشابة الصاعدة
بدأت تكتشف زيف الاسلاميين الذين تحولّوا الى اسماك قرش تلتهم كل شيء... المعركة ليست سهلة لكنها بداية النهاية ..
خابرت صديقي في بغداد قبل اسبوع أسأله عنها ... فاجأني الرجل عندما قال لي انه شارك فيها.
" عندما وصلت الى مشارف ساحة التحرير ورأيت جموع المتظاهرين تسمّرت في مكاني قليلا لأبكي قبل ان انضمّ اليهم ".. قال لي ..
اكّد لي بأن إزاحة الفاسدين ليست بالعملية السهلة ابدا ... لكن هناك نوع من التحدي والتصميم لدى الجماهير .