المطران بشار وردة: "يكرهوننا لأننا لا نزال نصر على وجودنا كمسيحيين"

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 13, 2015, 10:26:52 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المطران بشار وردة: "يكرهوننا لأننا لا نزال نصر على وجودنا كمسيحيين"


برطلي . نت / متابعة
عشتار تيفي كوم - اليتيا/

تلقـّت وكالة فيدس من مجمع الفادي القدوس شهادة رئيس مجمع أساقفة إربيل المطران بشار متي وردة (العراق) حول الوضع المأساوي التي تعيشه الكنيسة في هذه البقعة من الأرض.
وهذه هو النص كما وصل إلى فيدس:

إلى الكنيسة الكلدانية وباقي الكنائس الشرقية الصديقة... إن الاضطهاد الذي تعاني منه جماعتنا مؤلم وقاس في الوقت عينه. نتأثر شخصيا بحقيقة أن نرى كنيستنا تضمحل أمام أعيننا. فالهجرة الكثيفة التي تحصل تُـضعف كنيستنا.

إنه حقيقة صعبة ومؤلمة. فنحن، بصفتنا ورثة الكنيسة، نحاول بشتى الوسائل تشجيع أبناء الرعية على الصمود، وإبقاء حضور المسيح فاعلا في هذه الأرض المميزة. فإني، مع الإخوة الأساقفة، لا نستطيع أن نفعل أكثر من تقديم النصيحة والمشورة للآباء والأمهات الشباب وحثهم على الصلاة قبل اتخاذ أي قرار بالنسبة إلى حياتهم ومستقبلهم في هذه الأرض. فالكنيسة غير قادرة على تقديم الأمان والسلامة لأبناء الرعية. فمن المعروف وغير الخفي على الجميع أن البغض تجاه الأقليات قد ارتفع في السنوات الأخيرة. ومن الصعب أن تفهم منطق البغض. نحن مكروهون لأننا لا نزال نصر على وجودنا كمسيحيين. بكلمات أخرى، نحن مكروهون لأننا نطالب بالحد الأدنى من حقوق الإنسان.

هناك أمران أساسيان يجب أن نقوم به ككنيسة: أولا، الصلاة من أجل اللاجئين في كل العالم وفي العراق. وثانيا، هو أن نستخدم كل معارفنا وعلاقاتنا مع الكنائس الأخرى لرفع مستوى الوعي حول الخطر الحقيقي الذي يحدق بحضورنا كمسيحيين في هذه الأرض.

لا أريد أن أكرر ما يعرفه الجميع أن حضورنا كجماعة تاريخية في هذا البلد لم يعد بأيدينا. المستقبل آت بطريقة أو بأخرى، وهذا يعني الانتظار لنرى ما هي طرق مساعدة التي سوف تلقانا (عسكرية، مواد غذائية).

لقد هاجرت من البلاد أكثر من 5000 عائلة حتى الآن منذ صيف2014  تم استقبال بعض منهم في أوروبا، والبعض في أمريكا أو أستراليا، والبعض الأخر ينتظر سماع رقمه ليرحل. هؤلاء موجودون اليوم في الأردن، ولبـنان وتركيا، ومستقبلهم معلق حتى أجل غير مسمّى.

وقد سعينا من خلال دعم المحسنين لتخفيف احتياجات العائلات النازحة عبر توفير ما يلزمهم من أمور أساسية للعيش. فقمنا بإنشاء خيم في حدائق الكنيسة والقاعات، وغرف التعليم المسيحي، والمدارس العامة، والخيم، والأبنية الغير مكتملة، واستأجرنا بيوت لاستيعاب بين 20 و30 شخصا في المنزل الواحد. ومع علمنا أن الأزمة ستطول، ومع اقتراب فصل الشتاء، فاتخذنا خطوات سريعة لاستئجار شقق في مختلف مناطق مدينة إربيل لاستيعاب حوالي 2000 عائلة. والآن يمكننا القول أن كل العائلات المسيحية المهجّرة هي في سكن شبه دائم. هذا أبعد ما يكون عن المثالية ولكن أفضل لها أن تسكن هذه العائلات في خيم أصلية ومبان مكتملة. هذا وافتتحنا مركزين طبيين لتقديم الخدمات الطبية اللازمة والمجانية للجماعة اللاجئة. يهتم بمستشفى مار يوسف الطبي راهبات القلب الأقدس القادمات من الهند، بمآزرة 12 طبيبا يعملون كمتطوعين لتقديم الخدمات الطبية بخاصة لأولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة. ويقدم المركز الطبي الخدمة لحوالي 2000 مريض، يقوم بتزويدهم بالأدوية اللازمة بكلفة حوالي 42 ألف دولار شهريا.

أما في الوقت الحاضر فإننا نعمل على تجهيز مبنى ليكون جاهزا لخدمة النساء الحوامل، ورعاية الأطفال. كما افتتحنا مركزا لمعاينة الذين يمرون بأزمات نفسية.

وانطلاقا من قناعتنا أن الأمية والجهل هما أخطر عدو نواجهه في منطقة الشرق الأوسط، ورغبة منا بإزالة الجراح النفسية والقلبية للمؤمنين عملنا بكد لتوفير العلم لطلابنا كي يستطيعوا متابعة دراستهم.