الحفاظ على هوية الشعوب الاصيلة حفاظا على التراث الانساني

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 11, 2011, 09:30:04 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الحفاظ على هوية الشعوب الاصيلة حفاظا على التراث الانساني



PNA

اعتبر ناشطان مدنيان من المسيحيين الكلدان والايزيدية ان الحفاظ على هوية وثقافة وتراث الشعوب الاصيلة في العراق يعتبر حفاظا على التراث والتاريخ الانساني، وهو ما يتطلب من الحكومة اتخاذ اجراءات فاعلة بهذا الخصوص وفق ما اعلنته الجميعة العامة للامم المتحدة التي قررت الاحتفال في التاسع من اب من كل عام باليوم الدولي للسكان الاصليين في العالم.

وقال د. سعيد خديد علو النشاط المدني  في مجال حقوق الايزيدية والاكاديمي في جامعة دهوك ان " الحفاظ على الحقوق والهوية الثقافية للشعوب الاصيلة هي مسؤولية دولية، ولو لم تكن كذلك لما قررت الجمعية العامة للامم المتحدة هذا الامر في اعتبار التاسع من اب يوم دولي للشعوب الاصيلة في العالم".

واضاف د. سعيد ان " قيام الجمعية العمومية بتحديد يوم للاحتفال بتراث هذه الشعوب يعني ان تراثها معرض للخطر والانقراض، وهو ما يتطلب الحفاظ عليها لأنه حفاظ على التاريخ الانساني ".

منذ عام 2005 ، تم الاحتفال باليوم الدولي للسكان الأصليين في العالم في 9 آب من كل عام إلى الاعتراف الأول لفريق الأمم المتحدة العامل المعني بالسكان الأصليين في اجتماع جنيف في عام 1982. و في 23 ديسمبر 1994 ، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة انه ينبغي أن يكون الاحتفال باليوم الدولي للسكان الأصليين في العالم في 9 آب سنويا خلال العقد الدولي للسكان الأصليين في العالم.

ويعيش حوالي ستمائة الف ايزيدي في العراق التي تعد موطنا رئيسيا لهم ويعانون من ازمة كبيرة في عدم توفر الامن والاستقرار في اغلب مناطقهم التي تتركز في محافظة نينوى ويهاجر سنويا المئات منهم الى اوربا التي وصل عددهم هناك الى حوالي خمسين الف نسمة من ايزيدي العراق والدول الاخرى التي يتواجدون فيها ( تركيا، سوريا، ايران وجورجيا وارمينيا).

وقال سعيد ان التعدد الديني والقومي للمناطق التي يعيش فيها الشعوب الاصيلة تتطلب ان تقوم الدولة بأتخاذ العديد من الاجراءات لكي يتم الحفاظ على وجودها، وهو ما تشير اليه الامم المتحدة ايضا، اذا لو لم يكن تراثها في خطر لما قررت الامم المتحدة هذا الامر لذلك يشير د. سعيد "لابد ان تقدم الامم المتحدة ومؤسساتها الدعم لهذه الشعوب لكي تحافظ على وجودها ومساعدتها للحفاظ على تراثها لأنه جزء مهم من تراث الانسانية".

ويصف (مكتب حقوق الانسان)، التابع للأمم المتحدة، (الشعب الأصلي) بأنه هو الذي ولد وعاش وتوالد وصار جزء من مكان معين وله ثقافة وتاريخ معين، ويريد المحافظة على عاداته وتقاليده وثقافته، وهو الذي يعاني من الظلم لأنه يختلف عن الشعب الذي يسيطر على الحكومة.

واعتبر سعيد انه من المخجل ان لايتم الاحتفال بهذا الامر بشكل واسع في العراق باعتباره موطنا للعديد من الشعوب الاصيلة التي اصبحت الان مكونات صغيرة مثل ( الايزيدية، المسيحيين الكلدان والسريان والاشوريين، الكاكائية، والصابئة المندائية).

وفي عام 2004 أعلنت الجمعية العامة العقد الدولي الثاني للشعوب الأصلية في العالم (2005-2014).  كما قررت الجمعية مواصلة الاحتفال باليوم الدولي للسكان الأصليين سنويا خلال العقد الثاني ايضا  لزيادة تعزيز التعاون الدولي من اجل حل المشاكل التي يواجهها السكان الاصليون في مجالات الثقافة والتعليم والصحة وحقوق الانسان والبيئة والتنمية الاجتماعية والاقتصادية.

هنا يقول الناشط المدني  الكلداني والمحامي افرام فضيل البهرو " ان الشعوب الاصيلة التي منذ عصور طويلة تعيش بامان وسلام  ومحبة وتعاون مع غيرها لايوجد لديهم اية تفرقة تجاه الاخرين، وهو ما يأملون ان يجدوه ايضا من الاخرين وفق ما اقرته الدساتير".

وتابع افرام ان " تفعيل ما ورد في الدستور بخصوص حقوق هذه الشعوب التي اصبحت مكونات صغيرة الان هي مسألة ضرورية لكي تحافظ على موروثها الحضاري العريق وتاريخها ايضا".

واشار افرام "ان أي تشويه وهدم لهذا التاريخ وهذا الموروث ولحضارة هذه الشعوب هي هدم لتراثها الانساني وتشويه لتاريخها ".

ويعتبر العراق الموطن الرئيسي للمسيحيين الكلدان الذي كان نفوسهم قبل عام 2003 حوالي مليون نسمة اصبح عدد يتراجع كثيرا نتيجة ما عانوه من جراء احداث العنف التي شهدتها مختلف المدن العراقية وتوجههم للهجرة الى خارجه بكثافة بعد 2005 .   

بعد مناقشات ومداولات هادئة، امتدت لسنوات طويلة حول تعريف الشعوب الأصيلة وتحديد المعايير الدولية الدنيا لحماية حقوقهم، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس  في  12 ايلول  2007 ، الاعلان العالمي لحماية حقوق نحو 370 مليونًا من السكان الاصليين في العالم. وقد شارك في التصويت 158 من أعضاء الجمعية العامة الـ 192،  فأيد 143 منهم الاعلان مقابل اربعة صوتوا ضده و11 امتنعوا عن التصويت.