السريانية فيبرونيي أكيول، نائب عمدة مدينة ماردين التركية ، تناضل من أجل مستقبل ش

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 20, 2015, 10:33:17 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

السريانية فيبرونيي أكيول، نائب عمدة مدينة ماردين التركية ، تناضل من أجل مستقبل شعبها




برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم – دايانا داركي – ترجمة رشوان عصام الدقاق

كتبت دايانا داركي، أن نائب عمدة مدينة ماردين التركية، المسيحية السريانية فيبرونيي أكيول تقول أنه يمكن لشعبها الازدهار من خلال المساواة فقط.

قالت أكيول من مدينتها ماردين في جنوب شرق تركيا أنه لبناء جسور التواصل مع المسيحيين الفارين من الإضطهاد على يد جماعة الدولة الإسلامية في سوريا أن على المرأة المسيحية السريانية أن تتحدى التمييز الجنسي والديني.

ففي مدينة ماردين الواقعة في جنوب شرق تركيا، تعمل الفتاة من الطائفة السريانية المسيحية فيبرونيي أكيول البالغة من العمر 26 عاماً نائبة لعمدة المدينة.

وبالرغم من وجود الحدود القريبة مع سوريا التي أقيمت قبل حوالي قرن من الزمن، إلا أن المسيحيين السريان من طائفتها احتفظوا بالعلاقات الوثيقة مع بقية الطائفة في الجانب الآخر من الحدود.

وحتى الآن حين تكون المعابر الحدودية مُغلقة رسمياً يبقى السريان على اتصال مستمر عن طريق الهواتف النقالة، وأحياناً تُفتح الحواجز سراً للسماح بالاجتماعات السرية.





كان اسم فيبرونيي الأول هو فابرونيا ولكنها اضطرت الى استخدام الأسم التركي البديل من أجل الدخول الى الساحة السياسية التركية. ومن بين الإصلاحات التي تسعى الى تحقيقها هي الحقوق اللغوية والثقافية لطائفتها التي كان يصل تعداد نفوسها في يومٍ ما الى حوالي 200 ألف نسمة هنا في قلب أراضي طور عابدين، لكن عدد أفراد هذه الطائفة حالياً يقل عن خمسة آلاف شخص.

قالت داركي، حين ألتقيت بها مؤخراً في مكتبها في مدينة ماردين، قالت أكيول إن ما نريده هو السماح لجميع لغات الأم (اللغات الأصلية لجميع الأقليات) في تركيا وليس اللغة التركية فقط، بل اللغات الأخرى مثل الكردية والسريانية اللتان يمكن تدريسهما في المدارس والنطق بهما كما هو الحال في الدول الأوربية.

ولم يكن لأكيول أية فكرة أو تصوّر عن الحياة السياسية. وهي كأول إمرأة سريانية من المنطقة المحلية تترك بلدتها لتدخل الجامعة في اسطنبول، إذ اعتقد الجميع أنها ستستخدم تعليمها للهروب الى أوربا كما هو الحال مع العديد من السريان خريجي الجامعات الذين سبقوها.

بدلاً من ذلك عادت فيبرونيي وبدأت في إكمال دراستها للحصول على شهادة الماجستير في الدراسات الثقافية السريانية من جامعة أرتوكلو في ماردين، وهي الدراسة الوحيدة المتوفرة في هذا المجال في تركيا.

بعد ذلك ومع بقاء شهرين فقط للانتخابات التي حصلت في 30 آذار من عام 2014، طلب رئيس حزب العمال الكردستاني المسجون، عبدالله أوكلان، أن تُرشح إمرأة سريانية لمنصب نائب العمدة جنباً الى جنب مع أحمد ترك المرشح الكردي لمنصب العمدة والبالغ من العمر 72 عام.

في البدء كان هناك معارضة لهذه الفكرة مع الغالبية السكانية الكردية في ماردين التي تفضل مرشحة كردية لهذا المنصب. لكن سياسة حزب السلام والديمقراطية الذي يُمثل الحزب الكردي المُعترف به في تركيا التي تفترض وجود مساواة بين الجنسين في جميع الوظائف السياسية العليا لتعزيز مشاركة المرأة في مجالس الإدارة، ومع أن فيبرونيي كانت ماتزال طالبة فقد طُلِبَ منها الترشيح.

وحين فاز الإثنان (فيبرونيي وترك)، أصبحت فيبرونيي أول شخص مسيحي يتسلم منصب من هذا النوع ويحكم في مدينة رئيسية تركية، ويعمل جنباً الى جنب مع الأعداء السابقين الأكراد. أعترفت فيبرونيي أن المهمة في البداية كانت صعبة، فقد عانى السريان في الماضي من الاضطهاد، بما في ذلك الاغتصاب وسرقة المنازل.

وقالت، في فترة التسعينيات من القرن الماضي عانينا بشدة إذ أعتُقلَ والدي الذي يعمل صائغ فضة ولم نكن نعلم أين هو، فقد أثرَّ ذلك عليَّ كثيراً واضطر العديد من السريان الى ترك منازلهم.

قررت فيبرونيي أنه يمكنها العمل جنباً الى جنب مع أحمد ترك حين أصبح أول قائد كردي يُقدم الاعتذار علناً الى الأقليات الأرمنية والسريانية واليزيدية عن المذابح التي اقترفها أسلافه في عام 1915 بحق هذه الأقليات.

التحيّز الذكوري
قالت فيبرونيي، بالرغم من أن مجتمع ماردين هو مجتمع ذكوري قوي جداً من المسلمين العرب والأكراد والأتراك إلا أنها عازمة على محاربة الأفكار التقليدية ضد المرأة في المنطقة.

وأضافت، الطريقة الوحيدة لوضع حد للعنف العائلي وجرائم الشرف وعدم احترام المرأة بكونها تُمثل نصف السكان هي في أن تكون مُمَثلة في جميع اللجان لإعادة تثقيف الناس وتحدي الممارسات القديمة ضدها.
وفي داخل سوريا يخاف مُقاتلي الدولة الإسلامية بالفعل من المقاتلات الكرديات اللواتي ساعدنَ في الصمود والانتصار في مدينة كوباني. ويعتقد هؤلاء الإسلاميين بأنهم سيذهبون مباشرة الى الجحيم إذا قتلتهم إمرأة.

وفي مدينة الرقة التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية، لا يمكن للمرأة مغادرة المنزل إلا للعبادة أو الذهاب الى العمل، وحتى في هذه الحالات يجب أن يُصاحبها رجل.

إن دور المرأة في دولة الخلافة هي أن تكون خادمة في المنزل لزوجها والإنجاب وتربية الجيل الجديد من مقاتلي الدولة الإسلامية. وقالت، تُباع النساء من الأقليات مثل اليزيديات في سوق النخاسة الجنسي بأقل من 10 دولارات للواحدة منهنَّ.

يُعد ضرب الإناث والجماع الجنسي مع الفتيات القاصرات قبل سن البلوغ من الأعمال المشروعة وفقاً لمنشورات الدولة الإسلامية.

فإذا كانت الحكومات الغربية جادة في حربها ضد داعش فإنه يتوجب عليها إعطاء كل الدعم الممكن الى فيبرونيي وزملائها. وبغير ذلك فإن الخط الأيدولوجي سيكون هشاً ومعرض للسقوط وستصل الأعمال البربرية الى حدود العالم الغربي أكثر من أي وقت مضى.

للمزيد، يمكن الإطلاع على الرابط الآتي:
http://www.alaraby.co.uk/english/politics