هل سيبقى لبنان ملاذاً آمناً للمسيحيين المضطهدين في الشرق؟ لا خوف ولا تقوقع ولا ق

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 11, 2015, 09:09:12 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

هل سيبقى لبنان ملاذاً آمناً للمسيحيين المضطهدين في الشرق؟ لا خوف ولا تقوقع ولا قوة بشرية تستطيع اقتلاعهم من ارضهم


برطلي . نت / متابعة
tayyar.org
صونيا رزق - لطالما كان الوجود المسيحي في الشرق مهدداً مع اسباب او من دونها، لانهم دفعوا ثمن الازمات العربية على مدى عقود طويلة من الزمن من دون ان يكون لهم اي ذنب فيها، بحيث باتوا يعيشون حالة الخوف الدائم على مستقبلهم، لذا يبحثون دائماً عن ملاذ آمن في مكان ما من العالم، بعد أن افتقدوه في أوطانهم الأم، وبعد ان تلاشت أحلامهم بـدولة وطنية مدنية حديثة تحقق لهم المساواة التامة مع شركائهم، لان المسيحيين إعتادوا العيش بسلام ورقيّ، تقول مصادر مسيحية، مما أتاح الفرصة للمتطرفين من كافة العقائد والأعراق لتنفيذ مهامهم واستهداف المخالفين لهم في العرق أو العقيدة بعمليات القتل أو الترحيل القسري من أماكنهم، وهذا ما نشهده منذ سنوات من خلال إستهدافهم بعمليات ارهابية، من دون ان يكون للمجتمعات الدولية اي موقف للحد من هذا الارهاب اذ تكتفي فقط بإطلاق بيانات الاستنكار التي تحوي الكلمات والشعارات فقط.

الامر الذي جعل المسيحية العربية تواجه الاخطار الدائمة إنطلاقاً من فلسطين والعراق ومصر وسوريا، فبدت الحالة العامة تشاؤمية هناك، ولم يعد كثيرون يشعرون بالامان، بسبب إضطهادهم وطردهم من بلادهم لدى كل ازمة داخلية وخارجية تتعلق في البلد الذي ترعرعوا فيه، وهذا ما حصل منذ فترة في العراق، تؤكد المصادر، وتحديداً في الموصل حيث تمت تصفية الوجود المسيحي هناك وعلى مرأى من مسيحيّي العالم، إضافة الى ما تعرّض له اقباط مصر من شتى انواع الضغوطات والحوادث الدامية التي قضى بنتيجتها عدد كبير من الشهداء الأقباط مع ما رافقها من تهديم للكنائس، وصولاً الى معلولا السورية الناطقة بإسم السيد المسيح بحيث تتكلم لغته، والحسكة التي قدمت الشهداء الآشوريين منذ ايام، فكل هؤلاء الشهداء سقطوا على أيدي عناصر تنظيم «داعش» الارهابي الذين يهدفون من خلال اجرامهم الى تأسيس شرق عربي لا يحوي مسيحيين. والوضع المتردي إزاء هذا المشهد، جعل المصادر تسأل: «هل يمكن ان يحصل هذا المشهد في لبنان؟ وهل سيبقى وطننا الملاذ الآمن لمسيحيي الشرق الذين نزحوا اليه خوفاً من الاضطهاد الذي يتلقونه كل فترة؟ إذ يرون فيه الوطن الثاني لهم جراء اطمئنانهم بأن لبنان يضّم مسيحيين فاعلين يملكون الموقع الاول في الدولة، لكن ما مدى حقيقة ذلك في ظل الخلافات السائدة اليوم بين سياسييّه وبصورة خاصة بين المسيحيين منهم، الذين يساهمون في إستبعاد هذا المنصب شيئاً فشيئاً؟

الى ذلك يبدو المشهد اليوم بالنسبة للمضطهدين المسيحيين القادمين من الشرق ايجابياً نوعاً ما، اذ بات لبنان بلداَ يحوي مسيحيي محيطه وبأعداد كبيرة ضمن بقعة جغرافية صغيرة، لكن الى متى يمكن ان يبقى ضمن هذه الصورة وسط كل ما يجري على حدوده وتواجد الاف المسلحين الارهابيين في جرود بقاعه الشمالي؟ مما يثير بعض المخاوف لدى مسيحيي تلك المناطق على الاقل، لانه في حال سقط المسيحيون هناك فهذا يعني انهم سيسقطون في كل لبنان. وهنا تستذكر المصادر شعاراً اطلقه المؤرخ الراحل شارل مالك « اذا سقطت المسيحية الحرة في لبنان انتهى أمرها في الشرق الأوسط كله»، كما استذكرت المؤتمر الأول العام لمسيحيّي المشرق الذي عقد في تشرين الاول من العام 2013 في الربوة بمشاركة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ورئيس الجمهورية الاسبق العماد ميشال سليمان، حيث طرح تبديد الهواجس التي شعر بها مسيحيّو لبنان والمنطقة، فضلاَ عن نقل الراعي جملة عبارات مشجعة داعمة للبقاء، من خلال تأكيده التمسك «بالوجود المسيحي في بلداننا المشرقية، والايمان بأن الشرق الأوسط هو مكان تجسّدنا، وبأن لا هجرة ولا خوف، ولا تقوقع ولا ذوبان، ولا قوة بشرية تستطيع اقتلاعنا من هذا الشرق».

وعلى خط آخر تعتبر المصادر أن الدول العربية لم تعد حامية وضامنة للسلم الاهلي ولعيش المواطنين وحرياتهم، بل تحولت بسبب تخليها عن ادنى شروط الوجود والشرعية الى عبء هائل وضاغط، لان هجرة المسيحيين مشهد يتكرّر ويتنقل، مما يجعل من الهجرة مصدر قلق لأن الأرض التي نشأت عليها المسيحية تفرغ شيئا فشيئاً من مؤمنيها، من هنا يجب العمل للحدّ من نزيف الهجرة لان عنوان «الوجود المسيحي في الشرق» يطرح سؤالاً يتردّد بقوة اليوم حول مستقبل هذا الوجود، بعد ان ترافق بألم كبير وانتقل صداه ليشمل كل المنطقة، ما ادى شيئاً فشيئاً الى تفكير المسيحيين بالهجرة لانهم شعروا انهم رهائن في هذا الشرق، بفعل انعدام الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي الناجم عن تنامي التيارات الأصولية، التي يجب ان تحارَب في الطليعة من قبل الحكومات المسلمة اولاً، كي يبقى شعار العيش المشترك سائداً في هذا الشرق المتألم دائماً.