مشاكســــــة عصـــر النعجــة دوللــــي / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 06, 2015, 06:42:47 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســــــة
عصـــر النعجــة دوللــــي



برطلي . نت / بريد الموقع

مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
                                                           
على الرغم من خفوت اصوات دوي الانفجارات العنيفة لبراكين الاحتجاجات الملتهبة ولأعاصير الشجب والاستنكار والادانة التي أثارتها تجربة ولادة (دولّلـــي)، أشهر نعجة دخلت تاريخ (الاســـتنساخ) من أوسع أبوابه وهي تتمختر بدلال، نفق الصمت الدولي المطبق بوفاة تلك النعجة المدللة في شباط 2003 وهي في عمر السادسة، بعد ان كادت تضع العالم على بوابة متغيرات دراماتيكية لعل في مقدمتها انقراض مؤسسة الزواج بفعل الاستغناء عن الدور البايولوجي للرجال بالدرجة الاولى في عملية التخصيب وتكوين الاجنة وانتاج اجيال جديدة، الا ان البعض لا يزال يشكك في مصداقية وقف تلك التجارب، معللا ذلك بظهور الكثير من امثال تلك النعجة المدللة في الكثير من البلدان لاسيما النائمة والغائمة والمتجهمة والمتسولة والمتوسلة.
فتلك النعجة العجيبة الغريبة لو قيض لها ان تبقى وتتواصل في عملية الاستنساخ هي واجيالها من بعدها لعاش العالم في دوامة نسخ لاتنتهي ابدا من (نمــــوذج دولّلــــي) الذي كان متطابقا تماما مع النموذج الاصلي سواء في الصفات الخارجية أم الداخلية أم في نمط التفكير والتصرفات لانه ببساطة يحمل الجينات الوراثية نفسها .
اما لو قدر لتلك الابحاث والتجارب ان تطبق على الانسان، لشهدنا سباقاً محموما ومصيريا من قبل الكثير من الرؤساء والزعماء والقادة والسياسيين (التاريخييـــــن) لخوض تلك التجربة الفريدة، التي خاضتها بنجاح منقطع النظير النعجة دولي، باستنساخ انفسهم ربما لعشرات المرات ، ولابتلينا برؤساء وحكام وسياسيين خالدين ابدالدهر ، ومن بينهم ربما ( دكتاتورييـــن او دموييـــن او ســـراقا او فاســـدين) ابديين يتواصلون بنسخهم مدى الحياة بنفس الوجوه (المشرقـــــة) والجباه (الســـمحاء) والأرواح (الملائكيــــة) والمشاعر (الانســــانية) الذين سيفرضون على شعوب الارض (طيبتهـــم ) و (انســـانيتهم) و (نزاهتهـــم ) شئنا ام ابينا.
واذا كانت تجربة (دوللــــي) قد توقفت وانقطعت سلسلة تواصلها عند تلك النعجة التي تمخترت كثيرا وشغلت العالم كثيرا واثارت الكثير من ردود الافعال المختلفة، الا ان بعض القادة والرؤساء والسياسيين (الديمقراطييــــن) ما زالوا يستوحون في تجاربهم الديمقراطية، طبيعة (دوللــــي) وشخصيتها ودلعها وتصرفاتها، وليس ادل على ذلك من التمسك بالمناصب هنا وهناك وتعديل الدساتير والامساك بكل خيوط اللعبة السياسية والقيادية ومحاولة الدخول من الشبابيك عندما تطردهم شعوبهم من الابواب، وذلك لمواصلة ستراتيجياتهم (الثوريــــة) والاصرار على خدمة شعوبهم المسكينة التي لا تطيقهم، من خلال الاستحواذ على المال العام والالتصاق بمقاعد الحكم (خدمـــــة) للمصلحة العامة، حتى لو كانت نسبة 99.99% من شعوبهم لا تريدهم، فان الاحصاءات والانتخابات الجماهيرية الشفافة والنزيهة قادرة خصوصا عندما توضع صناديقها بايد (مخابراتيـــــة) نظيفة ونزيهة ان تظهر بمنتهى الشفافية ان 99.99% من المشاركين في الانتخابات قد صوتوا بـ (نعــــم) للقائد (الاوحــــد) او للزعيم (الضـــرورة) او للبطل (التاريخــــي)، وليس ادل على تلك الديمقراطية الشفافة مثل ضوء الفجر، الرقيقة مثل جناح الفراشة، الصافية مثل حليب الامهات الصادقة مثل اليقين، من اضطرار الكثير من القادة والرؤساء والزعماء ورؤساء الحكومات، الى (التضحيــــة ) براحتهم والبقاء في مناصبهم دون رغبة منهم وانما من اجل خدمة شعوبهم التي تتمسك بهم حد التلاصق والاندماج والانصهار، رغم فساد بعضهم ودكتاتورية الآخر، وارتباط هذا او ذاك باجندات اقليمية وتنفيذ اوامرها وتوظيف ثروات ومصالح وخيرات بلاده وشعبه في خدمتها انطلاقا من التجسيد العملي للمثل الشعبي (الشـــين اللــــي تعرفـــه خيـــر مـــن الزيـــن اللــــي ما تعرفــــه)، حتى لو اغرق هذا (الشـــين) البلاد بالدماء ودفع بها وبالعباد الى اخطر بلاء.
وبذلك، فقد غرقت الكثير من البلاد بنماذج من أمثال النعجة (دولّلـــي) التي على الرغم من انها (لا اصـــل ولا انتمـــاء لهــــا) الا انها تمارس سلطاتها وتفرض وجودها وتنفذ ستراتيجيتها وتلتصق بمقاعدها وتتمسك بكراسيها ما شاء لها البقاء، دون الحاجة لعملية الاستنساخ، ولا مانع من بقاء هذا القائد او ذاك، سواء كان جاهلا أم اميا أم مرتبطا باجندات خارجية ام ناهبا لثروات بلاده ام مفرطا بتراب وطنه أم فاشلا أم مريضا ولا يقوى على السير وادارة شؤونه الشخصية بنفسه من التمسك بكرسي الحكم وادارة البلاد وحكم العباد، تجسيدا لنظرته (الانســـانية) تجاه شعبه، خصوصاً وان الاحداث قد اثبتت بان بعض هذه الشعوب النائمة والغائمة والمتسولة والمتوسلة لا تعرف مصالحها وان (كباشــــها) نائمة، او مخدرة او غير مبالية او ربما تم تدجينها  ، والا لما سلمت مصائرها (لنعـــــاج) اشبه بــ(دوللــــي) المدللة التي تفعل ما تشاء وقت ما تشاء، وحتى لا يصبح عصرنا عصر ( النعـــــاج الدولّيــــــات) ربما امسينا بحاجة ماسة لاستنساخ ولانتاج جيل جديد من (الكبـــــاش الثوريــــة) التي بامكانها وقف هذه (النعـــــاج)عند حدها..