برطلي السريانيه....الصراع من اجل البقاء والخيارات الصعبه/ فريد قرياقوس داود

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, فبراير 23, 2015, 08:29:46 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

برطلي السريانيه....الصراع من اجل البقاء والخيارات الصعبه



فريد قرياقوس داود

برطلي موغله في القدم اذ يمتد تاريخها الى ما قبل2000عام بقرون عديده ودخلت المسيحيه في حوالي القرن الثاني الميلادي  وهناك شواهد وادله تايخيه لقدم برطلى  اذ انها محيطه بتلول اثريه مثل تل المصلى  وتل البسيلم  وكذلك انها كانت ولا تزال عامره بكنائسها ومزراتها القديمه مثل مزار الاربعين شهيد في القرن الرابع الميلادي    وكذلك  مار احودمه 1164 وكنيسة القديسه شموني 1807 وكنيسة مار كوركيس 1869 وكنيسة السيده العذراء1892  وهذه الكنائس اقدم من هذه التواريخ  اذ تم تجديدها باستمرار وانجبت الكثير  من  الادباء والعلماء ورجال الدين  من البطاركه والرهبان  وزارها الرحاله ياقوت الحموي في القرن الثالث عشر  وكتب عنها بانها كانت مدينة عامره بأهلها   وبخيراتها  الوفيره وكانت تعيش عصرها الذهبي في ذلك الزمن وهي شهادة مرموقه من رحالة كتب عن مدينة برطلي التاريخيه وموقعها الجغرافي  .....وبرطله محاطه باديره مثل دير مار متى في جبل مقلوب والذي  شيد في القرون الاولي لدخول المسيحيه الى مدن سهل نينوي  و جبل مار دانيال وفيه دير باسمه  وبذلك جعلها ان تحتل موقعا ستراتيجيا في طرق الموصلات لكونها تقع ما بين اربيل والموصل واعتبر موقعها مركزا تجاريا مهما ومن سوء حظها ان الكثيبر من العساكر والغزاة وعلى مدى تاريخها الطويل  كانوا يمرون من خلالها متوجهين الى اماكن الغزو مثل اسكندر المقدوني والذي مرّ من برطلى في القرن الثالث  قبل الميلاد  متوجها الى اربيل وكركوك لمحاربة  الفرس.....  وكانت تفرض  على اهالي برطلي اجباريا بتمويل هذه العساكر وخاصة اثناء الاحتلال العثماني البغيض  اذ اذاقوا  اهلنا الويلات والنكبات على يد هؤلاء الوحوش و القساة كما لم تسلم من غزو المغول  والملك الصالح وكذلك من نادرشاه  الذي كان قد  قاد  الجيش الفارسي والذي حاصر مدينة الموصل طويلا ...  وتعرضت برطلي على ايدي عساكرهم من القتل والتهجير وسبي النساء كما كانت تتعرض للاعتداءات والسرقه والنهب من قبل العشائر العربيه بين الحين والاخر.......  كل هؤلاء الغزاة كانوا يحاربون بسيف واسلحه من صنعهم وفي كل مره يعودوا اهل برطلى لاعادة بنائها بعد زوال خطر الغزاة ورحيلهم من برطلي  ومن سخرية القدر ان التاريخ يعيد نفسه مرتين المرة الاولى كمأساة وفي المرة الثانيه  كمهزله  .........حيث عانت في المره الاولى من  المأسي والويلات من هجمات الغزاة والطامعين ببرطلي الذين عملوا بها قتلا وتدميرا وتشريدا لاهلها  من قبل الجيوش الغازيه وها هم احفادهم من ارهابي داعش يعيدون الكره كمهزله بغزو برطلي وبقية مدن سهل نينوى وافراغها من اهلها اضافة الى القتل والتهحير وهدم اماكن العباده  ونهب اموالهم  ولكن حدث هذا  في القرن الواحد والعشرين وباسلحة فتاكه ليست من صنعهم بل باسلحة الجيش العراقي الذي تركها لارهابي داعش وبدعم من دول الجوار  وبصمت دولي ومنظمات الامم المتحده ومنظمات حقوق الانسان وكذلك امريكا وحلفائها الاوربين  ولا زالت الكارثه مستمره واهلنا مشردين وبعيدين من ديارهم الى يومنا هذا  والى اشعار اخر ......وامام هذا الوضع المأسوي والذي يرتقى الى الاباده الجماعيه لاهلنا في برطله وبقية مدن سهل نينوى ......... والسؤال هو هل هناك امل بأن يعودوا اهلنا الى برطلى وماذا سيكون مستقل برطلي واهلها ؟؟؟؟ وهل بامكانهم ان يتعايشوا مع جيرانهم والمكونات الاخرى وخاصة الشبك الذين بتواجدهم في برطلي والذي  سببّ  باختلال التركيبة السكانيه لبرطلي اذ تم توطينهم من قبل نظام صدام الدكتاتوري وزاد عددهم بعد سقوط النظام الديكتاتوري عام 2003  مما خلق فجوة كبيره بين هذه المكونات وسكان برطلي اذ يشكل الشبك اكثر من نصف سكانها ومرشحه للتزايد من جراء هذا الوضع المأسوي بهجرة الكثير من اهل برطلي الى دول الجوار املا بالحصول على التوطين في الدول الاوربيه ...كندا ..استراليا ..امريكا وترك مدينتهم برطلى الى الابد   هربا من هذه الكارثه  والدمار الذي لحق ببرطلي واهلها  والتي قادتهم الى المجهول  ولا يعرف ما سيحصل في  قادم الايام 

فريد قرياقوس داود
هولندا
 
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

متي اسو

قبل كل شيء أود ان احيي الاستاذ فريد  وان اقول له  اني الآخر اتذكره ( وكأن الامر كان بالأمس ) ، ان الناس الطيبين لا يمكن نسيانهم .
اخي فريد
لا اعتقد ان داعش تمثل خطرا مستقبليا على الوجود المسيحي في سهل نينوى . كانت ازمة خطرة وستنتهي بإنتهاء داعش وامثالها ، القضاء
على داعش مسألة وقت ... بل ان الاسلام السياسي الذي كان يصول ويجول في الساحة العربية " الخاوية من أية قوة سياسية اخرى " وبأموال
الخليج لأكثر من نصف قرن وصل الى مداه المقزز وحان وقت القضاء عليه .
الخطر الحقيقي الذي يواجه الوجود المسيحي في سهل نينوى هو " التغيير الديمغرافي " للبلدات والقرى المسيحية ، انه اخطر من داعش ومن اي
مخطط خبيث آخر يمكن تصوره ، الخطورة تكمن ايضا من ان بعض المسيحيين اوشكوا على القبول بالامر الواقع ، في حين ان هناك شخصيلت
وطنية ( غير مسيحية ) مستعدة للنضال في سبيل اعادة الحقوق والاراضي المغتصبة وإجلاء من كانوا السبب في التغيير الديمغرافي .
اعتقد ان هناك بند في الدستور يحرم التغيير الديمغرافي ، استعمله الاخوة الاكراد في كركوك وبـ " أثر رجعي " ... على المسيحيين قاطبة ،
وكنائسهم واحزابهم السياسية الصراع بكل قوة ( انه صراع من اجل البقاء ) لازالة التغيير الديمغرافي الذي فُرض على شعبنا  ... وإلا فإن اجتثات
المسيحيين وإزالة وجودهم هي مسألة وقت فقط .


farid

شكرا للصديق متي  على مشاعرك الرائعه.. ان ما ذكرته من الناحيه النظريه صحيح  وان نتكلم عن القانون والدستور في العراق  حيث ضاع فيه كل شئ والقانون والدستور هو على الورق  في عراق يحكمه اللصوص والفاسدين وناهبي المال العام  من الاحزاب الطائفيه للاسلام السياسي ......اذ من الناحيه العمليه ان التغير الدموغرافي حصل رغما عن اهالي برطله وبالضد  من ارادتهم واعتقد انه سيستمر لعوامل عديده منها والاهم هوان بعض الاحزاب الطائفيه للاسلام السياسي  سيعملون على تشجيع المكون الشبكي والمكونات الاخرى  على الاستيطان في برطله لغرض تشكيل الاغلبيه لسكان برطله   ...كما ان الاوضاع بعد طرد داعش من برطله  ستزداد صعوبة  في عودة اهلنا  وهجرة الكثير منهم  الى دول الجوار املا في الحصول على اللجو من الامم المتحده اضافة الى عوامل اخرى ... مع خالص تحياتي لك 

  فريد قرياقوس داود

متي اسو

اخي فريد
لقد ترددت كثيرا قبل ان اكتب هذه الاجابة... كنت في احباط وفي حيرة .
ألا ترى معي ان التغيير الديمغرافي هذا هو القتل والاستأصال بعينه ؟
ما فائدة اشتراك المسيحيين بالانتخابات وتشكيل احزاب إذاً ، ما فائدة القبول بالمشاركة في مجلس النواب او الحصول على حقيبة وزارية ؟؟ هل هو لتلميع وجه حكومة طائفية ، إن لم أقل
شعب معظمه طائفي ؟... انها معركة حقوق  و وجود خاسرة  إذاً ؟... انها مسألة وقت .
على المسيحيين قاطبة ان يقفوا بقوة ضد التغيير الديمغرافي هذا... وبكل الوسائل ... ليس لديهم ما يخسرونه ... لا خيار آخر لديهم ..