حقوقي سوري لـ/إم سي إن/: مصير المسيحيين مجهول في بلاد الرافدين ومنطقة الشرق الأو

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 05, 2015, 05:20:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

حقوقي سوري لـ/إم سي إن/: مصير المسيحيين مجهول في بلاد الرافدين ومنطقة الشرق الأوسط
الهجرة المستمرة قد تسبب في اقتلاعهم من أرض آبائهم وأجدادهم



برطلي . نت / بريد الموقع
أربيل (العراق) في 29 ديسمبر /إم سي إن/
قال الناشط المدني المسيحي السوري في حقوق السريان والأقليات، جورج غرزاني، "إن المسيحيين في الشرق الأوسط يتعرضون للمذابح والمجازر، وعلى نفس الأيادي المجرمة من (داعش)، وأخواتها من العصابات الإسلامية التكفيرية، والتي لا تتبدل ولا تتغير عبر الزمن، كما يتعرضون للاضطهاد والقتل، فضلا عن الاضطهاد الفكري والثقافي؛ لإلغاء حضارتهم وثقافتهم". مضيفا أن "مصير المسيحيين بات مجهولا في بلاد الرافدين والشرق الأوسط".

وأضاف "الغرزاني"، في حديث خاص للوكالة: "تعرَّض المسيحيون في الشرق الأوسط، إلى جرائم ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب، وتعرضوا لإبادة جماعية، منها مذابح الأرمن والسريان (سيفو) في تركيا الحالية عام 1915، وفي لبنان تعرضوا إلى المذابح بين عامي 1975 و1976، وقبلها عام 1860 في لبنان وسوريا. وفي مصر، فإن الأقباط تعرضوا للمذابح في قراهم وكنائسهم، وما زالوا يتعرضون لعمليات القتل والتهميش، حالهم حال المسيحيين في العراق وسوريا".

وتابع: "وفي سوريا، تعرضت المدن والقرى المسيحية من (معلولة وصدد ووادي النصارى) وغيرها، للأمر ذاته. وفي العراق، تعرض المسيحيون إلى مذبحة سميل وصوريا وكنيسة سيدة النجاة، وما زالوا يتعرضون في بلاد الرافدين، أرض آبائهم وأجدادهم، لأبشع إبادة جماعية عرفها التاريخ، من حيث القتل والذبح والتهجير، وطردهم واقتلاعهم من أرضهم التاريخية كسريان ومسيحيين، وبالأخص ما جرى ويجري في منطقة سهل نينوى شمال العراق".

وأورد "الغرزاني"، "أن المسيحيين هم الشعوب الأصيلة في هذه البلدان، وقد تعرضوا، وما زالوا، يتعرضون إلى شتى أنواع الاضطهاد من قتل وتهجير وتفجير الكنائس والأديرة، ويبقى مصيرهم ومستقبلهم مجهولا، في ظل تنامي التيارات الإسلامية التكفيرية المتشددة، وإذا استمر الوضع على هذه الحالة، فلن يبقى مسيحي في الشرق بعد زمن قصير، والبداية ستكون إخلاء المسيحيين من العراق، واقتلاعم من جذورهم التاريخية؛ ولهذا نتمنى تغيير الفكر الإلغائي الذي ترسخ في المنطقة منذ زمن بعيد، وإلغاء الأفكار المتطرفة لدى التيارات الإسلامية التكفيرية، من خلال عظات رجال الدين، وترسيخ مفهوم الاحترام المتبادل، والتعايش السلمي المشترك في المناهج الدراسية".

وطالب "من كل المرجعيات الدينية والمدنية السعي الجاد والفعلي لإنهاء هذه المهزلة التي لا يقبلها أي فكر إنساني".

واتهم "الغرزاني" الحكومة العراقية بما حصل للمسيحيين والأيزيديين من مآسٍ على يد "داعش"، فقال: "الحكومة العراقية مشتركة في ما حصل للمسيحيين في الموصل وسهل نينوى، من تهجير ومآسٍ وقتل وسبي، على يد ما يُسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)؛ حيث كان للحكومة العراقية دور سلبي في الموصل وسهل نينوى؛ لانسحاب جيشها وشرطتها اللذين تجاوزت أعدادهما الـ(65) ألف مقاتل في طرفة عين، دون أي تبرير لهذا الانسحاب المفاجئ والمُخزي، وعدم محاسبة المسؤولين عن ذلك".

وتابع: "فلولا انسحابهم لما حصل للمسيحيين والمكونات الأخرى ما حصل، وهنا لا ننسى الأيزيديين الذين بدورهم تعرضوا لأبشع إبادة جماعية من قتل وذبح، وسبي نسائهم، وبيعهن في سوق النخاسة، حيث تجاوزت السبيات الألفين، والمفقودون من هذا الشعب تجاوزوا الخمسة آلاف، ولا ننسى الصابئة المندائيين، وما تعرضوا ويتعرضون له من قتل وتهميش، حيث لم يبقَ منهم في العراق، إلا حوالي عشرة آلاف شخص".

وأشار "أن من المخجل أن يسمي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي المسيحيين في العراق بـ(الجالية المسيحية)، في أغلب أحاديثه، وبعض بياناته الرسمية، رغم أنهم أصحاب الأرض الشرعيون والحقيقيون".

وطالب "الغرزاني" الحكومة العراقية "بالقيام بواجباتها تجاه المهجَّرين"، فقال: "نطالب الحكومة العراقية بالقيام بواجباتها تجاه المهجرين المسيحيين؛ لأن هؤلاء عراقيون قبل أي شيء، ويجب عدم التمييز بين مكونات الشعب العراقي".

وعن موقف الدول الغربية مما يحصل للمسيحيين في العراق، قال "الغرزاني" لـ/إم سي إن/: "كافة الدول الغربية تنازلت في الدفاع عن المسيحيين في العراق، ووقفت موقف المتفرج، رغم طلبات المسؤولين المسيحيين والشعب المسيحي بالتدخل، وما يجري على الواقع هو إطالة مأساة المسيحيين المهجَّرين".

وطالب "الغرزاني"، "بتحرير المناطق المسيحية، والتدخل السريع؛ لوقف هذه المجازر بحق الشعب السرياني والمسيحي، والإسراع في تحرير الأراضي المسيحية، وإعادة المسيحيين إلى مناطقهم التاريخية، وضرورة إقامة ملاذات آمنة، وبحماية دولية؛ للتقليل من الهجرة القاتلة في صفوفهم، والتي إذا استمرت هذه الحالة، ستؤدي إلى زوال شعبنا، وانتهاء المسيحية في وادي الرافدين".

وأكَّد "أن التأخير في تحرير مناطق سهل نينوى والموصل، إن دل على شيء، فيدل على تواطؤ إقليمي ودولي؛ لاقتلاع المسيحيين من جذورهم، وتهجيرهم من الشرق، وهذا هدف قديم لمحو الحضارة المسيحية من هذه المنطقة".

كما طالب من القائمين على وضع الدساتير في دول الشرق الأوسط، "مساواة المسيحيين مع بقية القوميات والمكونات، وإلغاء التمييز الحاصل عليهم، وبشتى أشكاله، وعدم اعتبار المسيحيين مواطنين من الدرجة الثانية أو الثالثة، وإلغاء كافة المواد الدستورية التي تهدف إلى الحقد والتفرقة والبغضة والطائفية، وتغيير المناهج المدرسية التي تدعوا الى العنصرية، مع الإشارة الحقيقية إلى دور المسيحيين الكبير في بناء الشرق الأوسط فكريا وحضاريا".

وعن دور المنظمات الدولية في مأساة المسيحيين المهجَّرين، يقول "الغرزاني"، "المنظمات الإنسانية لم تقدم للمسيحيين إلا المساعدات الشحيحة التي لا ترتقي إلى مستوى معاناتهم"، مضيفا "كل ما طال المكونات في العراق، وبالأخص المسيحيين والأيزيديين والصابئة المندائيين، شيء مخجل على جبين الإنسانية، ومنظمات حقوق الانسان والأمم المتحدة الذين لم يقوموا بكامل واجباتهم تجاه هذه المكونات".

وأكَّد "الغرزاني"، "أن الآلاف من المسيحيين المهجرين، ما زالوا يفترشون الخيم، في إقليم كردستان، حيث البرد والأمطار التي تتسبب بعفونتها، وتؤدي إلى أمراض عديدة، حيث حصلت العديد من حالات الوفاة للأطفال والشيوخ".

وطالب "الغرزاني" القائمين على أوضاع المهجَّرين المسيحيين "بتأمين عيش لائق بهم وكريم، وتوفير احتياجاتهم الإنسانية بشكل كامل، وبالأخص نقل الموجودين منهم في الخيم إلى كرفانات وأماكن مناسبة، تقيهم برد الشتاء القارص في الإقليم وأمطاره؛ حيث إن أغلبهم خرجوا بملابسهم الشخصية فقط، وتأمين هذه المطالب لهم، سيؤدي إلى وقف الهجرة الجنونية إلى خارج البلاد".

وعن الهجرة الكبيرة في صفوف المسيحيين، يقول "الغرزاني"، "هاجر العراق بعد استيلاء داعش على سهل نينوى، في السادس والسابع من أغسطس الماضي، حوالي 30 ألف مسيحي، ونحن نرفض الهجرة قطعيا، ولكن لا يمكننا منع أي شخص من الهجرة، فالمسيحيون يهاجرون بسبب ظروفهم غير الطبيعية، والمأساة اليومية التي يعيشونها؛ والهجرة لو استمرت بهذا المنوال، فستؤدي إلى تفريغ المسيحيين من العراق".

الجدير بالذكر أن الناشط السوري المسيحي المدني في حقوق السريان والأقليات "جورج غرزاني"، من مواليد 1960، في مدينة القامشلي السورية، وانتقل للعيش في إقليم كردستان بالعراق مع عائلته، مطلع عام 2011؛ بسبب الحرب الدائرة في المنطقة؛ ولرفضه الهجرة من وطنه الأم.

وقد كتب ونشر عددا من المقالات بخصوص أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط، في عدد من الصحف المسيحية في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، وصفحات التواصل الاجتماعي.