تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

المحاضرة والكرم وموسوعة غينيس!

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 18, 2011, 07:15:37 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المحاضرة والكرم وموسوعة غينيس!



الاستاذ متي كلو

"ليس خطأ أن تعود أدراجك ما دمت قد مشيت في الطريق الخطأ"



اتصل بي صديق عزيز وباحث  اقتصادي  وناشط اجتماعي وسياسي تربطني به علاقة صداقة أخوية متينة ليعلمني بأنه  تلقى دعوة لتقديم   محاضرة عن اقتصاد السوق والمتغيرات الحاصلة في سوق المال والعقار من جمعية "ثقافية" في مدينة أخرى وينضوي تحت لواءها مجموعة من المثقفين، وسالي إذا كنت راغبا  لمرافقته وكان تاريخ المحاضرة متزامنا لحضور الاجتماع الدوري  لإحدى مؤسسات المجتمع المدني  الذي ينعقد في كل عام في تلك المدينة لكوني احد أعضاء الهيئة الإدارية لذلك التجمع "م".

حجز صديقي مقعدا بجانبي على متن الطائرة ودفع ثمن تذكرته نقدا لتقلنا بعد شهر إلى المدينة وحجزنا غرفة في احد الفنادق وتقاسمنا أجور الفندق نقدا وعدا ، وكنا في نفس الليلة ضيوفا أعزاء على الهيئة الإدارية لمؤسسة المجتمع المدني"م" الكرماء طيلة مكوثنا في المدينة لثلاثة أيام .

رافقت صديقي إلى القاعة المعدة من قبل الجمعية  والتي تقع في مجمع اجتماعي وترفيهي فخم  يحتوي على عدة قاعات ومطاعم ومقاهي في تلك المدينة الجميلة ، وجلس الحاضرين للاستماع إلى المحاضرة حيث جلس صديقي المحاضر وبجانبه "واو" الذي قدم المحاضر للحاضرين  بكلمات جميلة  مرحبا بالضيف العزيز الذي تجشم مشقة السفر وحضر خصيصا من مدينة أخرى ملبيا دعوة الجمعية الثقافية ثم قرأ يعض من السيرة الذاتية للمحاضر ونشاطاته في المجال الاقتصادي وعنوان المحاضرة وترك  اللاقط للمحاضر، اخذ المحاضر اللاقط  مرحبا بالحضور، ثم بدا بتقديم لمحة صغيرة عن فحوى المحاضرة وهنا قاطعه "واو" والتقط منه اللاقط وموجها سؤالا وسؤالا إلي المحاضر  وقبل تقديم محاضرته بشكل تفصيلي وأمام استغراب الكثيرين من محبي المحاضرات الثقافية والسياسية والاقتصادية ، لان المتعارف عليه بان الأسئلة والمداخلات تطرح بعد انتهاء المحاضرة ولكن الظاهر"واو" رغب في استحداث أسلوب جديد في تقديم المحاضرات ! وربما يرغب  في  دخول موسوعة غينيس !!.



بدا المحاضر مرة أخرى الحديث عن محاور الموضوع الشيق الذي شد أغلبية الحاضرين أو المدعوين، وبعد أن انتهى من محاضرته القيمة والمميزة التي أثارت استحسان الحاضرين، طلب "واو" من الراغبين بتوجيه أسئلتهم.

توالت  الأسئلة والمداخلات من  الحاضرين  احدهم بعد الأخر وكانت مداخلة اقتصادية وسياسية من احدهم وبشكل موضوعي وعلمي وقبل أن يكمل مداخلته قاطعه  احد"المثقفين" ومستأذنا  منه  لأنه على عجل ربما على  موعد لا يمكن تأجيله وعليه المغادرة، ومن خلال مداخلة وأسئلة متعددة طويلة وتحتوي على عدد من الأسئلة ألقاها على مسامع الحاضرين وقبل أن يتلقى الرد من المحاضر نهض مسرعا  لمغادرة  القاعة بالرغم من طلب المحاضر بالاستماع إلى الإجابة على أسئلته  ولكنه غادر القاعة بصحبة من كان يجاوره على عجل !!.



وانتهت المحاضرة وسط استحسان الحاضرين وكنت قد أعلمت صديقي بأنه مدعو معي إلى عشاء مع الهيئة الإدارية لمؤسسة المجتمع المدني"م" ولكن ربما لا يستطيع أن يرافقني لان من المؤكد أن تقوم الجمعية الثقافية باستضافته ، ولهذا تركته مع أعضاء الجمعية وخرجت خارج القاعة للحديث مع بعض الأصدقاء، ريثما يعلمني بان يرافقني مع أصدقائنا  أم  يستصحبه  رئيس الجمعية وأعضاء هيئة إدارته إلى  دعوة عشاء على شرفه ! ولم تمضي دقائق حيث شاهدت رئيس الجمعية مصافحا صديقي المحاضر وقائلا له:

أشكرك مرة أخرى ونتمنى التواصل دائما مع السلامة !!.

وغادر رئيس الجمعية القاعة وأركان جمعيته  واتجه صديقي نحوي وهو مبتسم وابتسامته هذه كانت رسالة لي بان لم يدعوه رئيس الجمعية أو احد أعضائها "الكرماء" إلى رشفة من  قدح شاي أو قهوة أو لقمة لذيذة من احد المطاعم او المقاهي  المنتشرة في المجمع الكبير.

بعد أسبوع من عودتنا استلمت عبر بريدي  الالكتروني رسالة  من صديق عزيز كان من الحاضرين انقلها كما يلي " بذل جهدا في إعداد المحاضرة ، ولو أن  بعض الحضور، لا نود ذكر الأسماء، المفروض أن يتحلون بالبروتوكالات والاعراف المتبعة.

حتى لدى البدو أهل الخيام نوع من الأعراف بحيث لا و لن يقوموا بمثل هذا العمل مطلقا ".

منقول عن جريدة بانوراما التي تصدر في سدني / استراليا