اربعة اشهر وانا عايش في خلافة داعش / فراس الموصلي

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أكتوبر 16, 2014, 08:16:53 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

اربعة اشهر وانا عايش في خلافة داعش


فراس الموصلي
العنوان السابق: الموصل العراق
العنوان الحالي : ولاية نينوى – الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام
اربعة اشهر بالتمام والكمال مضت واكثر من مائة وعشرون يوما ونحن في الموصل تحت خلافة [[ الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام]] وكثير من الامور تغيرت وكثير من القوانين عطلت وكثير من الحدود الشرعية اقيمت وكأننا في كابوس وحلم مفزع لا نكاد نصدق ما نرى ولا ما يجري والعالم بأجمعه قد اتفق اخيرا على تناسي اناس من بني البشر يعيشون في مدينة كان اسمها الموصل واصبحت ولاية نينوى تعيش في زمن العصور الوسطى لا بل في بعض الاحيان في العصور الحجرية و لم نسمع ولم نرى في الفضائيات من خرج بتظاهرة او مسيرة تعاطف من كافة بقاع العالم ونحن اللذين كنا نخرج ونتظاهر ونشجب ونستنكر ما كان يحدث في الجزائر وجيبوتي والصومال وفي القدس وغزة وقبلها في جنوب لبنان وصبرا وشاتيلا وتل الزعتر والاحواز حتى اننا صرنا نحسد الفلسطينيين وسكان غزة على تعاطف شعوب العالم معهم ولم يصيبنا من هذا التعاطف شيء بسيط
اربعة اشهر عشنا فيها واصبح لدينا خليفة يدعى له من على المنابر واصبح لدينا والي ودواوين ديوان الحسبة وديوان الجند والجهاد وديوان التعليم وديوان الصحة وديوان الاتصالات وديوان الجزية وديوان الزكاة واصبح لدينا العسس (الشرطة الاسلامية ) التي تراقب المرأة اذا كشفت غطاء وجهها لتتبين طريقها ويحاسب من يكون معها من الذكور اذا خالف ذلك ويجلد من يصر على عدم تنبيه المرأة التي ترافقه بعدم رفع نقابها وكذلك يجلد سبعون جلدة من ضبط يدخن سكارة (وفي الفترة الاخيرة تم التساهل بهذا الامر او على حد قولهم بهذا الحد واصبح بالامكان فداء نفسة بمائة وخمسون الف دينار عن كل جلدة تدفع لديوان الحسبة )
اربعة اشهر تعطلت فيها الحياة الاقتصادية لمدينة كانت على مر التاريخ مركزا عالميا للتجارة وانتشرت البطالة وهجرها اغنياؤها واصحاب رؤوس الاموال ليتركوا اهلها ينهبهم الجوع والعوز وليبحث من كان لديه قطعة ذهب او حلقة او خاتم خطوبة ليبيعه ويعتاش به ايام قليلة بعد ان استنفذ جميع معارفه الساكنين خارج المدينة ممن يعتقد بانه قادر على ان يمده بمبلغ بسيط ليعينه على ماتبقى من ايام العمر وعندما ينفذ كل ذلك يبدأ بالسؤال على الابواب او التفتيش بالمزابل وحاويات الاوساخ
اربعة اشهر وسياسيوا من ينتمون للموصل يتاجرون بمأساتها من اجل الحصول على مكاسب شخصية حتى اصبحنا نرى اعداء الامس اصبحوا اصدقاء اليوم وشركاء بتجارة المأساة وكل يغني على ليلاه
اربعة اشهر ونحن نسمع ونرى ونشاهد اتهام اخواننا بالوطن باننا نحن من سلمنا مدينتنا للدواعش واصبحنا داعشيين ونسوا او تناسوا بان المدينة كانت قد جردت من انواع الاسلحة باستثناء سكاكين المطبخ خلال مدة عشر سنوات وغفل هؤلاء الاخوان بان جميع القيادات الامنية التي كانت متمركزة بالمدينة قبل اربعة اشهر لم يكونوا من اهلها وانهم هم اللذين سلموا مقراتهم بما كانت تحفل من عدة وعتاد واسلحة وآليات للدواعش واصبحوا يستخدموها لاغراضهم العسكرية والمدنية ..................والى اللقاء مع الجزء الثاني

متي اسو

وعلى نفسها جنت براقش
للأسف معظم أهل الموصل هم حاضنة شعبية لداعش ، لولاهم لما استطاع نفر من شق طريقه بهذه السرعة وبهذه السهولة ، هناك ضباط من النظام السابق يديرون العمليات العسكرية لداعش .
لنرى من يتغدى بألاخر قبل ان يتعشى به .
هذا هو اللعب بالنار التي تحرق الوطن ، وتلك ستكون نتائجها .