الجهود الأمريكية لتزوير الإنتخابات العراقية – مراجعة لأرشيف ثري

بدء بواسطة صائب خليل, مايو 15, 2014, 08:59:31 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

صائب خليل


أثناء مراجعتي لبعض مقالاتي السابقة التي اسعى إلى تضمينها في كتب مصنفة حسب موضوعها، (واخترت العلاقة مع أميركا كأول كتاب، وأكاد أنتهي منه هذه الأيام) وجدت المقالة التالية التي كانت ضمن مقالات عديدة كتبتها قبل أربع سنوات لفضح تزويرات الإنتخابات السابقة. وهاقد جرت الإنتخابات الحالية وأشرفت عليها نفس الهياكل الفاسدة التي وضعتها الولايات المتحدة خصيصاً لهذا الغرض، واستعملت نفس الحاسبات ونفس هياكل الإتصالات المشبوهة التي ارتبطت بشركة "ناشطة" التي تعود إلى منظمة مجاهدي خلق كما كشفنا حينها، ويقوم بالعد نفس البرنامج الذي كتبته شركة غير معروفة في الإمارات العربية المتحدة (وكر الموساد) وهو ما لا يمكن ان يقبله أي بلد يحترم نفسه والذي يعني أن هذه الشركة ومن وراءها هو من يقرر الأصوات ومدى التزوير بشكل مباشر ومدروس.

وقد أضيفت إلى تلك الإمكانيات الإلكترونية للتزوير، البطاقة الذكية، والتي هلل لها على أنها ستمنع أي تزوير، وفي الحقيقة ان أي عنصر إلكتروني يتم إدخاله في الإنتخابات هو مصدر تزوير على نطاق واسع كما بينا في مقالات سابقة في حينها وأشرنا إلى حقيقة أن برلمان هولندا قد منع استعمال الحاسبات في الإنتخابات بعد أن فشل الخبراء الهولنديون في إيجاد أية طريقة لمنع اختراقها وتزوير نتائجها، في الوقت الذي كانت تصر فيه مفوضية الإنتخابات بقيادة المحتال السابق فرج الحيدري على ان "الحاسبات لا تتحيز"! . لم نتابع الإنتخابات ومحاولات تزويرها هذا العام ليس لأنها تبدو أمينة بل العكس، كل شيء يؤكد أنها ستكون مزورة أكثر من أية انتخابات سابقة، إنما هو اليأس من الوصول إلى أية نتيجة، فمحاولاتنا السابقة لم تغير أي شيء، وإن كانت قد فضحت تلك المؤامرات بشكل كبير، لمن يريد أن يعرف الحقيقة.
هذه المقالة كتبت ضمن تلك المحاولات وفيها مراجعة عامة لما حدث في تلك الأثناء، وقد تكون مفيدة كمراجعة أرشيفية للمواطن العراقي للإطلاع على تاريخ التزوير لإرادته، والذي مازال قائماً على قدم وساق، بل ويتطور في أساليبه. ونلاحظ في الخاتمة إني اتخذت نفس الموقف الذي اتخذه اليوم من المالكي رغم كل مساوئ حكمه، ففي الإنتخابات السابقة كانت التزويرات الأمريكية ضده، وفي الإنتخابات الحالية كان الآخرين كلهم أكثر سوءاً منه ومن مجموعته، رغم الخطايا الكثيرة التي يرزح بها. أكرر هنا آسفاً أن الشعب هو المسؤول عن هذه الحالة المؤسفة في فراغ الساحة السياسية من أية جهة يمكن أن يعول عليها، وكانت مسؤولية الشعب قد تمثلت بعدم بنائه لهذه اللحظة، لحظة الإنتخابات، بان يسعى أن يعرف "أوادمه"، فقبل مثلاً دون أحتجاج أن يكون التصويت سرياً في البرلمان، ولم تحاسب أية جهة من الجهات الشعبية، ممثليها في البرلمان على مواقفهم ولم تزعجهم بأية اسئلة عنها، بل اكتفى الجميع بالنقد العام للبرلمان كله، وهذا هو خير ما يتمنى المفسدون والمرشوون الذين يملأون مقاعده. إن مسؤولية هذا الخلل الهائل يقع على عاتق المثقفين العراقيين الذين تخلوا عن مهمتهم في إرشاد الشعب بأمانة إلى ما يحاك ضده، واكتفوا دائماً بنقد الطرف المقابل.
وفي ذهني في هذه اللحظة اسماء مثقفين شرفاء حقاً، لم يستطيعوا تجاوز طائفيتهم أوتحيزاتهم القومية أو الفكرية، ورضوا في أفضل الأوضاع بعين عوراء في النقد، تسلط كل النقد على خصوم جماعتها، فضاعت الأمور وضاع العراق، ومازال في طريق الضياع ولا يبدو أن هناك ما يدعو للتفاؤل بتغيير إيجابي بل العكس، مادام تجاهل خطايا وأخطاء كل لجماعته مستمراً، ومادام الصالح العام ضائعاً، ومادام التصويت السري لا يثير الإهتمام والتمييز بين الشرف واللصوصية ليس أمراً مبدئياً، بل ورقة ضغط انتخابية لدى الجميع، ترفع في وجه المنافسين فقط.

هذه المقالة أدناه لا تمثل إلا جزءاً بسيطاً من أرشيف التزوير في الإنتخابات العراقية وهي واحدة من مقالات عديدة كتبتها في الموضوع في تلك السنوات، إضافة إلى رسم العديد من الكاريكاتيرات. وأنا أنظر إليها إضافة إلى المعلومات التي فيها، كجهد يبين تراجع الأمل عندما نقارن بين الأمس واليوم. فرغم كل فضائح الأمس فقد كان هناك أمل وكان هناك جهد لفضح تلك الفضائح، أما اليوم فيخيم الصمت وفحيح الأكاذيب والتهم التي تهدف إلى النيل من المنافس فقط، وأصبحت الحقيقة العدو الأكبر للجميع، إلا إذا كانت عاهرة يمكن استخدامها كورقة ضغط. وصار قبول العملاء الصريحين لأشد أعداء الشعب وحشية أمراً شائعاً والكتابة ضده تثير الإستهجان والإنزعاج والتوبيخ أحياناً. إن من فشل في مهمته ليس فقط خليط الساسة العراقيين، بل ايضاً مثقفيهم الذين فشلوا حتى في تسليط الضغط اللازم لاحترام الحقيقة ولو بالحد الأدنى، واكتفوا بنقد "الآخر" حيث تكون فعالية جهودهم في حدها الأدنى، حتى إن اخلصوا للحقيقة فيما يكتبون.
إن مثل هذا الحال يشيرنا إلى المستقبل الذي يفترض أن نتوقعه لهذه البلاد، وهي تسير في طريقها للتحول إلى وكر آخر لاستخراج وتبذير النفط وانتاج الإرهاب لحساب أعدائها وأعداء البشرية، اسوة ببقية دول الخليج التي ابتليت قبلنا بما ابتلينا به اليوم وسارت على هذا الدرب لتتحول إلى زومبيات تتنفس في انتظار انتهاء نفطها لتحتضر، والمخطط لنا أسوأ بكثير من تلك الدول.

****