مشاكسة يميـــــن الطــــــــلاق علــــــى العـــــــــــــــراق / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 04, 2014, 06:54:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
يميـــــن الطــــــــلاق
علــــــى العـــــــــــــــراق



  مال اللـــــه فـــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

كثيرة وعجيبة وطريفة وغريبة كانت مقررات القمة العربية الاخيرة في الكويت، ولعل في مقدمة مصادفاتها الطريفة، انها حملت الرقم (25) في مسلسل القمم العربية التي ربما لم تحسم عبر مسيرتها (القومية الظافرة)  وخلال (69) عاما من الزمان (25) قضية عربية مصيرية واساسية وحيوية، بل ولا حتى اهم قضية محورية قومية رغم انها تصدرت كل جداول اجتماعاتها العادية والطارئة منذ تأسيسها حتى الآن، الا وهي القضية الفلسطينية، بل على العكس من ذلك فان القضية الفلسطينية اصبحت قضيتين بعد ان انقسمت على نفسها الى قطاعين الا انها مع ذلك عقدت في (25) آذار، وربما اطلقت (25) وعدا قوميا ورديا، ولست ادري هل جاء توافق الرقمين مصادفة؟ ام هو في سياق المفاجئات العربية الكبيرة والخطيرة بل والمريرة احيانا؟
فقد أثارت القمة العربية الستراتيجية القومية المصيرية الخامسة والعشرون الكثير من التساؤلات لكثرة المفاجآت التي احتواها بيانها الختامي الذي اخذنا واخذ العرب المتفائلين جميعا من الذين تابعوا قراراتها المصيرية بشغف وتفاؤل وانشراح وثقة بالمستقبل العربي الزاهر القاهر في جولة سياحية نادرة ابتدأت بالكويت مرورا بمصر وفلسطين ولبنان وسوريا وليبيا واليمن والامارات العربية المتحدة والسودان والصومال وجيبوتي وارتيريا وقطر حتى القت مرساتها في جزر القمر، لكنها لم تدخل الاجواء العراقية الغائمة المغبرة خوفا من ان يفقد ملاح هذه القمة (التاريخية) مسار طائرته القومية ويبتلعها المجهول مثلما ابتلع من قبلها الطائرة الماليزية سيئة الحظ.
ففي بيانها الختامي الذي حمل عنوان (اعلان الكويت) توقف القادة العرب في موانئ كل تلك الدول التي ذكرتها، لكنه رفض وربما تجاهل وربما نسي ان يتوقف في الميناء العراقي ورغم ان العراق يفاخر دائما بانه كان من الدول المؤسسة لهذه الجامعة القومية العريقة وكان له دوره الفاعل والحيوي ليس في اجتماعاتها الدورية والطارئة فحسب وانما كان سباقا في احترام التزاماته المادية وقدم الكثير لدعم القضايا العربية وخصوصا ما يتعلق منها بالقضية الفلسطينية، إلا ان قمة الكويت فاتها، وربما تعمدت استجابة لرغبة هذا الطرف او ذاك، ذكر اسم (العراق) ولو لمرة واحدة في بيانها الختامي الذي تكون من (2387) كلمة. 
ففي الوقت الذي  ورد فيه اسم الكويت مثلا ثماني مرات وسوريا إحدى عشرة مرة والصومال خمس مرات وجيبوتي ثلاث مرات وجزر القمر اربع مرات وبقية الدول العربية (الشقيقة)، لم يجد العراق كلمة واحدة من بين اكثر من الفي كلمة لتذكر اسمه ، مما جعلني اشك في مشاركة العراق باعمال هذه القمة (التاريخية)، وراحت شتى الاحتمالات ترد على مخيلة فضولي الصحفي.
ولولا انني شاهدت في احدى اللقطات التلفازية الوفد العراقي وهو يحتل موقعه في اجواء تلك القمة العجيبة المهيبة لصدقت احتمالات ان تكون طائرة وفدنا قد ظلت طريقها نظرا لبعد المسافة بين بغداد والكويت او ان تشويشا مخططا جرى على اجهزة الاتصالات فيها جعلها تحط الرحال في كوالالامبور او في جزر القمر. لكن الاحتمال الواقعي والاقرب الى الاقناع كان واحدا من ثلاثة.
إما ان يكون اسم العراق قد سقط سهوا من مسودة البيان الختامي وذلك احتمال وارد في جميع الانشطة المماثلة (لاسيما العربية منها) نظرا للدقة (القومية) الفائقة التي يتم التعامل بها وبالتالي لا داعي للقلق على موقع بلدنا (القومي)، واما ان المجتمعين تأكدوا بان العراق امسى دولة عصرية إنموذجية تنافس سويسرا وهولندا والدانمارك في الديمقراطية والخدمات ومستوى الحياة وحقوق الانسان والحريات العامة والعدالة وسيادة القانون والانتعاش الاقتصادي والفائض النقدي والتطور الصناعي والزراعي والوفاق والتمازج الروحي بين الحكومة والبرلمان وغياب العنف والفساد والارهاب والجريمة المنظمة والتوزيع العادل للثروات وممارسة سيادته الكاملة دون اية محاولة للتدخل في شؤونه الداخلية لا من الدول الاقيمية ولا المجاورة ولا من المجموعة الدولية، وبالتالي فانه ماعاد بحاجة لتضامن اشقائه العرب في اية قضية من قضاياه، بل ان العرب مجتمعين هم الذين بحاجة لتضامنه معهم.
اما التوقع الثالث والاخير الذي لا اتمناه  بأي شكل من الاشكال هو ان تكون الخلافات بين بلدنا والمجموعة العربية، أم بعضا منها على الاقل قد وصلت الى ابغض الحلال، وان (الاشقاء العرب) سواء كانوا مضطرين أم مختارين قد القوا ربما خلال جلسة سرية بيمين الطلاق على العراق بمنتهى النبل والكياسة والاخلاق، فهل شهدت قمة الكويت حادثة الطلاق؟
ثم الم يجد العرب (الاشقاء) قضية عراقية واحدة تستحق التوقف عندها وتأكيد التضامن معنا وابداء الدعم والمساندة او على الاقل الاشادة، حتى لو كان ذلك مثل معظم المواقف السابقة حبرا على ورق وليس باستطاعته حتى تبديد القلق؟