الفن والأدب والثقافة العراقية تعكس معاناة وآلام العراقيين قبل عقود خلت

بدء بواسطة يوسف الو, مارس 12, 2014, 02:44:10 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

يوسف الو

الفن والأدب والثقافة العراقية تعكس معاناة وآلام العراقيين قبل عقود خلت
عانى شعب العراق منذ قرون من شغف الحياة وصعوبتها بالرغم من الخيرات والثروات التي يملكها والخزين الهائل منها وأستمرت تلك المعاناة في الزمن الحديث أي بعد تأسيس الدولة العراقية حيث كانت قائمة قبل هذا التأريخ أي في فترة الأحتلال العثماني وما قبله وما تلاه وحتى تنصيب اول ملك على العراق وأستمرت وأستمرت حتى يومنا هذا وأنعكست تلك المعاناة على كافة شرائح المجتمع العراقي ولكنها ظهرت واضحة وجلية ومؤثرة لدى شريحة الفنانين والأدباء والكتاب والمثقفين الذين عكسوا تلك المعاناة وعبروا كل حسب رؤياه ولكنهم أجمعوا وركزوا على مسالة وحالة خاصة ألا وهي معاناة العراقيين من جميع نواحي الحياة وتعاستهم بالرغم من توفر المال والراحة في بعض الفترات المتقطعة والتي لم تتجاوز سنوات تعد على أصابع اليدين .
فقصائد الشعراء سواءا بالشعر الشعبي أم الشعر الحر أغلبها تحكي بمرارة معاناة العراقيين وأنعكاس ذلك كان جليا على الفن الغنائي الذي يحمل طابع الحزن والشجن والشكوى من خلال ألتزامه لقصائد الشعراء خاصة تلك المكتوبة بالشعر الشعبي وباللغة المحكية الدارجة والتي يفهمها جميع العراقيين بما فيهم الأميين الذي لم تنخفض نسبتهم عن الـ 40% من الشعب العراقي حتى يومنا هذا تلك الأغاني التي أغلبها تبدا بالمواويل الحزينة التي تعكس الحالة التعسة التي يعيشها العراقيين والمعاناة اليومية التي تزداد كلما تقدم بنا الزمن حتى أصبحت حالة ملازمة للعراقيين ولايجوز الأستغناء عنها وقد أصبح زوالها حلم يراود العراقيين جميعا , حتى جيل الشباب اليوم برزت هذه الظاهرة التي يئن لها القلب وهذا ما كان واضحا وجليا على الشباب العراقيين الذين يتنافسون في أحد البرامج الفنية من خلال قناة ( MBC ) أحلى صوت خاصة الحلقة العاشرة التي جعلتنا جميعا نذرف الدموع على الوطن العزيز والشعب المعذب .
اما فيما يخص كتاب القصة والمقالة السياسية فهي أيضا تعكس وبجلاء الحالة المزرية التي عانى ويعاني منها شعبنا العراقي والفترات التي تلت أعلان الدولة العراقية هي التي أفرزت أولئك الكتاب والمثقفين والسياسيين الفطاحل الذين كان همهم الوحيد البحث عن مخرج للأزمات التي يعيشها شعبنا وأصبحوا من رواد الأدب والفن والسياسة في العالم العربي لابل في العالم بسبب صدق المشاعر والتعبير النابعين من الوضع الصعب والواقع الأليم والحقيقي الذي يعيشه الكاتب والشاعر والمطرب والملحن والسياسي مع أبناء شعبه وبالتأكيد شرعت الحكومات التي توالت على حكم العراق من الملكية وحتى أعلان الجمهورية عدا فترة حكم الزعيم عبد الكريم قاسم التي أتسمت بالأنفراج وفسح المجال لتلك الشريحة التي كانت مكممة ومحاربة قبل ذلك وراحت تعبر عن رأيها وتنقل الواقع الأليم بكل حرية وديمقراطية وصراحة وكانت حكومة الزعيم تتقبل ذلك وتعمل ما بوسعها لأسعاد شعب العراق والأنتقال به من حالة التعاسة واليأس والمعاناة الى حالة الرفاهية والحرية والعيش الكريم ولكن ذلك لم يعجب أعداء الشعب العراقي والعراق برمته فأنقلب المتآمرون على الزعيم وحكومته الوطنية الرشيدة وجاؤوا ليقتصوا من الشعب العراقي الذي راح يتنفس الصعداء وعادت الأجواء تحمل نفس ِالحزن والألم من جديد وراحت الحناجر والأقلام الوطنية والشريفة تصدح في الغربة بعد أن حرم عليها العيش في وطنها وبين أبناء شعبها تسطر جرائم الطغاة القتلة كي تساهم بفكرها وقلمها بما يمكنها من أجل الشعب الذي خيم عليه الحزن وتسلط على رقابه أناس جهلة همهم الوحيد السيطرة بالحديد والنار وأذلال الشعب العراقي وسلب ثرواته ولكن دون جدوى ليستمر ذلك الوضع المزري حتى سقوط الطاغية وعصاباته ومافية البعث المجرم في 2003 عندها أستبشر العراقيون خيرا ألا أنها كانت أوهام في أوهام وجاء الحكام الجدد ليزيدوا معاناة العراقيين عناءا وتعاسة بصيغة جديدة لم يعهدها شعب العراق من قبل حيث فرقوا بين أبناء الشعب الواحد الذين كان يجمعهم وطن واحد هو العراق بعربه وكرده ومسيحييه وتركمانه وباقي أقلياته المتآخية جاؤوا بالطائفية اللعينة التي زادت على معاناة العراقيين معاناة أصبحت أتعس وأقسى من كل معناتهم خلال عقود خلت بعد تأسيس الدولة العراقية ولازالت حناجر الشعراء والمطربين تصدح وأقلام الكتاب والمثقفين تسطر للتاريخ جرائم الطائفيين الجدد وأفكار السياسيين الوطنيين مشغولة ليل نهار باحثة عن السبل الكفيلة لأخراج الشعب من محنته الجديدة التي بات الخروج منها صعبا جدا .
ليعلم حكام اليوم الطائفيين بأن التغيير لا يكون ألا على أيدي شريحة المثقفين والوطنيين الحقيقيين وقد يتوهموا بأنهم قادرين على أسكات الحناجر وكسر الأقلام وتجفيف العقول التي تفضح أعمالهم وتصرفاتهم وأطماعهم الشخصية والفئوية وبالتأكيد سيأتي اليوم الذي ترتفع رايات الحرية على أيدي هذه الشريحة الواسعة بالرغم من تكميم الأفواه وأسكاتها بكواتم الصوت اللعينة وسيندحر الطائفيون المتسترون تحت غطاء الدين وهو منهم براء .
         يوسف ألو   11/3/2014