الاساقفة الموارنة يعبرون عن قلقهم الشديد حيال تعدّيات بعض القوى التكفيرية على ال

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 06, 2014, 11:47:48 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الاساقفة الموارنة يعبرون عن قلقهم الشديد حيال تعدّيات بعض القوى التكفيرية على المسيحيّين في سوريا


برطلي . نت / متابعة
البطريركية المارونية/

في الخامس من شهر آذار سنة 2014، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلّي الطوبى، ومشاركة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، والرؤساء العامين للرهبانيّات المارونيّة، وتدارسوا شؤونًا كنسيّةً ووطنيّة، وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان التالي:

1. أطلع صاحبُ الغبطة الآباءَ على نتائجِ زيارته إلى روما حيث شاركَ في الجمعيّةِ العموميّة لمجمعِ التربية الكاثوليكيّة، واجتماعاتِ مجلس الكرادلة، واحتفال ترقية الكرادلة الجدد، والقدّاس الحبري الذي احتفل به قداسةُ البابا بهذه المناسبة. كما قابل قداسةَ البابا فرنسيس، وشكر لقداسته مواقفَه المتعلّقة بالقضايا الإنسانيّة، وبلبنان، وبالأحداثِ الدائرة في الشّرق الأوسط، وبمستقبلِ المسيحيِّين فيه.

2. بعد الإجماعِ الوطني الذي لقيَته "المذكِّرة الوطنيّة"، التي أعلنها غبطةُ البطريرك في مناسبة عيد مار مارون، كان يأملُ الآباء أن تستوحي الحكومةُ الجديدة مضمونِها في صياغة بيانها الوزاري وتحديدِ أولويات عملِها في الفترةِ القصيرة التي تفصلها عن الاستحقاق الرئاسي لانتخاب رئيسٍ جديد للجمهوريّة. ولم يكن من داعٍ للخلافات بالتطرّق إلى المواضيع التي تحتاج إلى بتٍّ نهائي على طاولةِ الحوار الوطني، وضمن المؤسّسات الدستوريّة، ولاسيّما أنّ الحكومة أتت بصيغة رضيت عليها الأكثريّة، في الداخل وفي الخارج، وارتاح لها اللّبنانيون، ورأوا فيها مدخلاً لإعداد الانتخاب الرئاسي في موعده.

3. أسف الآباءُ للحملة التي تعرّض لها فخامة الرئيس في أعقاب الخطاب الذي ألقاه مؤخّرًا في جامعة الروح القدس - الكسليك. واستنكروا التطاول على كرامته الشخصيّة ومقامه "كرأسٍ للدولة ورمزٍ لوحدة الوطن"، كما تنصّ المادة 49 من الدستور. فعندما يُصاب الرأس بسهم، إنّما يُصاب الجسمُ كلّه. إنّنا نناشد كلّ الأطراف إيقافَ هذه الحملة، إحترامًا لكرامة الجميع وكرامةِ الرئاسة الأولى وكرامةِ الوطن. وفيما يشاركُ فخامةُ الرئيس والوفد المرافق في اجتماع الدّول الداعمة للبنان اليوم في باريس، نتمنّى النجاحَ لهذا الاجتماع، في إطار خلاصات مجموعة الدعم الدّولية مشكورة، وهي تتعلّق بتعزيز اقتصاد لبنان واستقراره، وتقوية قدرات الجيش، ومعالجة قضايا النازحين السوريّين.

4. يحيِّي الآباء الجهود التي يبذلها الجيش اللّبناني وسائرُ الأجهزة الأمنيّة، في التصدّي لظاهرة الإرهاب، والخطف، والسّرقة في كلِّ تشعّباتها. وهم يعتبرون أن تسليحَ الجيش والقوى الأمنيّة وتطويرها ضرورةٌ ملحّة، بعد ما شهده لبنان من انفلات أمني، ومحاولات البعض إيجاد أمن ذاتي. كلُّ هذا يكاد أن يحوّل لبنان دولةً بلا حدود، وبلا طمأنينة يشعر معها المواطن بأنّه في أمان.

5. يدين الآباء بشدّة الغارة الإسرائيليّة الأخيرة على لبنان، والتعدّيات التي تمارسها إسرائيل باستمرار على سيادة الدولة اللّبنانية. كما يشجبون بقوّة القصفَ الذي يطال المناطق اللّبنانيّة من الجانب السوري، واستباحةَ الحدود مع سوريا لبلبلةِ الداخل اللّبناني وترويعه. وهي استباحةٌ تدلّ على مدى التمادي المُفرط من فئات لبنانيّة متنوّعة في الغوص في الداخل السوري، فيما المطلوبُ دورٌ آخر يصبّ في خانة الحلول السلميّة، حفاظًا على حياة المواطنين الأبرياء، وتجنّبًا لدمار المنازل والبُنى التحتيّة وتهجيرِ السكان الآمنين.

6. تلقّى الآباء بتوجس كبير الأخبارَ التي تردُ من سوريا عن تعدّيات بعض القوى التكفيرية على المسيحيّين هناك، وفرضِ أحكامٍ عليهم تمسّ حرّيتهم الدينية والمدنية، وتتنافى والعيش معاً الذي عرفته هذه المنطقة بين المسيحيِّين والمسلمين طيلةَ قرون. وهم يناشدون الأمم المتَّحدة، والدول العربيّة والإسلاميّة، وخصوصًا الدّول التي لها تأثيرٌ مباشر على هذه المجموعات، التدخّلَ الفوري لوضع حدِّ لمثل هذه التعدّيات، التي لا تمتُّ بصلة إلى الإسلام الذي عرفناه.

7. إن زمنَ الصوم هو زمنُ العودة إلى الله والذات، حتى يكتشفَ الإنسانُ دعوتَه السامية وكرامتَه الحقيقية، المتأصّلتَين في حبّ الله الذي، بيسوع المسيح، صار قريبًا من كلّ إنسان، حتى يصير كلُّ إنسان قريبًا من الله. أمام هذا الحبّ يكتشف الإنسان عظمتَه، وفي الوقت ذاتِه فقَره، وخصوصًا فقرَه الأخلاقي، في خضمّ ما يُدعى حضارةُ الإستهلاك، والتسابقُ على الربح، التي جعلت من الإنسان سلعةً، لا بل "نفاية" كما يقول البابا فرنسيس. إنّنا ندعو أبناءَنا إلى جعل هذا الصوم زمنَ توبة الى الله، وتضامنٍ مع الإنسان، كلِّ إنسان فُقدت كرامتُه أو امتُهنت، خصوصًا في شرقنا الذي يعيش حروبًا ومآسي لا حدَّ لها.