نص المقابلة التي اجرتها جريدة صدى السريان مع عضو مجلس محافظة نينوى انور متي هداي

بدء بواسطة matoka, يناير 23, 2014, 12:50:41 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

نص المقابلة التي اجرتها جريدة صدى السريان مع عضو مجلس محافظة نينوى انور متي هداية

- إنَّ إستحداث الوحدات الإدارية قد يكون أحد أهم الحلول لإيقاف التغيير الديموغرافي
- لا أحد يستطيع التكهّن بمستقبل المسيحيين





برطلي . نت / خاص للموقع

أجرى الحوار:صلاح سركيس الجميل
تصوير : غسان  شعبو
ولتسليط الضوء أكثرعلى الوضع الخدمي والسياسي، حملتُ بعض الأسئلة في دفتر ملاحظاتي، وخلال الحوار خطرتْ إلى أذهاني أسئلة أخرى، بينما كان ضيفي العزيز يتلقى إتصالات هاتفية كانت أغلبها تصبُّ ضمن واجباته في مجلس المحافظة، فكان حوارنا مفتوحاً، فأوضحتُ لهُ إنَّ بإمكانكم طرح أي سؤال يدور حول قضية مهمة تدور في أذهانكم وترونها ملحّة لشعبنا، وبالفعل بادرني بطرح عدة أسئلة، فأدرجتها ضمن اللقاء بعيداً عن روتينية وتقليدية اللقاءات الجاهزة أوالتسلطية الحزبية والسياسية السائدة في أنظمة سابقة، فبدأ الحوار بين مواطن عادي وبسيط وهو كاتب السطور وبين مواطن مسؤول ضيفنا لهذا العدد، جرى في أجواء واسعة الصدر وليس بين صحفي في قالب جاهز ومسؤول جاهز، ليكون الحوار أكثر حرية وتعبيراً وتغييراً، فبدأت الأسئلة تنساب على مخيلة الطرفين، ثم بدأت حواري بالسؤال على الأستاذ أنور متي هداية رئيس الهيئة التنفيذيّة لحركة تجمّع السُّريان وعضو مجلس محافظة نينوى، رئيس اللجنة المالية والإقتصادية في المجلس .

  صدى السريان : سيكون هذا اللقاء حافلاً بالأسئلة حول الوضع الخدمي لان مجلس محافظة نينوى هو مجلس تشريعي ورقابي، فهل سيكون بعيداً عن الإنتماء السياسي ؟ وبماذا نستبشر المواطن بما هو قادم ؟
في الكثير من اللقاءات والندوات التي قام بها مجلس محافظة نينوى ،ركّز ومن خلال رئيس المجلس  والأعضاء على إنَّ المجلس لهذه الدورة يكون خدمياً وبعيداً عن الصراعات السياسية التي تشهدها الساحة العراقية، إيماناً منّا بأن الإنتماء الوطني هو المعيار الصحيح في خلق بيئة إجتماعية متجانسة، وكذلك يكون التسامح وقبول الآخر هو السائد على أرض الواقع، وإنطلاقاً من كل هذا إرتأينا أن تكون هذه الدورة نموذجاً يُحتذى بها من الدورات المقبلة لتعزيز التعايش السلمي بين أبناء محافظة نينوى، وبذلك سوف نكون قد حققنا بيئة مناسبة لتقديم الخدمات التي يعاني منها المواطن منذ عقود .

صدى السريان : لماذا إخترتم رئاسة اللجنة المالية والإقتصادية في المجلس، ما هي المعايير؟ وهل من ميزانية عادلة هذا العام ؟
لكل عضو في مجلس أية محافظةٍ له الحق في أن يترأس إحدى اللجان في ذلك المجلس، ولكون عدد اللجان دائماً يكون أقل من عدد أعضاء المجلس، لذا يكون الإختيار على معايير معينة، كالإختصاص والكفاءة ، ونحن كممثلين عن قائمة إئتلاف التجمّع الكلداني السرياني الآشوري في محافظة نينوى، وكذلك المكوّن المسيحي في المحافظة، كان من حقنا ترؤس إحدى اللجان، لذا إقترحت علي ّ اللجنة  المالية والإقتصادية وعند التصويت على هذه اللجنة حصلتُ على الغالبية الساحقة من أصوات أعضاء المجلس، وهذا دليل على الثقة العالية التي نحظى بها كمسيحيين، وكذلك شخصياً .نحن على قناعة إنه من خلال هذه اللجنة  بإمكاننا تقديم الخدمات إلى أبناء محافظة نينوى بمختلف أطيافهم وبالذات أبناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري . أما الشطر الثاني من سؤالك حول الميزانية العادلة في هذه الدورة ، لا أعتقد إنَّ هناك خوف من توزيع الموازنة من تنمية الأقاليم بصورة غير عادلة .

صدى السريان : قد لمسنا شعوركم العالي وحرصكم الشديد على ضرورة تقديم الخدمات وخاصة أنتم من ممثلي الكوتا المسيحيين ، بمَ تُعدون أبناء شعبكم ؟
إن الفترة التي إستلمنا العضوية في مجلس محافظة نينوى بشكل رسمي كانت في النصف الثاني من عام   2013 وعليه كانت الموازنة لهذا العام قد وزعت من قبل المجلس السابق أي في الدورة الأولى، ولكن نحن نُعد أبناء شعبنا للأعوام القادمة بأن نحصل على حقوقنا وكإستحقاق حسب الكثافة السكانية لمناطقنا ،كذلك نحن نقوم الآن برصد المشاريع للمصادقة عليها والتي تعتبر مشاريع مهملة، فسوف نقوم بمتابعة هذه المشاريع وتذليل العقبات التي تقف أمام تنفيذها من خلال السلطة التنفيذية للمحافظة .

صدى السريان : إنَّ مهمتكم وخاصةً في هذه المرحلة المضطربة ،لا بدَّ أن تواجهكم تحديات، كيف ستواجهونها ؟
من أجل خلق بيئة مناسبة لتقديم الخدمات وجلب الإستثمار والنهوض بالواقع الخدمي لأية محافظة  أو مدينة لا بدَّ من توفر المناخ الأمني أو الحالة الأمنية المناسبة، وكذلك هناك تحدي آخر لا يقل أهمية عن تردي الوضع الأمني لمحافظتنا  وهو الفساد المالي والإداري المستشري على مستوى البلد، وهذا ما أقرته المؤسسات الأممية المختصة، كذلك هنالك بعض التحديات تكمن بطريقة تنفيذ المشاريع، حيث نعاني من تفرد في احالة  المشاريع أي يقوم مقاول واحد بتنفيذ عدد كبير من المشاريع بفترة واحدة وهذا ما يؤدي إلى تلكؤ في تنفيذ المشروع والتردي في متانة ودقة التنفيذ، كذلك نعاني من تعدد المقاولين نزولاً إلى إحالة المقاولة إلى مقاول ثاني وثالث ورابع ووو... وهذا ما يؤدي إلى رداءة في التنفيذ، ولكن نحن في مجلس محافظة نينوى نقوم بدراسة، ومن ثم إتخاذ القرارات لهذه المعوقات التي نعتبرها لوجستية والتي من الممكن السيطرة عليها .

صدى السريان :عقدت مؤخراً مؤتمرات ولقاءات لحماية ودعم مسيحيي العراق، و الشرق الأوسط ، كيف تنظرون إلى توصياتها المتشابهة ؟ ولماذا لم يتخذ السياسيون قراراً نهائياً لحد اللحظة ؟
إنَّ الوضع الذي يشهده العراق ومحيطه الإقليمي ليس بالشيء السهل، حيث تشهد المنطقة صراعاً مذهبياً، وكذلك صراعاً في إختلاف الثقافات وهذا في طبيعة الحال ما يولّد الكراهية كردة فعل وخاصةً إلى ما كان هنالك مَن يغذّي هذه الأفكار وهذه الثقافات الجديدة على المنطقة دولياً، لذلك قد تعرَّض المسيحيون في العراق وفي الشرق الأوسط إلى إستهدافات وغالبيتها كانت من أجل إفراغ الشرق من مسيحييه، لذلك كان من الضروري وكمسؤولية تأريخية يتحملها رجال الدين والسياسيين من أجل الوقوف بوجه هذه الهجمة لإيجاد حلول لها أمراً طبيعياً وخاصة إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار إنَّ المسيحيين كانوا بعيدين كل البعد ما ذهبنا إليه آنفاً، لذا أعتقد إنَّ ثمرة تلك المؤتمرات، وكذلك إيصال صوتنا إلى المحافل الدولية كان له أثراً إيجابياً  ولو كان بصورةٍ بطيئة ، لكننا نحن متفائلون أن يكون هنالك إستقرار أمني وإجتماعي في بلدنا العزيز، وبالتالي أمننا يكون من أمن وطننا .

صدى السريان: التغييرالديموغرافي  مازال يكتسح أراضي المسيحيين،  مَن يوقفه، وهل بإستطاعة قادتنا ذلك ؟ وكذلك موضوع التجاوزات لأراضي البلدية ؟
إنَّ التغيير الديموغرافي، وقد تحدثنا كثيراً بهذا الموضوع الخطير الذي يهدد وجودنا في الوطن، حيث شاركتُ في جميع الفعاليات الكنسية والسياسية والإجتماعية في المنطقة بالوقوف بوجه هذا التحدي الخطير الذي لا يقلُّ خطورةً عن الإرهاب، إن إستحداث الوحدات الإدارية في المنطقة قد يكون أحد أهم الحلول لإيقاف هذا الإستهداف لإبناء شعبنا ، نحن الآن نقوم بالتعبئة في مجلس المحافظة من أجل الحصول على تأييد الكتل في المجلس وعلى مستوى الأعضاء من اجل إستحداث وحدات إدارية ورفع الزخم الحاصل على بلدات أبناء شعبنا.
أما موضوع التجاوزات على أراضي البلدية، فنحن نرفض هذا الفعل الذي قام به بعض من أبناء شعبنا، حيث دائماً المتجاوز يكون معناه ( قد إرتكب خطأ )، لذ نريد أن نحافظ على هذه الأراضي من أجل توزيعها في المستقبل على ناس غير مستفادين وآخرين هم حقيقةً  محرومين ويستحقونها، لذا ما زلنا نطالب الجهات المعنية في إدارة المنطقة لإيقاف هذه التجاوزات، وهذه الحالة غير صحية في مجتمعاتنا المسيحية .

صدى السريان : بإعتقادكم ما هي الأسباب الرئيسية لهجرة أبناء شعبنا :- البطالة، أزمة الخدمات ، التغيير الديموغرافي، الإرهاب، البحث عن الحرية والسلام ، الأحوال الشخصية ؟
إنّ ثقافة أبناء شعبنا دائماً تتطلع إلى الديمقراطية وممارستها بحرية ووفق القوانين واللوائح الدولية، لذا دائماً نكون من الدعاة إلى بناء ديمقراطية حقيقية من خلالها تصون حقوق المواطنين وتكون على كفة الميزان الواحد، ولكن ما حدث بعد 2003 من تخبط ومن البيع والشراء بالديمقراطية، كان إنذاراً خطراً لأبناء شعبنا وما أبقى على هواجس أبناء شعبنا من العملية السياسية هو تعثرها مرةً تلوى الأخرى ودائماً تكون في العد التنازلي، إضافةً إلى ما تعرض له أبناء شعبنا من إستهدافات بمختلف أشكالها .

صدى السريان : الشعب ما زال ينتظر، وإلى متى سينتظر بإستحداث محافظة له أو حكم ذاتي ، فالهجرة مفتوحة، ماذا سيحدث إن تأخرت أكثر؟     
إن إيقاف الهجرة أصبح بالأمر الصعب في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة كما ذكرنا آنفاً، إنَّ المسيحيين دائماً يتوجهون إلى بيئة سليمة وذات مناخ يسمح للمرء بالعيش الكريم، ونحن المسيحيون لا يجب علينا اليأس من العملية السياسية لكون في البلد مَن يحاول مساعدتنا في خلق أجواء آمنة لمناطقنا ،وهو يقف إلى جانبنا في مطالباتنا بالحقوق السياسية، وأيضاً بحقوقنا في سن قوانين الأحوال الشخصية والتي سوف تُسهم بإعادة الثقة بالعملية السياسية .

صدى السريان : نرى ونسمع ونقرأ تصريحات كثيرة للمسؤولين، تؤكد مساندة شعبنا وإنصافهم في الدستور العراقي، وإنهم يعيشون عصرهم الذهبي، ولكن في الواقع يخالف ذلك، كيف تعلقون عليها ؟
نحن قلنا إنَّ هناك من السياسيين مَن يحاول أن يساعدنا في إستحصال حقوقنا الدستورية، ولكن بالتأكيد هناك مَن لا يعنيهم أمرالمسيحيين والمكونات الصغيرة ( الأقليات ) بشيء ! نحن نسمع غالباً تصريحات لمسؤولين حول الوضع في البلاد على المستوى الأمني والإقتصادي والخدمي وكأنه الشعب العراقي جميعه وخاصة المسيحيين منهم يعيشون عصرهم الذهبي !! ولكن اللوائح الدولية والأممية دائماً تشير في تقاريرها وإستبياناتها من خلال دراسة واقعية للشعب العراقي عكس ذلك ، ودائماً لهذه التقارير تكون في المراتب الأولى من حيث تردي الوضع الأمني وإنتشار الفساد الإداري والمالي.

صدى السريان : ماذا بصدد تشكيل قوة أمنية من المسيحيين من خلال وعد حكومي في إطار الشرطة المحلية، تستطيع حمايتهم ؟
نحن نرفض تشكيل أية قوة عسكرية خاصة بالمسيحيين، لا تكون تحت إمرة ومسؤولية مسؤولين من أبناء شعبنا، نحن لدينا منظومة حراسات تشبه بالمنظومة العسكرية، ونطالب الجهات الحكومية بتعزيز قدرات هذه القوة ومنحها صلاحيات أكثر، ذلك كونها هي الأدرى بكيفية حماية مناطقنا وخاصةً إذا كان هناك تعاون أبناء المنطقة مع أية قوة عسكرية في المنطقة هو معيار نجاح تلك القوة بنسبة عالية في تأمين تلك المناطق.

صدى السريان : إذاً ما هي نظرتكم الحالية لمستقبل المسيحيين  في العراق ؟
لا أحد يستطيع التكهُن بمستقبل ومصير المسيحيين، ولكن نتمنى الأمن والخير لأبناء شعبنا العراقي بجميع أطيافه كما نتمناه لأبناء شعبنا .

صدى السريان : كيف تنظرون إلى تجمّع التنظيمات السياسية لشعبنا، هل سيصل إلى تحقيق تطلعات شعبه المنتظرة ؟
هنا وفي هذه المحطة بالذات، أوّدُ أنْ أكون أكثر صراحةً، كنا نأمل عند التشكيل والإعلان عن تجمّع التنظيمات السياسية  الكلدانية السريانية الآشورية أن يكون المظلة السياسية الحقيقية لأبناء شعبنا والقناة الوحيدة والتي من خلالها أن تتعامل الحكومة مع المطالب السياسية لأبناء شعبنا، ولكن ومع أول إستحقاق إنتخابي أصبحت آمال أبناء شعبنا في هذا التجمّع أدراج الرياح، وهذا لا يعطي إلا رؤية من زاوية واحدة، وهي كانت الدعوة إلى هذا التجمع لمصالح ومكاسب بعض الفصائل في هذا التجمّع، أنا وكعضو قيادي في تجمّع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الآشورية أدعو كافة الأطراف العودة إلى طاولة واحدة والعودة إلى ما ينتظره أبناء شعبنا منّا وخاصةً إننا نمرّ في مرحلة عصيبة من تأريخنا.

صدى السريان : كيف هي علاقتكم مع الحركة الديمقراطية الآشورية، وخاصةً بعد زيارة سكرتيرها العام السيد يونادم كَنّا إلى حركة تجمع السريان مؤخراً ؟
نحن  في حركة تجمّع السريان، ومن خلال نهجنا، أثبتنا إنه ليس لنا خط أحمر للتعامل مع أية جهة سياسية وخاصة إذا ما كانت من أبناء شعبنا، نحن نحترم الأخوة في الحركة الديمقراطية الآشورية، كما نحترم باقي الفصائل السياسية على الساحة القومية، وربما قد يكون هناك إختلاف في وجهات النظر بيننا وبين الحركة الديمقراطية الآشورية حول المطالبة بحقوق أبناء شعبنا، ولكن هذا لا يمكن أن يضعنا نحن في حركة تجمع السريان في وادٍ والأخوة في الحركة الديمقراطية الآشورية في وادٍ آخر . إنّ البروتوكول بين الأحزاب وقيادات الأحزاب السياسية  له من الأمر الطبيعي بإقامة زيارات بين الفترة والأخرى، وهذه نعتبرها بوادر خير وخلق مناخات للعودة إلى النظام الداخلي لتجمّع التنظيمات السياسية وتطبيق البرنامج السياسي الذي جميعنا قمنا بتوقيعه، وكُنا نرى في حينها إنّ هذا التوقيع على البرنامج السياسي كان حقيقياً ونابعاً من الإرادة الحقيقية للمطالبة بحقوق أبناء شعبنا .

صدى السريان : ماذا ستحمل حقيبتكم المالية والإقتصادية وأنتم تتوجهون حالياً صوب بغداد ؟
في الدورة الحالية الجديدة في مجلس محافظة نينوى قد إستلمنا الموازنة التشغيلية وقد تكون غير كافية لتحقيق ما وعدنا به أبناء هذه المحافظة، وتفعيل مجالس الأقضية والنواحي التابعة لمجلسنا والذي يعتبر أقل بكثير من الموازنة التشغيلية لمجالس المحافظات الأخرى أقل عدداً في أعضاء المجلس، وكذلك أقل سكاناً بالنسبة لمحافظتنا وهذا ما وضعنا أمام مسؤولية كرئيس اللجنة المالية والإقتصادية في مجلس محافظة نينوى من تعديل الموازنة التشغيلية والمطالبة بتعديلها أسوةً بباقي المحافظات وتحقيق العدالة، وهذا ما أخذ من وقتنا كثيراً، والسفر إلى بغداد بين فترة وأخرى لكون هذا الموضوع من الأمور المهمة إذا ما أردنا تفعيل دور المجلس والنهوض بالواقع الخدمي لمحافظة نينوى .

صدى السريان : هل هناك عملية سياسية جارية في العراق، أم عملية إقصائية ومحاصصية، كيف ترون ذلك ؟
هناك عملية سياسية في العراق، إنّ الإنتقال من الحكم الفردي إلى الحكم الديمقراطي وهذا يعني حكم المجموعة، فمن الطبيعي أن يكون هناك مخاض عسير وخاصة إذا ما كان ذلك البلد متعدد القوميات والأديان كما هو الحال في العراق، حيث الجميع، أي المكونات القومية أو الدينية تسعى إلى إثبات وجودها في إدارة البلد وهذا هو حق طبيعي، ولكن ما لم يكن طبيعياً هي الطريقة التي يحاول بها الساسة العراقيين لإثبات وجود مكوناتهم في السلطة هي الصراعات أشدّ في العمل السياسي قد يصل أحياناً إلى التسقيط السياسي وحتى الإستهدافات، ويصل بين فترة وأخرى إلى ما هو أشبه بالإقتتال الطائفي ! ولكن نحن نرى في نهاية المطاف سوف تكون عملية سياسية حقيقية في العراق حتى وإن إستغرقت فترة طويلة، وهذا مرتبط بالوضع الإقليمي والصراع المذهبي الذي أصبح على المستوى الإقليمي والدولي .

صدى السريان : زيارة رئيس مجلس محافظة نينوى السيد بشار الكيكي مؤخراً، تعد الأولى إلى قضاء الحمدانية ، فهل من بوادر إيجابية لها ؟
  إنّ هذه الزيارة تعتبرزيارة مهمة إن لم نقل تأريخية كونها أول زيارة لرئيس مجلس محافظة نينوى إلى هذه البلدة كزيارة عمل، بالتأكيد إنّ هذه الزيارة  ستمنح القوة للإدارة ولمجلس القضاء وسيكون ما بعد هذه الزيارة تفعيل لهذه المؤسسة المهمة والتي من خلالها يكون تقديم المشاريع الخدمية التي تحتاجها المنطقة . إنّ هذه الزيارة كانت بمثابة تقديم الدعم المعنوي لأبناء هذه المنطقة والدعم المادي للإدارة والمجلس، حيث من خلال الآراء التي طرحت في  اللقاء ستصدر قرارات تصبُّ في صالح مجالس الأقضية والنواحي مستقبلاً .

صدى السريان : هناك مواطنون يتحمسون للّقاء بكم لتقديم إقتراحاتهم وملاحظاتهم خدمةً للصالح العام ، كيف يمكن التواصل معهم ؟                           
عاهدنا أبناء شعبنا أن نكون على تواصل معهم، وهذا قد تجسّد بعد إستلامنا مهامنا في مجلس محافظة نينوى من خلال قيامنا بجولات إلى مختلف المؤسسات في جميع مدن وقرى أبناء شعبنا في سهل نينوى الشمالي والجنوبي، مع لقائنا بشخصيات دينية مسيحية، وسوف نكون دائماً على تواصل وأبوابنا مفتوحة للجميع لطرح أفكارهم وإقتراحاتهم، ومطالبتنا بالسعي لهم إنْ كان على المستوى الفردي أو الجماعي، وعاهدنا أبناء شعبنا أن نكون ممثلين لهم ونعمل في مجلس محافظة نينوى من أجل الحصول على حقوقهم .

صدى السريان : يدور يومياً وعلى مدار الساعة ،حديث فيه تذمر واسع وسخط عام من الوضع المأساوي في طريقة تنفيذ مشروع مجاري الحمدانية بهذه الصورة الفوضوية والتلكؤ الحاصل من قبل الشركة المنفذة، ماذا بإستطاعتكم فعله ؟
إذا ما أردنا الحصول على الخدمات يجب علينا أن نتحمل بعض المعاناة ، إن مشروع مياه الصرف الصحي في بغديدا هو مشروع مهم جداً ، سيخدم أبناء هذه البلدة العزيزة، وسوف يظهرها بعد الإنجاز بصورة أفضل ،كما إنه سيخلق بيئة صحية أفضل من السابق ،إنَّ التنفيذ في هكذا مشاريع هو الطريق الصحيح نحو تقديم أفضل الخدمات لأبناء المنطقة، وسيتم الإستغناء عن أعمال الحفريات مستقبلاً، إنَّ التلكؤ في تنفيذ المشاريع يختلف عن البطء في التنفيذ، هذا المشروع بطيء في التنفيذ، حيث تتحمّل وزارة البلديات جزءاً من هذا البطء، وشركة دار العمران تتحمل الجزء الأكبر منه، إنَّ  الروتين المعتمد في إحالة المشاريع يضعنا أمام حيرة من إيجاد حل وضغط على الشركات أو المقاولين، لأننا سنكون بحاجة إلى  عامين أو أكثر عند سحب المشروع وإحالته إلى شركة أو مقاول آخر. إجتمعنا قبل أيام مع الإدارة والبلدية ودائرة المجاري ومدير بلديات نينوى ، وكذلك مع ممثلين عن شركة دار العمران من أجل إيجاد حل لهذه المعاناة التي يعيشها أبناء هذه البلدة العزيزة ، وقررنا الإسراع في تنفيذ المشروع، وكذلك أن يكون هنالك وبالفترة القليلة المقبلة حملة وبمساندة مديرية بلديات نينوى من أجل تنظيف بغديدا.

صدى السريان : وأخيراً كيف ينظر رئيس حركة تجمّع السريان وعضو مجلس محافظة نينوى إلى مستوى إعلام شعبنا ؟
إنَّ الإعلام  اليوم هو من أقوى الوسائل لإيصال صوت أي شعب أو تغيير حكومات لا يرغبها الشعب، ولكن الإعلام الحقيقي يجب أن يكون على ثقافة عالية في هذا الإختصاص كي لا ينقلب الإعلام من مؤسسة ثقافية إخلاقية إلى مؤسسة تخلق احتقان طائفي وعرقي، الإعلام على مستوى أبناء شعبنا هو إعلام كبير ، ولكنه مشتت وليس له في أغلب الأحيان أهداف ورؤية سياسية وثقافية مبنية على أسس مهنية ، ما نتمناه هو رسالتنا للأخوة الإعلاميين مع إعتزازنا بهم هي توحيد الرؤى ودراسة واقعنا دراسة مهنية صحيحة ومن ثم طرحها على الإعلام، وحبّذا لو كان مراعياً على حساب العدد .
صدى السريان : شكراً لكم على سعة صدركم على هذا الحوار الصريح، أتمنى لكم النجاح في مهمتكم وخدمتكم لأبناء شعبكم ... 








Matty AL Mache