كلمة قداسة سيدنا البطريرك خلال القمة الروحية في لبنان 12/5/2011

بدء بواسطة matoka, مايو 14, 2011, 06:12:25 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

كلمة قداسة سيدنا البطريرك خلال القمة الروحية في لبنان 12/5/2011




يُعتبر الحوار قمّة العلاقات بين البشر أفراداً وجماعات ومؤسّسات وأحزاباً، فعند الإختلاف في المواقف وتفاوت الآراء ليست وسيلة لجمع القواسم المشتركة بين الناس إلاّ بجلوس هؤلاء المتخاصمين أو المختلفين أو المتعدّدة آراؤهم إلى طاولة الحوار.

وفي الأمثال، لمجرّد اجتماع المتحاورين، خمسون بالمئة من جدران الخلاف تُهدم بلقاء هؤلاء ويُختصر الزمان، وتقتصر المسافات، ويسعى كلّ طرف إلى طرح قواسم مشتركة يعتبرها كلٌّ منهم إنّها ما يجمع وهو بالطبع أفضل من التفريق.
ونحن ننظر إلى الأديان على أنّها عوامل جمع واتحاد ووحدة، إذ لا تختلف الأديان إنّما الذين يختلفون هم رجال الدّين والمسؤولين الروحيّون والمسؤولون على مستويات أخرى في مواقفهم الخاصّة أو العامّة على حدٍّ سواء.

وما ينطبق على رجال الدّين ينطبق على السياسيّين أيضاً، فعلى الرغم من المصالح في السياسة لا بدّ من إيجاد عوامل تتجاوز المصالح، فيتصارح المتحاورون ويعبّر كلٌّ منهم عن آرائه بحريّة وشفافية وغالباً بإقدام.

نحن نعتبر لبنان طائفة واحدة تجمع كلّ المواطنين على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وطوائفهم وإنتماءاتهم، فكلّ شيء في لبنان من معطيات يجب أن يكون القرار متّفقاً عليه تجنيباً للمواطنين أسباب التفرقة والإنقسام بل الصراع غير المقبول. ولا بدّ من الإعتراف إنّ الحريّة هي آية وركيزة يتميّز بها لبنان عن محيطه. فلكلًّ رأيه الخاص به وهو يعبِّر بالطريقة التي يشاء عن أفكاره ومشاعره وتطلّعاته، وعلى كلّ فرد من هذا المجتمع أن يعمل من أجل قبول الآخر وسماع أفكاره ومواقفه.

فالحوار إذاً هو غاية ومرتجى ووسيلة نستحسن ونفضِّل اللجوء إليها للوصول إلى ما نبغي ونرجو ونتمنّى.

وإنطلاقاً من هذه المبادىء، نجتمع اليوم هنا شاكرين غبطة مار بشاره بطرس الراعي البطريرك الماروني واللجنة الوطنيّة المسيحيّة – الإسلاميّة للحوار في لبنان الذي سعى إلى تحقيق هذا اللقاء.

نسأل الله أن يبارك لبنان ويحقِّق لشعبه الطيّب ومواطنيه الآمال التي نلتقي حولها ونجتمع من أجلها.

عشتم وعاش لبنان






Matty AL Mache