أبرشية حمص وحماه تزف شهيدها البطل المساعد أول جورج اليان العوض إلى الخدور السماو

بدء بواسطة matoka, مايو 10, 2011, 09:09:11 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

أبرشية حمص وحماه تزف شهيدها البطل المساعد أول جورج اليان العوض إلى الخدور السماوية







استيقظت أبرشية حمص وحماه وتوابعهما على خبر قاسٍ نقل إلى نيافة راعي أبرشيتنا نيافة الحبر الجليل مار سلوانس بطرس النعمة باستشهاد ابن صدد البار المساعد أول جورج اليان العوض حيث اغتالته يد الغدر والإجرام من العصابات المسلحة الإرهابية ضهر يوم الجمعة عيد الشهداء وعيد القديس الشهيد مار جرجس المصادف 6/5/2011 مع عدد من زملائه وضابط أيضاً أثناء خدمتهم وحمايتهم لأرض الوطن لأحدى المفارز في منطقة بابا عمر.

وبموكب مهيب تقشعر له الأبدان زف هذا العريس من مشفى العسكري في حمص إلى بلدته صدد حيث جال الموكب قرى الأبرشية وخرج أهالي الفحيلة لاستقباله بالورود والزهور والفرقة النحاسية التي عزفت لحن الشهيد والنشيد العربي السوري تخليداً وإحتراماً وإجلالاً لروح الشهيد. والقرى المجاورة لصدد كلها خرجت عن بكرة أبيها لاستقبال هذا البطل إلى أن وصل بلدته التي رفع رأسها شامخاً حيث كانت تنتظره الآلاف المؤلفة من الناس والسيارات والدراجات النارية حاملين معهم أعلام الوطن وصوراً لقائد الوطن وصوراً للشهيد البطل، وكانت النسوة المتشحات بالسواد على مد النظر يرشنَّ الأرز ويزغردن إحتفائاً بشهيد صدد وشهيد سورية الغالي حيث سار الموكب شوراع القريو ومن منزله حمل على الأكف.

ووسط الدموع والحسرات ولدى وصول موكب الشهيد إلى ساحة الشهداء في صدد (ساحة البرج) المقابلة لكنيسة القديس مار تيودوروس حيث ترأس راعي الأبرشية نيافة الحبر الجليل مار سلوانس بطرس النعمة صلاة الجناز بحضور ومشاركة سيادة المطران جاورجيوس أبو زخم مطران حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس والشيخ أسعد الشباك إمام ومفتي القريتين وسيادة العميد ممتاز الحسن ومدير ناحية صدد ورئيس بلديتها وجميع فعالياتها الحزبية والدينية لفيف من الآباء الكهنة والرهبان والشمامسة الإكليريكين بتغطية إعلامية كبيرة من التلفزيون السوري وقناة الدنيا وبعد نهاية طقس الجناز على روح الشهيد جورج تلا الأب الخوري أنطون جرادة النائب الأسقفي برقية التعزية التي أبرقها قداسة الحبر الأعظم مار أغناطيوس زكا الأول عيواص الكلي الطوبى وهذا نصها:

نيافة الحبر الجليل أخينا مار سلوانس بطرس النعمة
مطران حمص وحماه وتوابعهما الجزيل الإحترام
بعد الدعاء والسلام بالرب:
بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ استشهاد ابننا الروحي المرحوم المساعد أول جورج مطانس اليان، الذي فاضت روحه الطاهرة في سبيل عزة وكرامة وطننا العزيز سورية ودفاعاً عن أبناءه الشرفاء، وهذا ليس بجديد على أبناء صدد المخلصين، الذين لطالما ذادوا عن حياض الكنيسة والوطن، وبذلوا الغالي والنفيس من أجلهما، وهو شرف كبير لصدد أم السريان أن تقدم على مذبح الوطن خيرة شبابها من أجل سورية الحبيبة الموطن الأول والأخير للسريان.
ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نصلي إلى الرب الإله، ليتقبل روح الشهيد جورج ويضمّها بعرس ملائكي مهيب إلى فردوس النعيم صحبة الأبرار والصالحين، وجميع الشهداء والمعترفين الذين ضفرت لهم أكاليل المجد، وقد قيل عنهم في الكتاب المقدس: «هؤلاء هم الذين آتوا من الضيقة العظيمة وقد غسلوا ثيابهم وبيضوها في دم الخروف من أجل ذلك هم أمام عرش الله إلى الأبد» (رؤ7: 14 و15).
وإذ نسأل الله تعالى أن يسكب نعمة الصبر والعزاء والسلوان على قلوب زوجته الفاضلة وأولاده الأعزاء وأفراد العائلة كافة، نوصيكم جميعاً بألا تحزنوا كثيراً كالذين لا رجاء لهم، بل بإيمان متين بالله والوطن صلّوا إلى الرب الإله ليرحمه ويغفر له، ونحن أيضاً سنصلي لراحة نفس شهيدنا البطل ابن صدد البار المرحوم جورج، الذي استشهد في عيد شفيعه الشهيد العظيم مار جرجس، وفي يوم ذكرى شهداء الوطن الأبرار، رحمه الله وليكن ذكره مؤبداً.
جعل الله هذه المصيبة الأليمة خاتمة لأحزاننا جميعا
هذا ما اقتضى والنعمة معكم
لبنان 6/5/2011
إغناطيوس زكا الأول عيواص
بطريرك أنطاكية وسائر المشرق

ثم أرتجل نيافه راعي الأبرشية كلمة ثمينة المعاني تجدون نصها في هذا الموقع. ثم ارتجل أيضاً سيادة المطران جورجيوس أبو زخم كلمة أثرت في نفوس السامعين عبر فيها عن مشاعره الصادقة حيث افتتحها ( المسيح قام ... ورددت الحشود حقاً قام) وقال إن القيامة لم تأني إلا بعد الصلب ودماء الشهداء التي سالت على أرض الوطن هي التي أوصلتنا إلى ميناء الحرية والاستقرار والسلام وقدم تعازيه الأبوية داعياً الله أن يحمي سورية وشعبها الأبي، وبعدها ارتجل أيضاً الشيخ الوقور أسعد الشباك كلمة نفيسة قدم فيها التعازي باسم أهالي القريتين ومسلمي المنطقة وقال إن الشهداء إنما هم أحياء عند ربهم يرزقون والشهيد يرفع رأس وطنه الذي لا يأبى لوطنه الخنوع أمام هذه المؤامرات بل بكل حب قدم دمه فداء للوطن، ودعا الله ان يبارك بوحدتنا الوطنية لنبقى أقوياء في التصدي للهجمات المعادية لنا.

بعدها مسح جثمان الشهيد جورج بالزيت المقدس في الكنيسة وعلى الأكف الزغاريد والهتافات حُمِل الشهيد على أكتاف أهالي بلدة صدد إلى المقبرة، ووري الثرى هناك
.




Matty AL Mache