يوم ميلادهِ من أعظم الأيام / خالد مركو

[matoka]

يوم ميلادهِ من أعظم الأيام

   
      خالد مركو
برطلي . نت / خاص للموقع


دخل السيد المسيح إلى العالم في صمت , بعيداً عن كل مظاهر الترحيب والضجيج, لم تستعد له الأرض ولا السماء ولم يستقبله أحد, يوم ميلادهِ كان نكرة بالنسبة للعالم مع انه أعظم الأيام, إذ بدأ فيه عمل الخلاص الذي تم على الصليب, وبطريقة بسيطة هادئة دخل بنكران عجيب للذات, وكل اللذين استقبلوه جماعة من الرعاة المساكين, ثم المجوس, ولد من أم فقيرة ويتيمة, وولد في قرية هي الصغرى بين رؤساء يهوذا, وسكن في الناصرة التي يعجب الناس إن أمكن أن يخرج منها شيء صالح, وعاش في بيت نجار بسيط حتى كانوا يعيرونه قائلين" أليس هذا هو ابن النجار"وعاش ثلاثين سنة مجهولا كفترة تبدو ضائعة في التاريخ, عاش في التطورات الطبيعية كسائر البشر, قضي فترة كرضيع وكطفل ولم يستح من ضعف الطفولة بما فيها من احتياج إلى معونة الآخرين وهو معين الكل, ومن العجيب في طفولته انه اخلي ذاته من استخدام قوته, فهرب من أمام هيرودس بينما روح هيرودس في يده, جاء إلى مصر وعاش سنوات ولم يرجع إلا بعد أن هدأ الجو, بينما كان يستطيع أن يفلت من الرجل بطريقة معجزيه أو يقضي عليه, أحتمل ضعف البشرية وهو المنزّه عن كل ضعف, وسمح لنفسه أن يجوع ويتعب وينام كسائر البشر, أخلي الرب ذاته كل هذا الإخلاء ليخزي الذين يفتخرون ويتكبرون وكأنه يقول لهم"إنني لم أولد في قصر ملك , ولا على سرير من حرير أنما في مزود للبهائم"ولكني سأجعل هذا المزود أعظم من عروش الأباطرة والملوك, سيأتيه الناس من مشارق الشمس إلى مغاربها ليتباركوا منه, ليس المكان هو الذي يمجد الإنسان ولكن الإنسان هو الذي يمجد المكان ,والعظمة الحقيقية إنما تنبع من الداخل,فليحل الرب في أي مكان ولو كان مكاناً للبهائم وليولد في أية قرية ولو كانت الصغرى في يهوذا,ولكنه سيرفع من شأن كل هذا ,يولد من فتاة فقيرة ويجعلها أعظم نساء العالم,ويولد في بيت رجل نجار بسيط فيحوله إلى رجل قديس مشهور في الكنيسة.