قبر البنت في باب سنجارفي الموصل

[ماهر سعيد متي]

قبر البنت في باب سنجارفي الموصل  .. ماصل الحكاية ؟
   هناك رأيان .. الأول يقول



قبر البنت تعود ل(شيرين كيلي)

خيري شنكالي

هناك العديد من القصص والاساطير تحوم حول هذا القبر منها منسوبة الى الكاتبة البريطانية(مسس دراور) التي زارت القبر عام 1922 لغرض الكتابة عنها وشاع خبرها وغلبت تسميتها على القبر ، وهذا بعيدا عن الصحة. كماليس لهذا القبر اي علاقة بالعالم والمؤرخ (ابن الاثير- عز الدين أبي الحسن علي الجزيري المولود عام 1157م في جزيرة بوتان الكردية ) . هناك من يقول هذا القبر لطفلة ومصادر اخرى تنفي وجود اي قبر بل مجرد رمز .
بينما يروي آخرون قبل مئات السنين كانت مدينه الموصل محاطة بجدران تحميها من الدخلاء واللصوص، وكانت هناك فتاة اصيلة وشريفة تخرج يوميا خارج اسوار المدينه لترعى غنمها، وفي احد الايام حاصرتها مجموعة من قطاع الطرق واللصوص في محاوله منهم لاغتصابها، فأبت هذه البنت الاصيلة بأن يدنس شرفها ، فأرتفع صوتها عاليا بالبكاء والدعاء من الله ان يحميها من ايدي اللصوص، فأنشقت الارض وابتلعت الفتاة.. وبائت محاولات الجميع بالفشل لاخراجها فماتت بمكانها واقيم لها مقام صغير هناك.
واخرون يقولون لشابة ظلمت في حياتها من قبل اخرين ، وهذا الرأي الصارم الذي احتفظ به الايزديين في مصادرهم الشفاهية وتؤكد بأن قبر البنت او ماتسمى ب(دلال الموصل) في باب سنجار تعود للفتاة شيرين كيلي(Shireen gely ) نسبة الى كيلان غرب في ايران وهي من اصول شمسانية، كانت مشهورة بجمالها واخلاقها ومهتمة بالفقراء والمساكين والشعراء.
الامير اطلس الشمساني من مدينة الموصل سافر برفقة احد الشعراء الى كيلان غرب والتقي بالفتاة شيرين كيلي وطلب يدها من اهلها بالرغم من كونه متزوج من اخرى ،فوافقت على الزواج منه ورجع الامير الى الموصل لغرض الاستعداد لآقامة حفلة الزواج .ولهذا الغرض توجه الى المدن القريبة من الموصل لدعوة الاصدقاء وشراء ما يحتاجه لاقامة الحفلةوتأخر نحو ثمانية عشر يوما. استغلت زوجته الاميرة الاولى فرصة غيابه لمدة طويلة وارسلت الغلمان والجواري الى كيلان غرب ليأتوا ب(شيرين كيلي - Shireen ) بحجة زواجها من الامير اطلس.ظنت شيرين بأن الامير اطلس قد ارسل اليها فوافقت على مرافقتهم للذهاب الى الموصل ولم تعلم بان هناك خطة دفينة تدور في افكار الاميرة الاولى للنيل منها .
حال وصولها وضعتها الزوجة الاولى في غرفة خاصة ومنعت من دخول احد اليها وقدمت لها وجبة من العسل المسموم وتناولتها شيرين كيلي مما ادت الى تسممها وطرحت على فراش الموت ثمانية عشر يوماَ تنادي حبيبها الامير اطلس من دون جدوى وفارقت الحياة. بعدها رأى ألأمير اطلس حلما بحبيبته شيرين كيلي وهي حزينة وفي مأزق , فرجع حالا الى الموصل وفي الطريق شاهد قبرا حديثا فسأل احد الرعاة عن ماهيته، فاجابه بانه قبر ضيفة الامير اطلس.
مما تألم الامير كثيرا ودعى ربه ان يعرف حقيقة موتها، فاستجاب الله سبحانه وتعالى دعاءه وارسل جبريل عليه السلام لاعادة الروح في جسدها فعطست ودخل الروح في جسدها وجلست على قبرها وقالت تاخرت عني وزوجتك الاميرة دست السم في العسل واعطتني وصارعت الموت ثمانية عشرة يوما ولم تحضر ففارقت الحياة ، حيث دعتني الحواري ان ارافقهن في الجنة، فلم يقتنع الامير اطلس فاوحى جبرائيل الامير اطلس بان روحيهما سيلتقيان مستقبلا .بعدها فارقت شيرين كيلي الحياة مرة اخرى ودفنها الامير اطلس في نفس المكان المسمى بقبر البنت بمنطقة باب سنجار، وقرر الانتقام من زوجته الاولى التي تسببت في موتها وبقي مهموما لفترة زمنية وترك الموصل ثم توجه نحو لالش لقضاء بقية حياته .
kherishingaly@yahoo.com

http://www.bahzani.net/services/forum/showthread.php?60963-%D8%AE%D9%8A%D8%B1%D9%8A-%D8%B4%D9%86%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%8A-%D9%82%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%AA-%D8%AA%D8%B9%D9%88%D8%AF-%D9%84(%D8%B4%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%83%D9%8A%D9%84%D9%8A)


الرأي الثاني يقول 

ما هي حقيقة القبر المعروف بـ [قبر البنت]..؟ أهو لطفلة صغيرة هربت من أهلها وتخرج ليلا لترعب الناس.. أم لشابة موصلية ابتلعتها الأرض حفاظا على شرفها..؟!

قبر الواضح في الصورة والمعروف خطأ بـ(قبر البنت)، والموجود في باب سنجار في الساحل الأيمن من الموصل.. فقد تعددت الاقاويل والقصص عن هذا القبر، فمنهم من قال هو قبر لطفلة، ومنهم من قال هو قبر لشابه ظلمت في حياتها، ومنهم من قال هو قبر لأمراة ومنهم من قال هو نموذج قبر وليس بالقبر اي لايحوي شيء!

ومن القصص التي تتناقلها الجدات في الموصل، كما تروي لنا طالبة الدكتوراه زينب رامي العمري عن جدتها: [هذي بنت كانوا يلحقوها بالليل وانهزمت واختفت، ومرات تطلع وتفتر بالليل بالمنطقة قغيب من القبغ(قريب من القبر)غشعوها وجنوا((شافوها واجنوا) وكلمن يغشعا يصيغ عندو هبطة(( وكل من يراها يصاب بالفزع والصدمة))

بينما يرى آخرون [قبل مئات السنين كانت مدينه الموصل محاطة بجدران تحميها من الدخلاء واللصوص، وكانت هناك فتاة اصيلة وشريفة تخرج يوميا خارج اسوار المدينه لترعى غنمها، وفي احد الايام حاصرتها مجموعة من قطاع الطرق واللصوص في محاوله منهم لاغتصابها، فأبت هذه البنت الاصيلة بأن يدنس شرفها ومعه شرف مدينتها، فأرتفع صوتها عاليا بالبكاء والدعاء من الله ان يحميها من ايدي اللصوص، فأنشقت الارض وابتلعت الفتاة.. وبائت محاولات الجميع بالفشل لاخراجها فماتت بمكانها واقيم لها مقام صغير هناك]..!

كل هذه الاقاويل هي من نسج الخيال ولا أساس لها من الصحة على الاطلاق.. فهذا هو قبر العالم المؤرخ العظيم (عز الدين أبي الحسن علي الجزري) الملقب بـ(ابن الاثير الجزري)، والذي عاصر دولة صلاح الدين الايوبي ولازمه في بعض غزواته. وهو صاحب كتاب (الكامل في التاريخ) وكتاب (الباهر في الدولة الأتابكية).
ولد إبن الأثير عام 555 هـ في جزيرة ابن عمر، وهي كانت مدينة عربية خالصة خرجت العديد من الفقهاء والعلماء والذين تسموا باسم (الجزري) نسبة الى (الجزيرة).. وهي الآن داخلة ضمن حدود الدولة التركية حالياً قربا من الحدود السورية. وقد عني أبوه بتعليمه، فحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم رحل إلى الموصل بعد أن انتقلت إليها أسرته، فسمع الحديث من أبي الفضل عبد الله بن أحمد، وأبي الفرج يحيى الثقفي.. وكان ينتهز فرصة خروجه إلى الحج، فيعرج على بغداد ليسمع من شيوخها الكبار.

ثم رحل إلى دمشق وتعلم من شيوخها وعلمائها واستمع إلى كبار فقهاء الشام واستمر فترة من الزمن في رحلته الطويلة لطلب العلم وملاقاة الشيوخ والأخذ منهم. درس ابن الأثير الحديث والفقه والأصول والفرائض والمنطق والقراءات، غير أنه اختار فرعين من العلوم وتعمق في دراستهما وهما: الحديث والتاريخ، حتى أصبح إماما في حفظ الحديث ومعرفته وما يتعلق به، حافظا للتواريخ المتقدمة والمتأخرة، خبيرا بأنساب العرب وأيامهم وأخبارهم، عارفاً بالرجال وأنسابهم لا سيما الصحابة..!

ثم عاد إلى الموصل ولزم بيته منقطعا للتأليف والتصنيف، فقد توافرت لابن الأثير المادة التاريخية التي استعان بها في مصنفاته، بفضل صلته الوثيقة بحكام الموصل، وأسفاره العديدة في طلب العلم، وقيامه ببعض المهام السياسية الرسمية من قبل صاحب الموصل، ومصاحبته صلاح الدين في غزواته - وهو ما يسر له وصف المعارك كما شاهدها- ومدارسته الكتب وإفادته منها، ودأبه على القراءة والتحصيل.. ثم عكف على تلك المادة الهائلة التي تجمعت لديه يصيغها ويهذبها ويرتب أحداثها حتى انتظمت في أربعة مؤلفات، جعلت منه أبرز المؤرخين المسلمين بعد الطبري..!
وأهم هذه المؤلفات هي:
(1) - الكامل في التاريخ، وهو كتاب جامع لأخبار ملوك الشرق والغرب وما بينهما، وقد جاء هذا الكتاب في 9 مجلدات جاء الأول بعنوان [بدء الخلق]، الثاني: [السيرة 20 هجرية]، الثالث [21- 69 هجرية]، الرابع: [70- 144 هجرية]، الخامس [145 - 260 هجرية]، السادس: [261- 350 هجرية]، السابع: [351- 422 هجرية]، الثامن: [423- 535 هجرية]، التاسع: [536- 628 هجرية].
(2) - التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية، وهو في تأريخ حوداث و أخبار الدولة التى أسسها (عماد الدين زنكى) في الموصل.
(3) - أسد الغابة في معرفة الصحابة، وهو في تراجم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
(4) - اللباب في تهذيب الأنساب، وهو في الأنساب العربية.
توفي ابن الأثير الجزري عام 630هـ/1232م في الموصل ودفن في هذا القبر الواقع في باب سنجار الحالي، وهذا القبر شأنه شأن باقي معالم الموصل الاثرية، نال حظه من العبوات والمفخخات، إلا انه قرر ان يبقى شامخا بمساعدة الخيرين من ابناء الحدباء.
أما سبب تسمية القبر بـ(قبر البنت) فله قصة ترجع الى كاتبة بريطانية هي (مس دراور) والتي زارت مدينة الموصل عام 1922 م لغرض الكتابة عن المشاهد والمقامات، ووقفت في واحدة من جولاتها على قبر المؤرخ عز الدين بن الاثير حيث تجمهر الناس المتواجدون في المنطقة حولها، فأنتشر خبر زيارتها تلك ووجودها امام القبر الذي لفت انتباه الناس مما ادى الى اقتران صورة تلك الكاتبة دائما بمشهد القبر كلما مروا من امامه فغلبت تسمية "البنت مس دراور" على القبر، وسمي قبر البنت..

http://www.shakwmakw.com/vb/showthread.php?t=422029