اليوم الثاني من ايام الحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية

بدء بواسطة matoka, أكتوبر 25, 2013, 06:20:54 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

اليوم الثاني من ايام الحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية














برطلي . نت / خاص للموقع
  إعلام المديرية العامة


تواصلت في الساعة التاسعة صباح يوم الجمعة 25/10/2013 فعاليات اليوم الثاني من الحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية التي تقيمها المديرية العامة للثقافة والفنون السريانية، على قاعتي فندق عنكاوا بالاس.
شهدت القاعة الأولى أعمال الجلسة الرابعة وتمحورت حول (زهير بردى) أدارها جهاد مجيد، أستهلها الباحث د. خليل شكري هياس حيث أشار في بحثه الذي حمل عنوان (الصورة الشعرية: بلاغة التشكيل وسيمياء التدليل قراءة في شعر زهير بهنام بردى) إلى أن: (الصورة الفنية بكل تجلياتها الحسية والمعنوية تشكل تقانة تشكيلية مهمة لا تكاد يخلو منها أي نص إبداعي مرئياً كان أو سمعياً أو قولياً، والشعر واحد من النصوص الإبداعية التي تقوم على الصورة، فهو كما يرى ياكبسون تفكير بالصورة، ولا نكاد نرى قصائد من دون صور، وهي تركيبة شعرية تتبار فيها شتى المكونات: الواقع والخيال، اللغة والفكر، الأسطورة والرمز، الحس البصري والحس البصيري، الأنا والعالم وغيرها، ويتناسب الجميع ويتشابك ليؤلف رؤية شعرية تساهم بشكل فاعل في إنتاج النص).
المتحدث الثاني كان الباحث د.فرح أدور حنا في بحثه الموسوم (درامية القصيدة
قراءة في تجنيس المتن الشعري لزهير بهنام بردى- قصيدة (مسلة فنجان عتيق - أنموذجاً) حيث وجد القصيدة الدرامية: (تمتاز بسمة (الحركية)، لأن الفعل الدرامي يتجسد من خلال حركية متنوعة ومتداخلة بين حركة الفواعل وحركة الأحداث اللتين ستنتجان حركية الصراع، فكلما كان الصراع حيوياً ومتقداً؛ كلما أصبح أكثر حركة وتموجاً، فالحركية هي الفضاء الذي يحوي ديمومة البناء الدرامي ولاسيما في انساق القصيدة الحديثة؛ لأنه بناء قائم على تطور الفعل الشعري ونموه وتطوره وأتساع حجم أدائه وحضوره، اعتمادا على الحدث الذي يعد ضرورة من ضرورات بناء القصيدة الدرامية وسمة من سماتها لأنها عندما تفقد الحركة ، تفقد عنصر الصراع وهو العنصر الأهم في ابراز التفاعل [الحركي] في مراحل تطور القصيدة).
ثم قرأ د.مثنى كاظم صادق بالإنابة البحث المعنون الموسوم (الجسد: نص الدهشة ودهشة النص – قراءة في شعر زهير بهنام بردى) الذي أعده د.فيصل القصيري -وتعذر حضوره - ومما جاء فيه: (يقودنا عنوان بحثنا هذا فوراً إلى فن جسداني اشتهر في السنوات الأخيرة على نحو واسع ومثير هو فن (الإيروتيك)  وشاع على نحو واسع أيضاً في ثقافتنا الأدبية، إلى جانب مصطلح آخر يشتغل على موضوع الاختلافات الجنسية هو ((الجندر))، في السبيل إلى إغناء موضوعة الجسد وتطوير التفكير به، وعلى الرغم من أن موضوع الجسد ليس موضوعا جديدا على هذا المستوى إذ منذ أن وعى الإنسان قيمة الجيد أخذ يحيطه بالرعاية، إلا أن العصر الحديث هو عصر الجسد بوصفه موضوعا يتعدى القيمة الإيروتيكية والجندرية ويخرج إلى فضاء ثقافي ورؤيوي وحضاري).

تلاه الباحث جاسم عاصي  ببحث تحت عنوان (أيقونات الشعر الملوّنــــة) رأى فيه أن: (الشاعر زهير بهنام بردى يصوغ عناوينه بالاعتماد على معايير تخص طبيعته الشعرية، ونقصد بها المزاج الشعري. فهو تارة يُخضعه لنمط أسطوري غير مباشر، وفي أخرى لنوع من التداعي الحر، الذي يُشير من خلاله كبنية عتبة إلى طبيعة ما سوف يرد في متن الديوان من هذا نجده يُقدم أيقونة ذات قدرة على الإشارة، محققا ً بذلك عتبة صافية دون تورية شعرية أو كلامية).
أما القاعة الثانية فتمحورت فيها الأبحاث حول (المترجمين السريان) في جلسة أدارها د.ماجد الحيدر، أول الأبحاث جاء تحت عنوان (يوسف عبد المسيح ثروت أديبًا ومفكّرًا ومترجماً) للباحث يعقوب أفرام منصور وجد فيه أن: (الأديب والمفكر والمترجم يوسف عبدالمسيح ثروت كرّس جُلّ جهوده للكتابة تأليفا وترجمةَ من الإنكليزية، وأوّل مقالٍ له مترجم نُشر في مجلة (الرسالة) المصرية في عام 1947، وكان عن الشاعر الألماني (غوته) نقلاً عن توماس مان. وقبل ذلك نشر في مجلة (الفن الحديث) في عام 1945، وهي مجلة بغدادية أصدرها الفنّان التشكيلي جميل حمّودي، أما الكتاب الأول الذي صدر له، فكان في الفلسفة، عام 1948، وأعقبه كتاب ( أقطاب المدرسة الرومانسية) الذي نشرته تباعا مجلة (الرسالة) القاهرية لصاحبها الأستاذ أحمد حسن الزيّات، وذلك  بتشجيع من الأستاذ الراحل جبرا إبراهيم جبرا).
أما الباحث . د. صباح نوري المرزوك فركز في بحثه الموسوم (لطفي الخوري: الفولكلوري المترجم) على تخصيص الخوري سنوات عمره للثقافة والأدب والتراث الشعبي حيث: (استدعته وزارة الإعلام ليترأس تحرير مجلة (التراث الشعبي) التي صدر العدد الأول منها في الأول من ايلول 1969 (ظهر اسمه رئيسا للتحرير في العدد الثاني الصادر في تشرين الأول 1969م) بعد جملة من تحضيرات واستعدادات وان يظهر فيها الملحق الانكليزي الذي استمر حتى اليوم ليظل لطفي زميلا لمجموعة الرواد الذين استمروا في الإسهام في المجلة بإطارها الجديد كأول مجلة عربية تعتني بالتراث الشعبي وتحاول رصد المستتر منه والمختفي في أذهان الرواة وفي نقوش المساجد والدور القديمة ولتتبع العادة الشعبية العربية وتؤرشفها وتربطها بالماضي البعيد وبالحاضر).
وتحت عنوان (الأستاذ عبد المسيح وزير مترجم فذ من الطراز الأول) أكد الباحث محمد راضي زوير أن: (مترجمنا كان يتمتع بمقدرة عالية بالترجمة الفورية إلى جانب قدرته على الترجمة النصية، ففي عام 1931 وبتوجيه من الملك فيصل الأول تشكل وفد رفيع المستوى ضم الشاعر جميل صدقي الزهاوي والدكتور محمد فاضل الجمالي والعلامة محمد بهجة الأثري والأستاذ عبد المسيح وزير لاستقبال الشاعر الهندي الكبير (رابندرانات طاغور) وكان السيد عبد المسيح هو المترجم لما له علاقة بالأدب والشعر والتاريخ والدكتور الجمالي يترجم ما له علاقة بالتربية والتعليم، وأقيم احتفاء بمقدم هذا الشاعر احتفال كبير ألقى الأستاذان محمد صدقي والعلامة الأثري قصيدة فيه وكان الأستاذ عبدالمسيح وزير يتولى الترجمة الفورية خلال إلقاء الكلمات والقصائد وقد أثار إعجاب الحاضرين بقابليته على الترجمة وخصوصا الترجمة الأدبية الفورية لما تحتاج من مقدرة وكفاءة وسعة عقلية وثقافة وأدب عاليين).
(أثر الدين في اللغة والحاجة إلى علم لغة ديني العربية والعبرية والسريانية أنموذجا)  كان عنوان بحث د. طالب القريشي الذي أشار إلى أنه: (بقدر تعلق الأمر بموضوع بحثنا، فان هذه الأديان السماوية، قد اقترنت عادة بأدب ديني اتسم بالقدسية والدعوة إلى سلوكيات معينة واجبة على أعضائها ومعتنقيها، الغاية منها تبجيل الله سبحانه وتعالى، وبيان الخضوع التام لأوامره. ومن هنا، تضمنت نصوص هذا الأدب مجموعة من الخطب والأنشطة والطقوس والأعياد والمحارم والصلوات والصيام والأمثال والقصص التاريخية والعبر والأحكام والشعائر والعبادات والأخلاق والإيمان والقوانين المتنوعة وغيرها وردت بأسلوب غني بالبيان وبالصور البلاغية المتنوعة، وقد ترك ذلك كله أثره في أتباع هذه الديانات وفي لغاتهم وفي أسلوب تعبيرهم).

وبعد استراحة قصيرة عاود المؤتمرون جلساتهم البحثية حيث شهدت القاعة الأولى جلسة بإدارة د.محمد صابر عبيد تناولت (هيثم بهنام بردى) كمحور لها، وجاء البحث الأول تحت عنوان (مهيمنات البناء السردي في مجموعة نهر ذو لحية بيضاء للقاص هيثم بهنام بردى) للدكتورة نادية هناوي سعدون وجدت فيه السرد قد بدا: (وكأنه يسير على طريقة السيرة الذاتية باعتماد أفعال كلامية ذات دلالات مكثفة لينقل عبرها تفاصيل الصورة المشهدية التي تتغلغل في الدقائق الشعورية للحظة بعينها فمثلا أن السارد حين سلم رئيس التحرير قصته القصيرة، استعمل الفعل الكلامي" وتقنفذت على نفسي"  للدلالة على الشعور الذي ينتاب أي شخص يضع عمله على المحك في مقصلة الحكم في تقرفص مترقبا كأنه قنفذ واجه خطرا فالتف حول نفسه تاركا أشواكه حامية له من أي خطر).
ثم تناول الباحث د. سمير الخليل في بحثه الموسوم (أرض من عسل بين الأسطرة والواقع) المسار الإبداعي الذي شكل طابعاً لافتاً في مجموعة (أرض من عسل) وأضاف: (ذلك الطابع المتأرجح بين الواقع والمتخيل والسؤال هنا: هل تنفصل الأسطرة عن الواقع؟ الأسطرة هي من الواقع لأنها ترفعه لدائرة اللامألوف فهي تبحث عن الشيء المجهول وغير الملحوظ في الشيء الواقعي الملحوظ. وعندما يضفي الكاتب الخيال على عناصر عمله السردي لا يعتمد إلى بث الوهم واللامعقول وإنما من أجل استلهام القوة الكامنة في جوهر الشيء الواقعي، وبذلك تكون الأسطرة إعادة خلق للموروث الحكائي أو الأسطوري أو الديني ..).
بعد ذلك جاء دور الباحث محمد يونس صالح وعنوان بحثه (تليباثي – لهيثم بهنام بردى - قراءة إيقاعية) جاء فيه: (يحاول هذا البحث أن يميط اللثام عن حقل مهم وخصب في بنية الرواية والقصة والقصة القصيرة والقصة القصيرة جداً والسرد على نحو عام - كل بحسب فاعلية الاشتغال الإيقاعي وموجاته فيه - بوصفه إطاراً يمنح هذه الأنواع محيطها الخاص ومساحتها المفترضة لتجول عناصرها على سياقها الخاص الذي يفرض الحركة أو السكون أو يفرض البطء أو السرعة، فيرصد تحولات المكان عبر سير أحداثه مرّة، ويسلط كاميراته على حركة الشخصية وأزمنتها بوساطة افتراضات الزمن أخرى، وفاعلية اللون والظل ومفارقتهما ومتوازيات اللغة تشابهاً وتطابقاً وتراكماتها الفونيمية ونظام الجمل وتوزيعها على سطح الورقة ثالثة).
أعقبه الباحث د.سالم نجم عبد الله ببحث حمل عنوان (الواقعية السحرية في المجموعة القصصية - ارض من عسل - لهيثم بهنام بردى) رأى فيه أن المصطلحات الأدبية: (تتعدد والنقدية وتتعقد بتنوع العلاقة بين الواقع والخيال، فكلما كانت هناك كتابات جديدة تكسر المألوف وتتحدى قوانين الثوابت رافقتها أو أعقبتها نظريات ومناهج جديدة تحاول تفسير ذلك الإنتاج الإبداعي الجديد الذي بدا غامضا ومتمردا على الشائع من الكتابات، وهي عملية صحية ومواكبة لتطور الإبداع الأدبي الذي يرفض الثبات ويحاول دوما الظهور بأشكال جديدة على مستوى التركيب المضموني وعلى مستوى الطريقة التي يقدم بها (الشكل)، وهذه العلاقة الطردية مابين تطور الحياة وتطور النتاجات الإبداعية لا تقتصر على الأدب وحده إنما تشمل الإبداع بألوانه كافة).
وشارك الباحث وشارك الباحث مثنى كاظم صادق ببحث عنوانه (السياقات التداولية في النص السردي عند القاص هيثم بردى- بحث إجرائي لمجموعة نهر ذو لحية بيضاء) جاء فيه أن التداولية: (تشغل مساحة واسعة من الدراسات النقدية المعاصرة؛ ذلك لأنها وسيلة من وسائل الكشف عن علاقة اللغة بمستعمليها، إذ تنظر إلى اللغة على أنها خطاب تواصلي وظيفي ذي قوة إنجازية مع المتلقي، وأن القاص المبدع هيثم بهنام بردى صاحب صنعة، فهو محترف في إيصال أكثر مما يقال في نصه السردي، ومن هنا جاءت القراءة التداولية محاولة تسليط الضوء على بعض الآليات التداولية التي اعتمدها).

وبالانتقال إلى القاعة الثانية دارت نقاشات رصينة تمحورت حول (شخصيات سريانية) في جلسة أدارها حسين رشيد استهلتها د.غنية ياسر كباشي ببحث عن (الطبيب يوحنا بن ماسويه) الذي: (خدم يوحنا الرشيد والأمين والمأمون، ومن بعدهم من الخلفاء إلى أيام المتوكل، وكان ملوك بني العباس لا يتناولون شيئا من أطعمتهم إلا في وجوده، تعلم اللغة السريانية والعربية، فلم يجد صعوبة في دراسة العلوم الطبية المكتوبة بهاتين اللغتين. تزوج ابنة عبد الله الطيفوري الطبيب، واستمر يصعد في المراتب الاجتماعية حتى وصل بلاط الخليفة المأمون. له اخ طبيب المأمون عمل ايضا في مجال الطب واسمه ميخائيل بن ماسويه).
فيما تناول البحث التالي وكان بعنوان (الدكتور حنا خياط - طبيبا وسياسيا) من إعداد   د.سجى عامر: (الدكتور حنا خياط بوصفه أول وزير للصحة في العراق وله برنامجه الصحي المهم ومن الأهمية التعريف به وبأدواره في المجال الطبي والمهني وسعيه لنشر الثقافة والوعي الصحي في العراق، ولا سيما انه طبيب ماهر وكاتب مجيد له أثار طبية وكتابات في علم الاجتماع، وهو مؤرخ باحث، وله معرفة واسعة في اللغات الأجنبية. فضلا عن اهتمامه الشديد بإصلاح أحوال بلده العراق الاجتماعية والثقافية والطبية).
اما الباحثة د. بسمة محمد احمد فقد تطرقت في بحثها إلى (الدور التربوي لمتي عقراوي في العراق 1924-1958م) المولود في: (الموصل عام 1901م ثم انتقل إلى بيروت للدراسة في مدرسة إعدادية تابعة للجامعة الأمريكية هناك. أكمل دراساته في الجامعة الأمريكية في 1924 وبعد أن درّس في مدرسة رأس بيروت لمدة سنتين رجع إلى بغداد حيث نال منصب في دار المعلمين ثم سافر إلى الولايات المتحدة عام 1926 لكي يحصل على شهادة ماجستير من كلية المدرسين لجامعة كولومبيا في نيويورك. أكمل الدكتوراه في عام 1934 ونشرت رسالته عن إعادة بناء جداول التعليم في المدارس العامة العراقية باللغة الانكليزية.و شغل منصب أول رئيس لجامعة بغداد ما بين 5 تشرين الأول 1957م و 1 آب 1958م أعقبه في هذا المنصب العالم عبدالجبار عبدالله).
وقالت الباحثة د. ساجدة مزبان حسن في بحثها الذي يحمل عنوان (جهود الأب مرمرجيّ الدومنيكيّ المعجمية) انه: (من المفتونين باللغة العربية والمشغوفين بإدامة النظر فيها، والكشف عن أسرارها، مهمته خدمة المعجميّة العربيّة بـ (الثنائية والألسنيّة السامّية) لأنه من المؤمنين بصوابها، والمتمسكين بمبادئها وأساليبها؛ لأنه يرى أنَّ العلوم اللسانية كبقية العلوم لم تعد متمشية بكدًّ ولأي.. بل هي محلقة في أسراب الطائرات السابقات الرياح. ذلك هو الأب مرمرجيّ الدومنيكيّ (1881–1963) عضو المجمع اللغوي في القاهرة، والمجمع العلمي العربي في دمشق، وأستاذ اللغات الشرقية في القدس).
تلتها الباحثة ميمونة عوني وبحثها المعنون (دور الاب انستاس ماري الكرملي في المعجمات الكرملية – معجم المساعد انموذجا) حيث نوهت الى ان: (الأب انستاس الكرملي اعتاد ان يعقد مجلسه الأسبوعي في أيام الجمع في دير الآباء الكرمليين ببغداد، فلا تكاد تأزف الساعة الثامنة من صباح كل جمعة حتى يتقاطر الأدباء والباحثون لزيارتهم والاستماع إلى ما يدور في مجلسه من أحاديث ومساجلات أدبية، وكانت موضوعات المجلس تدور غالباً حول شؤون اللغة والأدب والشعر والتاريخ والبلدان، ويمتد الاجتماع حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا، حيث يقرع ناقوس الطعام داعياً رهبان الدير إلى قاعة الأكل، فينفرط عقد الزائرين).

وبعد استراحة الغداء عاود الباحثون نشاطهم متناولين الروائي العراقي (سنان أنطون) ونتاجه الأدبي المتميز في جلسة جديدة أدارها (روبن بيت شموئيل) وكان أول المتحدثين فيها الباحث مروان ياسين الدليمي ببحثه الموسوم (انكسار في ذاكرة خصبة - حول رواية "يامريم" للكاتب العراقي سنان انطون) أشاد فيه بحرفية الروائي الذي: (التقط حدثاً مهماً وخطيراً عندما اقتحمت مجموعة إرهابية مسلحة كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة في العاصمة العراقية بغداد في تمام الساعة الخامسة وخمس عشرة دقيقة من عصر يوم الاحد31/ من شهر تشرين الأول من العام 2010 أثناء قيام المصلين بأداء الشعائر الاخيرة من قداس داخل الكنيسة فقتلت تلك المجموعة عددا ً كبيرا ًمن المصلين. الروائي سنان أنطون أستثمر هذا الحدث ليصبح بؤرة أساسية أنطلق من خلاله في صياغة البنية السردية لروايته وشخصياتها من غير أن يشكل هذا الحدث ــ على الرغم من فجائعيته - مساحة كبيرة ومهيمنة في أحداث الرواية التي توغلت في ما هو مخفي ومطمور من التفاصيل والحقائق في البنية الاجتماعية العراقية، وقد شكل المسيحيون فيها العنصر الإنساني الابرز والأساس).
أعقبه الباحث محمد علوان جبر ببحث كان تحت عنوان (يامريم - دلالات السرد وتعددها) نوجز أدناه شيئا مما ذكره الباحث حيث يقول: (في رواية يامريم، يستخدم الروائي سنان أنطوان تكنيكا ، أختلف كثيرا عن التكنيك والرؤية التي  كتب بهما روايتيه السابقتين (أعجام، وحدها شجرة الرمان)، فقد كتب في روايته الأخيرة (يامريم ) ــ التي وصلت بجدارة إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر ــ  نصا أحتمل دلالات سردية عديدة، رغم الثيمة المعروفة التي قامت على ما حدث في كنيسة (سيدة النجاة) تلك الكنيسة التي ارتكبت فيها أبشع جريمة بحق مصلين لا يملكون إلا الدعاء إلى الله والتي كتب عنها الكثير، لكن سنان أنطوان، استطاع أن يوظف الحدث مستعينا بتجربة الابتعاد عن المباشرة، وطرح الموضوع كما هو، دون الانحياز إلى أحد، ولكن بتكنيك يحسب لفنية الرواية،  لاكتشاف واستخلاص ما يريد قوله، وظف الدلالات السردية المتعددة).
في حين استعرض الباحث احمد ثامر جهاد رواية اخرى لسنان أنطون في بحث عنوانه (حينما تصبح الرواية سردا كابوسيا - وحدها شجرة الرمان للروائي سنان أنطوان) تساءل عبره: (ترى لماذا يكتب روائي مسيحي مولود في بغداد عن مصير عائلة شيعية تسكن في الكاظمية وتمتهن غسل الموتى، إن لم يكن في ذلك تصميم مسبق على تصدير وعي ثقافي ناجز بأهمية ما يمكن للرواية أن تفعله للّحم الهوية الوطنية الممزقة بانقسامات الطائفة. وهو ما فعله بعض الكتاب العراقيين ممن عبروا قيود هوياتهم الطائفية للكتابة عن الهم العراقي بسعة جغرافيته. في المقابل فان الروائي سنان انطون وهو يتحدث بلسان طائفة شريكة له في الهم ومجاورة له في العيش المشترك، لا يتبنى بالضرورة وجهات نظرها حول الإحداث التي عصفت بالبلاد منذ حرب الثمانينيات وحتى سنوات الاقتتال الطائفي، إذا ما اعتبرنا ان الشخصية المحورية في العمل (جواد) او (جودي) هي المعبرة عن وجهة نظر السارد).
اما الباحث خضير فليح الزيدي فكان عنوان بحثه (قراءة في رواية "وحدها شجرة الرمان"): تناول فيه حياة سنان أنطون: (وهو شاعر وروائي ومترجم ولد في بغداد من عائلة مسيحية عام 1967، وعاش في منطقة الأمين الثانية وسط بغداد وقد أكمل طور الشباب والدراسة الأولى في بغداد.. له ثلاث روايات.. الاولى إعجام والرواية الثانية وحدها شجرة الرمان، والرواية الثالثة الأكثر إثارة هي يامريم وتعد الأشهر لوصولها إلى القائمة القصيرة من جائزة البوكر العربية.. الجائزة ذات المعايير العالمية والشهرة العربية.. التي يتنافس عليها الروائيون العرب ودور النشر العربية لبلوغ الجائزة أو قائمتها القصيرة وهذا ما حققه سنان انطوان).

وعن مساهمات السريان في الفن عموما سيما في (الفن التشكيلي والمسرح) ناقشت جلسة اخرى على القاعة الثانية هذا المحور بإدارة بطرس نباتي تناول في أول البحوث الباحث د. حيدر رؤوف سعيد الطاهر في بحثه الذي يحمل عنوان (التقنيات المستخدمة في تزجيج الألواح الناتئة في بوابة عشتار): (دراسة مواصفات الطينة وطرق التشكيل وعملية تحضير الزجاج وتطبيقه على السطح الفخاري، وكذلك المواد الأولية التي كون منها وعملية الحرق ومن خلال ملاحظة عينة البحث توصل الباحث على مجموعة من النتائج أهمها إن الطينة المستخدمة هي طينة محلية رسوبية واطئة الحرارة عدلت باستخدام الرمل ومسحوق الفخار. إن عملية الإنتاج للأجسام الطينية كانت تجري بضغط الطينة الرطبة في قالب فخاري أو جبسي. حرقت النماذج في أجواء تأكسدية وبأفران ذات تصاميم مختلفة. حاول الخزاف إنتاج مجموعة من الألوان باستخدام زجاج مجهز مسبقاً (Fritting)).
بعده قدم جمال العتابي بحثا عنوانه (منحوتات مازن إيليا إثارة الساكن في أعماق المرأة) استعرض فيه بعض منحوتات الفنان مازن ايليا وقال: (يبدو أن الفنان مازن ايليا يشتغل على النحت من مفهوم (عمل السيتات) وان القطعة الواحدة لا تفي بالغرض المنشود كما يريد هو، ولكنه يفكر في تخليق جو مؤلف من مجتمع المنحوتات فثلاث قطع نحتية تتراصف مع بعضها بتجاور يعطي للإنشاء التصويري قيما موضوعية واستاتيكية جيدة).
الباحث رحيم راضي الخزاعي تحدث عن (دور السريان في تطور المسرح العراقي - ازادوهي صاموئيل أنموذجاً) التي يرى فيها: (تلك العراقية الأصيلة المتجذرة عروقها في ارض العراق، بقت تعمل وتقدم الفن الهادف رغم كل الظروف القاسية التي مر بها بلدنا. وأيقنت أن المسرح يمتلك مقومات النهوض مع مسيرة العراق الجديد، بل انه يرسم صورة مشرقة للأعمال الجادة والهادفة التي تجسد معطيات الحياة الجديدة قيمته الفنية ليؤكد دوره في بناء بلده، لان المسرح واجهة حضارية وثقافية، اذا كان المخرج والمربي الراحل (بهنام ميخائيل) قد حصل على لقب راهب المسرح العراقي، فانه من حق مبدعتنا القديرة ازادوهي صاموئيل التي تعد أكثر الفنانات العراقيات نشاطا وغزارة ومشاركة ان نطلق عليها توصيف (راهبة المسرح العراقي).
وقال الباحث د. جواد الزيدي في بحثه الموسوم (تناص الخفاء والتجلي في أعمال الفنانين السريان) ان: (التناص يعد واحدا من أهم المفاهيم التي تشكل مرجعية التعالق والاشتباك بين النصوص الإبداعية مهما أختلف جنسها، إذ أنه علاقة بين نصين، ويشير الفكر ما بعد البنيوي إلى (أن أي نص هو مجرد عقدة داخل شبكة)، إذ (صار التناص فضاء مفدرا على كل نص، لامناص منه، ولا ملاذ إلا به) وبالتالي لا يمكن تنزيه أية نص من نصوص سابقة تؤثر به سواء كان ذلك في الخفاء أو عن طريق التجلي المباشر، الخفاء الذي يعبر حافات المباشرة ويتموضع في النص الجديد عن طريق اللاشعور، والمتجلي الذي يتخذ من قصدية التعالق والاشتباك أساسا في تشكل النص الجديد.).

وبعد استراحة قصيرة عاد النشاط إلى قاعتي البحث والتقى الباحثون في القاعة الأولى ليناقشوا محور (شعراء سريان)  في جلسة بإدارة علي حسن الفواز بدأها الباحث الباحث د.صفاء الدين احمد فاضل ببحثه الموسوم (ظلال اللغة واكتنازها في شعر سركون بولص) أشار فيه إلى أن: (للشعر مساحة ترقص فيها الكلمات لتشكل ذلك الوعي التفاعلي والمنظومة الشاملة التي تكشف عن عمق الشاعر ودواخله وتطلعاته وتجاربه. الشعر تلك الروح الفياضة التي لاينضب عبيرها، مملكة الإحساس ونهر الوجدان وقلعة الفكر، سنابل تعيش على العواطف ورونق المشاعر.
ولايخفى على القارئ أن الشاعرية موهبة ولا يعتلي ركبها إلا من أجاد الركوب وتحدى آلياتها أنها التأمل والإدراك الذاتي ... ورسم الحياة بعالم اللاشعور والشفافية وعالم التحولات لينصت للحياة ولأصواتنا الداخلية ... الشعر هو عالمنا الداخلي الذي نصل عن طريقه إلى الكون والوجود).
واستنتج الباحث د. قاسم حسين صالح في بحثه الموسوم (الصعلكة والاغتراب لدى الشعراء السريان جان دمو وسركون بولص أنموذجان) ان: (الخاصية السيكولوجية المميزة التي تنفرد بها شخصيتا جان دمو وسركون بولص تتحدد بأن الناس عموما توجد لديهم ثلاث (ذوات): اجتماعية، ومزيفة، وحقيقية. الذات الاجتماعية تعني مسايرة الناس والإذعان للنظام والقيم والتقاليد. الذات المزيفة تعني أن الفرد يظهر للآخر عكس ما يخفيه سواء في السياسة أو العمل الوظيفي أو الحب أو الصداقة. أما الذات الحقيقية فتعني أن الفرد يمارس حريته ويعيش وجوده ويعبّر عن انفعالاته ويعمل ويقول ما يريد، وانه لا يساوم ولا يساير ولا يذعن ولا يتنازل عن قول ما يعدّه حقيقة).
الباحثة سوسن البياتي التي عنوت بحثها (العتبات النصية في شعر شاكر مجيد سيفو- ( اطراس البنفسج) أنموذجا) اعتبرت (شاكر مجيد سيفو من الشعراء الذين استهوتهم لعبة العتبات، وحرصوا على استثمارها على النحو الذي يضمن فاعلية هذه العتبات داخل النص الشعري، ويقودنا بالتالي إلى علاقة احدهما بالآخر، وهو استثمار لا يشتغل بمعزل عن النص، فعتبة العنوان على سبيل المثال لا تظهر إلا بلمسات داخل نصية، يتفاعل فيه العنوان مع النص فينفعل النص معه مشكلا ثنائيا لايمكن النظر إلى احدهما من دون الآخر، وكذا الحال مع عتبة الإهداء وهي تحاول أن تبين العلاقة بين المهدي والمهدى إليه ليبقى النص هو الهدية التي يحاول الشاعر استثمارها كوسيلة جذب للآخر/ المهدي إليه، وهكذا تشتغل بقية العتبات لتكون النواة الأساسية التي تنفتح على بؤرة مركزية هي النص بحدِّ ذاته).

وتحت عنوان (الشاعر الفريد سمعان ..مناضل ومبدع بامتياز) قدم الباحث (آوات حسن أمين) ورقة عن الشاعر الفريد سمعان يرى فيها أننا:(عندما نتناول تجربة شعرية لشاعر بحجم ألفريد سمعان في بحث، يكون معلوما لدينا، بأننا أمام قامة من قامات الشعر، قد نختلف معه ولكن لا نختلف على شاعريته الفذة. فهو من الرعيل الأول للشعراء الملتزمين الذين مزجوا بين الفن والسياسة أو بالأحرى بين العمل النضالي والعمل الإبداعي).
وعن الفريد سمعان ايضا جاء البحث المعنون (الفريد سمعان وليمونا اليتيمة) المقدم من قبل الباحث (علوان السلمان)، قرأه د.سمير الخليل،حيث أشار إلى أن:(مسرحية ( ليمونا) هي المسرحية اليتيمة التي كتبها الشاعر الفريد سمعان و اعتمد الشعر أساسا لبنائها مستمدة وقائعها وشخصياتها من التاريخ (المرحلة الآشورية) و المسرحية لم تأخذ على عاتقها مجرد السرد التاريخي بل كانت تحمل مضمونا اجتماعيا فهي لم تأخذ من التاريخ سوى أسماء وأشكال فاتضحت مهمة العمل المسرحي إذ جعلتنا نحس بحياتنا إحساسا عميقا ونلمس مشاكلنا الحياتية عن قرب).
في حين تناول الباحثون في القاعة الثانية محورا يسلط الضوء مجددا على بعض من الـ(شخصيات سريانية)، الجلسة أدارها حيدر سعيد  وتناوب على الحديث فيها كل من الباحث د.ماجد الحيدر فقد قدم بحثا كان عنوانه (بهنام وديع اوغسطين..الأديب والتربوي المنسي محاولة لترميم الذاكرة) تحدث فيه عن لقائه بوديع اوغسطين حيث يقول: (في ذلك الصباح من أواخر صيف 1977، وفور دخوله علينا غرفة الدرس في تلك البناية القديمة المهيبة (إعدادية النضال-الملك غاز سابقاً) أدركنا أننا بإزاء أستاذ من نوع مختلف، أستاذ أكثر تميزا بين نخبة من أساتذة ذلك الزمن وتلك الإعدادية الذين كانوا ينتخبون انتخاباً من بين أفضل المدرسين: علما وحنكة وخبرة. كان هذا الرجل المتورد الوسيم الذي تجاوز منتصف العمر بقليل يملك سحراً خاصاً يحيل دقائق درسه الأربعين إلى رحلةٍ، أو قُل بعثةً لاختراق عالم جميل هو الانكليزية وآدابها، رحلة تحفل بالإثارة والتشويق والعمل الجماعي، شكلت بالنسبة لي على الأقل، الشرارة الأولى لحبي تلك اللغة والاستزادة منها والإقدام فيما بعد على ولوج عالم الترجمة منها وإليها).
ثم جاء دور الباحث قصي عبد الهادي رشيد في بحثه الذي حمل عنوان (القصة القصيرة الفكاهية لدى ابن العبري) حيث يقول: (إنّ إبن العبريّ (1226 – 1286م) هو، على الإطلاق، أشهر الأدباء السريان الذين ظهروا وبرزوا خلال القرن الثالث عشر الميلاديّ وأغزرهم مادّة ً وأوفرهم علمًا. فقد كان في جيله علاّمَة موسوعيّا حقـّا. إذ  وضع مُؤلـَّفات ضخمة في الدين والعلوم والتأريخ. كما أنه أبدع في الشعر أيضًا، فهو صاحب القصيدة الرباعيّة الرائعة "الحكمة الإلهيّة". ولكن ما لا يُذكـَر عنه إلا َّ نادرًا هي روحه الأدبيّة الفكاهيّة المرحة. فهو قد ترك لنا كتابًا أسْماهُ "السلوى" ، وضمَّنه قصَصًا وحكايات قصيرة ظريفة وفكاهيّة).
ثم قرأ د.ناهض عبد الرزاق دفتر بحثه الموسوم (أثر الخط السرياني على الخط العربي)، جاء فيه: (اللغة السريانية هي من اللغات الآرامية، وعند ظهور النصرانية استبدلوا كلمتي (الآرامية والآراميين) بكلمتي (السريانية والسريان) وخلال القرن الرابع الميلادي أصبحت السريانية لغة الدين الجديد، وأصبح السريان زعماء الترجمة، وخاصة عن اليونانية في العلوم والفلسفة والعلوم الدينية، وكذلك عن الفارسية كان كتاب كليلة ودمنه. وبما إن الخط السرياني كان انحدر عن الخط الآرامي، كذلك فقد انحدر الخط النبطي عن الآرامي، حيث إن الموطن الأصلي للآراميين كان في وسط العراق بين مدينتي بغداد وسامراء من ناحية نهر دجلة. ويذكر إن الخط العربي وضع متأثراً بالخط السرياني).
آخر المتحدثين كان (حنون مجيد) وبحثه الموسوم (زهير رسام كاتباً تربوياً وإنسانياً) يؤكد فيه أن الحديث عن قصة الطفل عند الراحل الكبير زهير رسام: (يكتسب أهمية بالغة تعرج بنا نحو الوقوف عند قصة الطفل عموماً. فمما لا شك فيه أن قصة الطفل هي إحدى مرتكزات الأطفال إلى معرفة الحقيقة، وإحدى السبل الناجعة إلى الصحة النفسية، لما تسبغه عليهم من قيم في الجمال والإنسانية والتعاطف والتعاون، وما تحمله من ألوان تزخر بها الطبيعة التي غالباً ما تكون الأرضية الصالحة ،ليس لقصة الطفل وحدها إنما للقاعدة النفسية والتربوية للطفل كذلك).
وكالمعتاد أفسح المجال في ختام كل جلسة أمام الحضور لطرح اسئلتهم ومداخلاتهم على الباحثين الذين أجابوا عنها مشيعين مزيدا من الغنى والفائدة على الجلسات.
يشار إلى أن فعاليات اليوم الثالث من الحلقة الدراسية حول دور السريان في الثقافة العراقية (دورة رفائيل بطي) تتواصل في يومها الأخير السبت 26/10/2013 على قاعات فندق عنكاوا بالاس الساعة التاسعة صباحا.

























.





















Matty AL Mache